بإذن خاص لـ المنصة
آثار القصف الإسرائيلي على مستشفى غزة الأوروبي ومحيطها جنوب شرق خانيونس، 13 مايو 2025

الاحتلال يقصف مستشفى ومنازل مجاورة في غزة ويزعم وجود شبكة أنفاق أسفلها

سالم الريس
منشور الأربعاء 14 مايو 2025

صعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته في قطاع غزة، فجر اليوم، مستهدفًا مناطق شرق ووسط مخيم جباليا شمالًا ومدينة خانيونس جنوبًا، في قصف جوي مكثف طال منازل ومرافق مدنية، أبرزها مستشفى غزة الأوروبي الذي تعرض لقصف مباشر دون سابق إنذار، حسبما قال مصدران صحفيان لـ المنصة.

وذكر المصدران أن طائرات الاحتلال شنت ما لا يقل عن تسع غارات جوية استهدفت محيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب خانيونس، تركزت على الطرق الداخلية وساحات المستشفى والشارع المؤدي إلى مدخله الرئيسي، بينما كان المستشفى يعج بالمرضى والكوادر الطبية، ويستقبل الجرحى وضحايا العدوان.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عبر واتساب عن مقتل سبعة مواطنين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 40 آخرين جرّاء استهداف المستشفى الذي كانت يستعد لتأمين سفر أكثر من 150 طفلًا من المرضى ومصابي الحرب لتلقي العلاج في الخارج صباح اليوم، وقال أحد المصدرين "لو كان الأطفال في الساحة وليس داخل المبنى، لتناثرت جثامينهم في كل مكان من  شدة الانفجارات".

أحد موظفي المستشفى روى لـ المنصة تفاصيل اللحظات الأولى للقصف قائلًا "كنا في ساحة المستشفى نتسامر، وفجأة تحولت الأرض إلى جحيم، لا تحذير ولا سابق إنذار، فقط انفجارات ودخان وشظايا تسقط كالمطر".

وجراء الاستهداف أُصيب أربعة صحفيين بجروح طفيفة خلال توثيقهم للأحداث من بينهم المصور عمرو طبش، الذي قال "كنت أجري مقابلات مع أطفال وذويهم، وفجأة وقع القصف بجوارنا مباشرة، وألقى بنا أرضًا"، وأكد أن حافلة كانت بالجوار امتصت الشظايا ومنعت وقوع مجزرة أكبر.

وفي سياق متصل، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مركبة تابعة لطواقم الدفاع المدني أثناء محاولتهم إنقاذ ضحايا من منزل مجاور للمستشفى مما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الطواقم، وأفادت المصادر بوجود أكثر من 20 فردًا من عائلة واحدة لا يزالون تحت الأنقاض، حيث كانوا يستضيفون أقارب فقدوا منازلهم سابقًا.

من ناحيته، اعترف جيش الاحتلال عبر بيان نشره على واتساب باستهداف محيط المستشفى، مدعيًا وجود عناصر من حركة حماس في "شبكة أنفاق" أسفل المجمع الطبي، واعتبر أن "العدو يستخدم المستشفيات لأغراض إرهابية"، بحسب زعمه، مضيفًا أنه اتخذ خطوات لتقليل الخسائر بين المدنيين رغم الاعتراف بسقوط نحو 50 قتيلًا وجريحًا.

في المقابل، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق رشقات صاروخية تجاه أسدود وعسقلان وسديروت ومستوطنات غلاف شمال غزة، ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ووفق شهود عيان، أُطلقت ثلاثة صواريخ من شمال القطاع، اعترضت القوات الإسرائيلية اثنين منها، بينما سقط الثالث في منطقة مفتوحة.

عقب إطلاق الصواريخ، أمرت قوات الاحتلال بإخلاء سكان مناطق عدة شمال قطاع غزة، بينها جباليا، تل الزعتر، الشيخ زايد، والسلام. ومع فجر اليوم، بدأت غارات جوية مكثفة استهدفت عشرات المنازل في هذه المناطق، مخلفة مجازر مروعة، بحسب مصادر صحفية تحدثت لـ المنصة.

المصادر أكدت وصول أكثر من 40 جثمانًا إلى مستشفيي الأندونيسي والعودة، إضافة إلى عشرات الجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وقال أحد الصحفيين إن "منازل عدة لعائلات مدنية سوّيت بالأرض بالكامل، ولا يزال كثير من الضحايا تحت الأنقاض".

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل تلقي عشرات نداءات الاستغاثة دون قدرة على تلبيتها بسبب تدمير أغلب مركبات الجهاز خلال الحرب، فيما قال مصدر طبي في مستشفى الأندونيسي لـ المنصة إن المنظومة الصحية على وشك الانهيار، و"الضحايا معظمهم أطفال تحت سن العاشرة، وهذا يعكس طبيعة الاستهداف المتعمد".

وفي الجنوب، استهدفت الطائرات منزلًا قرب مستشفى غزة الأوروبي، كان يضم خمسة أشقاء مع أسرهم، وأشار شهود عيان إلى انتشال جثمان أحد الأشقاء، بينما لا يزال أكثر من عشرة أفراد تحت الأنقاض وسط صعوبة الوصول إليهم بسبب القصف المتكرر وخطورة المنطقة.

ومنذ 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.