تصوير سالم الريس، المنصة
فلسطينيون يتفقدون منازلهم بعد استهداف جيش الاحتلال المفاجئ لها، 18 مارس 2025

مقتل قيادي بارز في حماس خلال هجوم إسرائيلي.. والمعارضة تهدد نتنياهو بالإضراب والتمرد الضريبي

سالم الريس
منشور الأحد 23 مارس 2025

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة، وأعلنت حركة حماس مقتل عضو مكتبها السياسي والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور صلاح البردويل، في وقت تظاهر المئات من الإسرائيليين، في تل أبيب وبلدات عدة ضد حكومة بنيامين نتنياهو، للمطالبة باستكمال اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل المحتجزين مع حماس.

واحتج المتظاهرون الإسرائيليون في حيفا والقدس وبئر السبع مساء السبت كذلك على إقالة حكومتهم لرئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، ومساعيها أيضًا لإقالة المستشارة القضائية للحكومة جالي بهاراف ميارا، حسب القناة 12 الإسرائيلية.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد، خلال مشاركته في مظاهرة تل أبيب، إنه "إذا لم تمتثل الحكومة إلى قرار المحكمة العليا بتجميد قرار إقالة رئيس الشاباك، فإنها ستصبح حكومة إجرامية وسنعلن الإضراب العام والتمرد الضريبي"، وفق تايمز أوف إسرائيل.

وفي الوقت الذي تشتعل فيه المظاهرات الإسرائيلية وتتصاعد لليوم السادس على التوالي منذ استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، واستهدافاته للمنازل والمباني وخيام النازحين والمساجد، التي راح ضحيتها أكثر من 660 قتيلًا حتى فجر الأحد، حسب مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة، توغل جيش الاحتلال داخل القطاع من 3 محاور دون حدوث اشتباكات مع فصائل المقاومة التي أطلقت 5 صواريخ على دفعتين من منطقتين في شمال القطاع وجنوبه خلال الأيام الماضية.

وتقدمت آليات الاحتلال من جنوب غرب مدينة رفح ووصلت إلى منطقة دوار العلم على الشريط الساحلي، وهي ذات المنطقة التي كان يسيطر عليها الاحتلال قبل انسحابه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدء تنفيذه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، حسب شاهدين لـ المنصة.

وأوضح الشاهدان أن قوات جيش الاحتلال تمركزت في منطقة الدوار كما تقدمت بالتوازي من وسط محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر إلى حي السلطان وسط رفح.

من جهة ثانية، أكد شاهدان آخران لـ المنصة تقدم آليات الاحتلال وتوغلها في المنطقة الشمالية الغربية لبيت لاهيا أقصى شمال القطاع، حيث تقدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية باتجاه منطقة السلاطين والعودة والكرامة وحتى الأطراف الشمالية الغربية لمدينة غزة.

وكان جيش الاحتلال أعلن توغل قواته العسكرية وبدء عمليته في التقدم والسيطرة على الأجزاء الشرقية لمحور نتساريم وسط القطاع، وأغلق طريق نتساريم أمام حركة المركبات بين جنوب وشمال غزة الأربعاء الماضي.

ومع توغل الاحتلال وإطلاق عشرات القذائف المدفعية على بلدة بيت لاهيا، نزح مئات المواطنين مساء السبت إلى مدينة غزة، وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن العشرات من العائلات اضطرت للنزوح بعد تعرضهم لقصف مدفعي كثيف من قبل دبابات جيش الاحتلال.

وأكد المصدر الصحفي تعرض العديد من العائلات والمواطنين للاستهداف في منازلهم وفي الطرقات جراء القصف المدفعي وإطلاق الرصاص الكثيف دون تمكن المواطنين أو طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلا لعدد قليل منهم، حيث جرى انتشال عدد من الضحايا والجرحى ونقلهم إلى مستشفى الإندونيسي.

وكثف الاحتلال من استهدافاته جوًا على مناطق شرق مدينة غزة ومخيم النصيرات والبريج وسط القطاع، إلى جانب استهداف أكثر من 5 خيام في منطقة المواصي غرب خانيونس.

واغتال جيش الاحتلال عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو المجلس التشريعي عن كتلة الحركة صلاح البردويل، فجر الأحد، باستهدافه وزوجته في أحد الخيام في منطقة المواصي غرب خانيونس.

وأكد مصدر صحفي في مستشفى ناصر الطبي لـ المنصة وصول جثمان البردويل وزوجته، بعد قصف تعرضت له خيمتهما في المواصي فجرًا.

ونعت حركة حماس في بيان على تليجرام صلاح البردويل، وقالت "ارتقى إلى العلا شهيدًا، في عملية اغتيال صهيونية غادرة، أثناء قيامه الليل ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، في خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، إلى جانب زوجته الفاضلة، خلال قصف صهيوني غادر استهدف غرب مدينة خانيونس، ضمن سلسلة المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو بحق شعبنا الصابر الصامد في قطاع غزة".

وأشارت الحركة إلى أن البردويل كان واحدًا من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، مؤكدة أن دماءه ودماء زوجته "ستبقى وقودًا لمعركة التحرير والعودة".

ومنذ فجر الثلاثاء الماضي وحتى اليوم، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مختلف مناطق قطاع غزة بقصف جوي وبحري عنيف، واستهدف عشرات المباني في شمال ووسط وجنوب القطاع دون سابق إنذار أو تحذير، ما وصفته حركة حماس بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار.

وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ونتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.

وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهاية المرحلة الأولى، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. 

لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

ومطلع الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة فجر الثلاثاء.