
استمرار المظاهرات ضد حماس في غزة.. وإسرائيل تغتال الناطق باسم الحركة
خرجت مظاهرات شعبية في مختلف مناطق ومدن قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي وتنحي حركة حماس عن الحكم، فيما كثف جيش الاحتلال من غاراته، واغتال فجر الخميس الناطق باسم حماس الدكتور عبد اللطيف القانون بمخيم جباليا شمالًا، حسبما أكد مصدر صحفي لـ المنصة.
وهتف متظاهرون، حملوا لافتات ورقية مكتوب عليها "بدنا نعيش"، بإنهاء الحرب وعمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال لليوم العاشر من استئناف عمليات القصف الجوي والتوغل البري في ثلاثة محاور داخل القطاع، كما هتفوا لمطالبة حماس بالخروج من المشهد السياسي الفلسطيني، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والبضائع وعدم توفر السيولة النقدية.
وشارك المئات من المواطنين في بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع، والشجاعية بغزة، ودير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، وخانيونس جنوبًا في اليوم الثاني من المظاهرات، بعدما اقتصرت المظاهرات في يومها الأول على بيت لاهيا.
وقال عامر حسان من شمال القطاع لـ المنصة إنه لم يعد يحتمل النزوح والتنقل مع عائلته، حيث فقد عمله ومصدر دخله الوحيد منذ بداية الحرب قبل عام ونصف.
وتحدث لـ المنصة أيضًا حامد زايد خلال مشاركته في المظاهرات بدير البلح، قائلًا "احنا ادمرنا، لا شغل ولا أكل ولا تعليم لولادنا ولا علاج بالمستشفيات، كل اشي بحياتنا متوقف من سنة ونص ولسة بقلك بنعمل مفاوضات".
من جانبه، قال كمال الشمالي من غزة لـ المنصة، إنه فقد منزله خلال الحرب، موضحًا أن منزله تعرض للتدمير خلال حرب عام 2014، وعاد لبناءه بصعوبة بسبب الحصار الإسرائيلي خلال السنوات الماضية والذي أثر على عمله ومصدر دخله.
وتابع "قديش ضايل بعمري عشان كل أكم سنة بدي أرجع أبني البيت من جديد؟ لا شغل ولا أكل ولا أمان والحال طول، طيب لمتى بدنا نقعد بالشوارع وبالخيم، احنا مش لاقيين مكان يسترنا كل يوم والتاني نزوح".
مع تصاعد المظاهرات، قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، المتواجد خارج القطاع ويقود عمليات التفاوض مع الاحتلال، إنهم في حماس تلقوا خلال المرحلة الماضية مجموعة من المقترحات والمبادرات و"تعاملنا معها بإيجابية ومسؤولية لإنجاز أهدافنا بالوقف التام للعدوان على أهلنا في غزة، وضمان الانسحاب الكامل من القطاع، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وإنهاء الحصار".
وتابع في بيان على تليجرام "لكن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه سابقًا بضمان الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، رافضًا الانتقال للمرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق"، مضيفًا أنّ حماس جاهزة للتفاوض حتى تحقيق أهدافها.
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال، ظهر الأربعاء، رصده إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية قذيفتين صاروخيتين من وسط القطاع، اجتازت إحداها السياج الحدودي فيما اعترض سلاح الجو القذيفة الثانية، كما أعلن مساء الأربعاء عن إطلاق المقاومة لقذيفة صاروخية ثالثة من جنوب مدينة غزة دون تمكن سلاح الجو من اعتراضها.
وعقب الإطلاق الأول، أصدر الجيش أوامر إخلاء لأحياء الزيتون الغربي وتل الهوا والشيخ عجلين والرمال الجنوبي، جنوب غرب مدينة غزة، مطالبًا السكان بالتوجه عبر شارع الرشيد نحو الملاجئ وسط القطاع، بدلًا من مطالبتهم بالنزوح إلى أحياء داخل المدينة شمالًا، وذلك لأول مرة منذ بدء استئناف الحرب.
ومع إطلاق القذيفة الصاروخية الثالثة، عاد الجيش وأصدر أوامر إخلاء إضافية، حيث وسع مناطق الإخلاء لتشمل حي الزيتون الشرقي والبلدة القديمة جنوب شرق ووسط مدينة غزة، بالإضافة لتأكيده إجلاء السكان للأحياء التي حددها في وقت سابق، وتوجيهه للسكان بالنزوح للملاجئ جنوب وادي غزة وسط القطاع.
واضطرت عشرات العائلات لإخلاء مناطق سكنهم وتوجه غالبيتهم لنصب خيامهم في مناطق حي الرمال وسط المدينة بدلًا من التوجه جنوبًا، وقال سامي العلوي من سكان تل الهوا لـ المنصة "جربنا النزوح للجنوب ومش مستعدين نجربه كمان مرة، ما بدنا نطلع من غزة إلا ع القبر".
وكثف جيش الاحتلال من غاراته الجوية فجر الخميس، واستهدف بالطيران الحربي مخيم للنازحين في جباليا البلد شمال القطاع، بعدة غارات متتالية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 ضحايا من بينهم المتحدث باسم حركة حماس الدكتور عقد اللطيف القانوع.
وأكد مصدر صحفي لـ المنصة، استهداف القانوع الذي وصل جثمانه إلى مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، موضحًا أن الاحتلال استهدف مخيم يحتوي على عشرات الخيام والعائلات النازحة دون سابق إنذار.
وقُتل 6 مواطنين في استهداف منزل في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، وأكد شاهد لـ المنصة أن الاحتلال لم يحذر سكان المنزل قبل القصف، حيث قُتل أب وزوجته وأبناؤه جميعًا نتيجة القصف.
والسبت الماضي، دعت حركة فتح حركة حماس إلى التنحي عن الحكم، وذلك بعدما تحدث مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مقابلة تليفزونية، عن مفوضات تجري في الوقت الحالي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية على غزة، مشيرًا إلى أن حماس تسعى للبقاء طويلًا وتخطط لحكم غزة، واعتبر ذلك "أمرًا غير مقبول" بالنسبة للأمريكيين.
وفشل الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا في ضمان استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حماس سراح 33 محتجزًا بينهم 8 قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.