حساب المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس
دبابات إسرائيلية داخل معبر رفح، 7 مايو 2024

إسرائيل تسيطر على "محور فيلادلفيا الثاني".. وإضراب شامل في الضفة غدًا

سالم الريس
منشور الأحد 6 أبريل 2025

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، في السيطرة الفعلية على مفترق موراج الغربي شمال مدينة رفح، في وقت قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي لـ المنصة إن الاحتلال تسبب في تدمير نحو 90%؜ من المدينة خلال اجتياحه الأول مايو/آيار الماضي، فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في الضفة الغربية عن إضراب شامل غدًا الاثنين، تعبيرًا عن رفض الفلسطينيين بكل مكوناتهم لحرب الإبادة على قطاع غزة.

ودعت القوى الفلسطينية إلى ضرورة إنجاح الإضراب العالمي، بهدف إعلاء الصوت، وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة المتمثلة بقتل المدنيين الأطفال والنساء والتدمير، بهدف تهجير الفلسطينيين.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال وبعد ليلة طويلة من القصف الذي استهدف منطقة كف موراج شمال رفح وصلت آلياته وبدأ العمل في وضع رافعة مثبت عليها كاميرات مراقبة وأسلحة أوتوماتيكية بهدف كشف مناطق واسعة.

وأوضح المصدر أن إنشاء محور موراج يضع عددًا من أحياء جنوب مدينة خانيونس في دائرة الخطر، من بينها مناطق "جنوب المواصي، النجار، المنارة، قيزان رشوان، بلدة الفخاري، مستشفى غزة الأوروبي"، التي ستصبح مناطق محاذية للمحور من الشرق وحتى أقصى الغرب.

وأضاف "ستصبح المناطق حتى وسط خانيونس في مرمى القذائف المدفعية"، كذلك مُجمع ناصر الطبي سيصبح قريبًا وتحت مرمى النيران والقذائف الإسرائيلية، وهو ما يشكل خطورة على مصير المنظومة الصحية وقدرتها على استمرار عملها.

وأكد المصدر أن إنشاء المحور وما يسببه من تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة جنوب غرب المواصي، تلك المنطقة التي تمثل السلة الغذائية الأهم خاصة مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الخضروات للغزيين، وضم تلك المساحات للمحور الجديد، يسهم في تعميق أزمة الجوع لأكثر من مليوني إنسان.

والخميس الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطرة قوات الاحتلال على محور موراج الذي يفصل مدينتي رفح وخانيونس، وبدء إنشاء ما أطلق عليه "محور فيلادلفيا الثاني"، فيما كثف جيش الاحتلال عمليات القصف وارتكاب المجازر بحق سكان القطاع.

ويأتي إنشاء المحور الجديد الممتد من الحدود الشرقية للقطاع حتى سواحل البحر المتوسط، ليشكل تقسيمًا جديدًا لمدن غزة، بعدما أقام الاحتلال محور نتساريم قبل نحو عام ونصف العام، ما أدى إلى فصل مدينة غزة وشمال القطاع عن مدن الوسط والجنوب.

في الوقت نفسه، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي لـ المنصة إن جيش الاحتلال تسبب في تدمير قرابة 90%؜ من مدينة رفح خلال اجتياحه الأول في بداية مايو/أيار الماضي الذي استمر حتى إعلان وقف النار وانسحاب الاحتلال من عمق المدينة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأضاف "الاحتلال دمر معظم المباني السكنية، وشبكات البنية التحتية، والمرافق العامة والخدمية والصحية".

وأصدر جيش الاحتلال قبل أيام أوامر إخلاء لسكان رفح الذين قرروا العودة بعد انسحاب الاحتلال، والبالغ تعدادهم قرابة ربع مليون شخص تمهيدًا لعملية برية ثانية، حسب الصوفي الذي لفت إلى أنه لا تزال أكثر من 500 أسرة عالقة ومحاصرة برفح، خاصة بحي تل السلطان غرب المدينة، قائلًا "لا توجد معلومات دقيقة حول مصيرهم"، بعد أن انقطع الاتصال بهم.

"رغم انسحاب الاحتلال خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، كان لا يزال يقتطع أكثر من كيلو متر على طول الحدود الجنوبية للمدينة مع مصر، الأمر الذي حال دون قدرة 50%؜ من سكان رفح على العودة خلال تلك الفترة"، حسبما قال رئيس البلدية.

وكثف الاحتلال فجر الأحد وحتى ساعات الصباح من عمليات القصف والاستهدافات لمنازل وخيام السكان وحتى المزارعين قي خانيونس، ما تسبب في مقتل 19 بينهم أطفال نساء، حسبما أكد مصدران طبيان في مُجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي لـ المنصة.

وقُتل 6 مواطنين من بينهم طفل وشابة في قصف استهدف خيام للنازحين في المخيم الأردني الكويتي شرق منطقة الكنيسة في منطقة المواصي، وقُتل 8 في قصف استهدف منزلًا في حي الأمل وسط خانيونس، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وقُتل مزارعان في قصف بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية، استهدفهما الاحتلال خلال عملهما في أرضهما الزراعية في منطقة عين جالوت، كما قُتل مزارع وأصيب 4، بينهم مُصاب وصفت حالته بالخطيرة جراء استهداف ثانٍ لمزارعين في بلدة عبسان الكبيرة.

وتعرضت مناطق شرق مدينة دير البلح وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، صباح الأحد، إلى قصف مدفعي كثيف وإطلاق للرصاص اتجاه منازل المواطنين، وأفاد شاهد لـ المنصة بتوغل دبابات إسرائيلية في المناطق الشرقية لعدة ساعات قبل انسحابها وتراجعها لمناطق تمركزها داخل المناطق الحدودية.

وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة وصول فتاة مصابة بعد تلقيها رصاصة من دبابة.

وفي مدينة غزة، بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، العمل على تجريف منطقة تل المنطار شرق حي الشجاعية، والعمل على تسوية المنطقة لإنشاء موقع عسكري يكشف مساحات واسعة حتى وسط غزة، حسبما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة.

وأوضح المصدر أنه بالتزامن مع عمل الجرافات الإسرائيلية في اقتلاع الأشجار ومنازل المواطنين، تستمر الدبابات في إطلاق القذائف المدفعية على طول المنطقة الشرقية لحي الشجاعية والزيتون، وهي مناطق خالية من السكان بعد إجبارهم على النزوح. واستهدفت الطائرات الحربية بصاروخ واحد منزلًا في حي الزيتون دون تحذير مُسبق حسب شاهد لـ المنصة، ما أدى إلى مقتل 4 من عائلة واحدة وإصابة 7.