تصوير شاهد عيان من جباليا لـ المنصة
اشتعال النيران في جراج بلدية جباليا بعد قصف إسرائيلي استهدف معدات وشاحنات البلدية وجرافات مصرية، 22 أبريل 2025

الاحتلال يدمر جرافات مصرية في جباليا وخانيونس

سالم الريس
منشور الثلاثاء 22 أبريل 2025

استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، ضمن قصفه المكثف على قطاع غزة، جراج بلدية جباليا في الشمال الذي يحتوي على جرافات مصرية سمح الاحتلال بدخولها في فبراير/شباط الماضي للعمل على إزالة ركام المنازل وفتح الشوارع المغلقة خلال تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وتكرر المشهد في خانيونس جنوبًا، ما تسبب في تدمير وحرق معدات للبلديات وشاحنات وجرافات، من بينها الجرافات المصرية.

وقال شاهد في جباليا لـ المنصة إنه وردهم اتصال من ضابط في جيش الاحتلال فجر الثلاثاء طالبهم بإخلاء منزلهم والمنازل المحيطة، موضحًا أنهم اعتقدوا أن الاحتلال يريد قصف أحد المنازل المحيطة بالجراج.

وبعد أقل من 20 دقيقة من الاتصال استهدفت طائرة حربية بصاروخين الجراج، ما أدى إلى تدمير الشاحنات والجرافات واشتعال النيران في المكان.

وأوضح الشاهد أن جرافتين مصريتين كانتا في الجراج منذ استئناف إسرائيل الحرب في مارس/آذار الماضي.

واستهدف الاحتلال أكثر من 8 منازل وبنايات سكنية في مدينة غزة فجرًا، بعد تحذير السكان هاتفيًا، وفق 4 شهود لـ المنصة.

وقال أحد الشهود إن الاحتلال وبعد استهدافه أرضًا مجاورة لمنازل المواطنين في حي الصبرة، بها عدد من الجرافات والشاحنات، عاد وطالب أصحاب المنازل في المنطقة بعدم العودة تمهيدًا لاستهدافها ثانيةً، مضيفًا "قصفوا الشاحنات والجرافات ومنازلنا تضررت، دمروا المنطقة من دون سبب واضح".

وفي حي الشيخ رضوان، طالب الاحتلال بإخلاء مربع سكني من بينه مدرسة حليمة السعدية التي تأوي مئات العائلات النازحة، وأوضح شاهد لـ المنصة أن العائلات اضطرت للهرب مع نسائهم وأطفالهم وكبار السن على عجالة لأبعد منطقة ممكنة قبل قصف منزل مجاور للمدرسة.

وأكد أن الاحتلال لم يمنحهم أكثر من دقائق معدودة للإخلاء، ولم يتمكنوا من حمل أمتعتهم واحتياجاتهم التي لن يجدوا بديلًا لها، نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول شاحنات المساعدات.

واستهدف الاحتلال منزلًا غرب غزة دون سابق تحذير، وقال شاهد لـ المنصة إن أصحاب المنزل كانوا نيامًا لحظة استهدافهم، ما تسبب في مقتل 4 من عائلة واحدة وإصابة 5 بجراح مختلفة.

وفي شرق مدينة غزة، نفَّذ جيش الاحتلال عشرات التفجيرات ما تسبب في تدمير عشرات المنازل والمباني خلال ساعات الليل وحتى الفجر، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، منوهًا بتصاعد عمليات نسف المربعات السكنية وتدمير المنازل بشكل كامل شرق أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون.

وأفاد المصدر بتقدم الدبابات والآليات العسكرية صباح الاثنين بشكل جزئي شرق الأحياء الشرقية قبل أن تنسحب في الليل، موضحًا أن تقدمها كان مرتبطًا بزرع العبوات المتفجرة داخل الأحياء السكنية تمهيدًا لتفجيرها خلال ساعات الليل.

وكانت الطائرات الحربية استهدفت منزلًا بحي التفاح مساء الاثنين، ما تسبب في مقتل 3 مواطنين وإصابة 10 بجراح مختلفة، نُقلوا إلى مستشفى المعمداني الذي تعرَّض أيضًا لإطلاق نار من مُسيَّرة ظهر الاثنين، ما تسبب في هلع الجرحى والطواقم الطبية.

واستهدف الاحتلال خيام النازحين في منطقة الصبرة وسط المدينة، وهي منطقة مكتظة بالخيام، وأفاد شاهد لـ المنصة بأن القصف دون تحذير بالإخلاء تسبب في مقتل 5 نازحين وإصابة 12، بينهم أطفال ونساء تعرضوا لحروق شديدة. وأشار إلى أن المنطقة ذاتها تعرضت للقصف مرتين خلال وقت سابق.

وبالتوازي، تعرضت مدينة خانيونس جنوبًا إلى قصف مكثف استهدف خيامًا للنازحين ومنازل مأهولة بالمدنيين وجرافات وشاحنات فجرًا، حسبما أفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة.

وقال إنهم حين وصولهم للمكان "وجدنا النيران مشتعلة في الجرافات والشاحنات ومعدات تابعة للبلدية، من بينها جرافات مصرية كذلك كانت دخلت القطاع للعمل على إزالة الركام وفتح الشوارع".

سبق ذلك استهداف أرض تحتوي على شاحنات وجرافات تابعة إلى شركة مقاولات، بجوار ميناء القرارة شمال غرب المدينة، منتصف الليلة الماضية، بعد اتصال ورد لأحد الجيران طالبه بإخلاء المدنيين من المنطقة، حسبما أكد مصدر صحفي لـ المنصة. وقتل 17 من بينهم نساء وأطفال في 7 استهدافات دون سابق تحذير.

وقُتل شابان بانفجار طائرة انتحارية استهدفت خيمتهما بشكل مباشر في منطقة المواصي غربًا، حسبما أكد شاهد لـ المنصة، فيما قتل شقيقان من عائلة واحدة جنوب خانيونس.‎ وانتشلت طواقم الإسعاف طفلتين من عائلة واحدة قرب مفترق موراج الشرقي بمدينة رفح، كما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. 

لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

ومطلع مارس الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.