
إسرائيل تشن أول هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية منذ وقف إطلاق النار
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أول غارة جوية كبيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الحزب اللبناني الذي تُصنِّفه "إرهابيًا".
واستهدفت الغارة الإسرائيلية مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، معقل حزب الله، زعمت إسرائيل أنه مخزن للطائرات المسيرة التي يستخدمها الحزب.
وحسب رويترز، سُمع دوي الضربة في أنحاء العاصمة اللبنانية، كما شوهد عمود ضخم متصاعد من الدخان، ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن الضربة جاءت عقب أمر إخلاء أصدره الجيش الإسرائيلي لسكان حي الحدث وثلاث ضربات تحذيرية أصغر بطائرات مسيرة على المبنى.
وأثار أمر الإخلاء حالة من الذعر بين سكان المنطقة فسارعوا للفرار سيرًا على الأقدام، بينما ازدحمت الشوارع وتأثرت حركة المرور في المنطقة.
وخلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله التي استمرت أكثر من عام من الضربات المتبادلة وشهرين وثلاثة أيام من المواجهات المباشرة في جنوب لبنان، تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن مقتل عدد من قادة الحزب بينهم أمينه العام حسن نصر الله في غارة جوية في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقر جيش الاحتلال بخرقه لوقف النار في لبنان وقصفه عدة مناطق فيها، بزعم الهجوم على "مخربين وعناصر لحزب الله"، في وقت قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات على محافظة النبطية قرب الحدود الإسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في بلدة حاريص، وأربعة في بلدة طلوسة.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار كان من المفترض أن يبعد حزب الله أسلحته عن جنوب لبنان وأن تنسحب القوات البرية الإسرائيلية من المنطقة لينشر الجيش اللبناني قواته فيها، لكن الطرفين يتبادلان اتهامات عدم الالتزام الكامل بالشروط.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل ستواصل مهاجمة أي مكان في لبنان للتصدي للتهديدات وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف "من لم يستوعب بعد الوضع الجديد في لبنان، فقد تلقى (اليوم) تذكيرًا إضافيًا بتصميمنا، لن نسمح بإطلاق النار على تجمعاتنا السكانية، ولو بأقل القليل".
من ناحية أخرى، فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات جديدة على حزب الله اللبناني تستهدف خمسة أفراد وثلاثة كيانات.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن العقوبات استهدفت الفريق المالي لحزب الله "الذي يشرف على المشروعات التجارية وشبكات تهريب النفط التي تدر عوائد" للحزب.
وأضافت الوزارة أن من بين المستهدفين بالعقوبات أفرادًا من عائلات مسؤولين بارزين في حزب الله وأصدقاء مقربين لهم.
وقبل اتفاق وقف إطلاق النار استمرت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.