عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، قصف محيط وساحات مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من غارات شنها على الموقع ذاته مساء أمس، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن العمليات استهدفت القيادي البارز بكتائب عز الدين القسام محمد السنوار.
ووفق بيان سابق لجيش الاحتلال، فإن الهجوم استهدف "غرفة تحصين" تابعة لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، داخل شبكة أنفاق تقع أسفل ساحات المستشفى.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن القصف استهدف أيضًا القيادي البارز في القسام، محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة في قطاع غزة.
وأفادت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال محمد السنوار داخل أحد الأنفاق، لكنه لا يزال يتحقق من نجاح العملية من عدمه.
وتتهم إسرائيل محمد السنوار بلعب دور محوري في التخطيط لهجمات 7 أكتوبر 2023، التي شهدت توغلًا من قبل حماس داخل المستوطنات الإسرائيلية واحتجزت أكثر من 100 إسرائيلي نقلتهم إلى غزة.
وقال مصدر صحفي ميداني لـ المنصة، إن القصف الإسرائيلي تكرر صباح اليوم، مستهدفًا عدة نقاط في محيط المستشفى وعلى فترات زمنية متقاربة، ما حال دون انتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض، وأضاف أن طائرة إسرائيلية قصفت جرافة كانت ستستخدم في فتح الطريق المدمر بفعل قصف الليلة الماضية.
وقال المصدر طالبًا عدم نشر اسمه "نجونا من عدة استهدافات طالت منازل وطرقات وحتى الجرافة داخل ومحيط المستشفى. يبدو واضحًا أن الجيش لا يريد لأي شخص أن يتواجد في هذه المنطقة أو أن يستمر المستشفى في تقديم خدماته".
بدوره، قال مصدر طبي من داخل مستشفى غزة الأوروبي لـ المنصة، إن الطواقم الطبية باتت عاجزة عن مواصلة العمل في ظل استمرار القصف، موضحًا أن الإدارة اضطرت إلى إخلاء المستشفى بالكامل من المرضى والجرحى والعاملين، ونقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، بسبب تضرر البنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء.
وأكد المصدر الصحفي أن هناك ضحايا لا يزالون تحت أنقاض منازل مدمرة بالقرب من المستشفى، وأن فرق الإنقاذ والإسعاف غير قادرة على الوصول إليهم بسبب استهداف أي تحرك في المنطقة. وأشار إلى تمركز قوات الاحتلال على محور "موراج" الذي لا يبعد سوى 700 متر عن المستشفى، ما يعمّق من خطورة الوضع.
وفي شمال القطاع، قُتل أكثر من 60 فلسطينيًا منذ فجر اليوم جراء غارات مكثفة استهدفت مناطق في جباليا والمناطق المحيطة، من بينها أكثر من 10 منازل ومدرسة تؤوي نازحين، وفق ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.
وأشار المصدر إلى أن فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل على رفع الأنقاض بحثًا عن ضحايا ومفقودين، مؤكدًا أن عددًا من الأطفال لا يزالون في عداد المفقودين، حسب شهادات ناجين.
كما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة للنازحين داخل مدرسة الأيوبية في جباليا، مما أسفر عن مقتل شاب وطفل، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة.
من جهته، وصف مدير مستشفى العودة في شمال القطاع الدكتور محمد صالحة، يوم الأربعاء بأنه "أحد أكثر الأيام دموية" منذ بدء التصعيد، مشيرًا إلى أن المستشفى تعمل في ظروف قاسية بسبب الحصار ونقص الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وأوضح صالحة لـ المنصة، أن أوامر الإخلاء المتكررة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي فاقمت من أزمة النزوح، وزادت من الضغط على المستشفيات، التي باتت غير قادرة على التعامل مع الكم الكبير من الإصابات.
ومنذ 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.