تصوير سالم الريس، المنصة
وصول قتلى في مخيم النصيرات بقطاع غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى، 12 ديسمبر 2024.

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارة إغاثة في بيت لاهيا ويقتل 9 أشخاص

سالم الريس
منشور السبت 15 مارس 2025

قالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت إن تسعة قتلى وعدة مصابين بينهم حالات خطيرة، وصلوا إلى المستشفيات بعد قصف إسرائيلي جوي ومدفعي استهدف سيارة تابعة لمؤسسة إغاثية في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وذكر مصدر طبي في مستشفى الأندونيسي لـ المنصة، أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلت جثث تسعة قتلى بينهم أشلاء، إضافة إلى نقل أكثر من خمسة مصابين، بعضهم في حالة حرجة.

يأتي ذلك بينما تشهد جهود استئناف محادثات وقف إطلاق النار صعوبات مع اتهام البيت الأبيض حماس بتقديم مطالب "غير عملية" وادعاء إسرائيل بأن الحركة "لم تتزحزح قيد أنملة" عن موقفها، بعد أن أعلنت الحركة يوم أمس الجمعة، موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية، وفق مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال البيت الأبيض إن الحركة "ترفع مطالب غير عملية بالمرة" واتهمها بالمماطلة في التوصل لاتفاق إطلاق سراح خمس رهائن مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة. وجاء في بيان عن مكتب مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن "حماس تقوم برهان سيء للغاية على أن الوقت لصالحها، وهو ليس كذلك".

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ما وصفه بـ"المجزرة" التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة تسعة عاملين في مؤسسة الخير الخيرية، وذلك أثناء مغادرتهم مركز إيواء للنازحين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بعد تنفيذهم مهمة إنسانية إغاثية.

وقال المكتب في بيان عبر تليجرام إن الاحتلال استهدف موظفي مؤسسة الخير الخيرية بقذيفة مدفعية أعقبها قصف جوي، مما أسفر عن مقتلهم وإصابة عدد من المدنيين، بينهم حالات وُصفت بالحرجة.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار، مصر وقطر، إلى التدخل الفوري لاتخاذ إجراءات رادعة ضد ما وصفه بـ"الانتهاكات الإسرائيلية"، كما طالب بفتح تحقيق دولي محايد وشفاف في تلك الانتهاكات و"جرائم الاحتلال"، وتقديم القادة الإسرائيليين للمحاكمة.

وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن طاقم المؤسسة الخيرية كان في مهمة إغاثية برفقة فريق إعلامي، حيث كان أحد أفراده يصوّر الفعالية باستخدام طائرة مسيّرة (درون) داخل مركز إيواء تابع للمؤسسة في بلدة بيت لاهيا، وذلك في منطقة انسحب منها جيش الاحتلال قبل أكثر من شهر، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأضاف أن جيش  الاحلال استهدفهم بقذيفة مدفعية بشكل مباشر بعد مغادرتهم موقع عملهم الإغاثي، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم، فيما سارع مواطنون إلى نقل المصابين بسيارات مدنية.

وأضاف شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة، أن بقية أفراد الطاقم استقلوا سيارة أخرى، وبعد تحركها لمسافة قصيرة من موقع القصف الأول، استهدفتها طائرة مسيّرة إسرائيلية بقنبلة مباشرة، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا داخلها، وإصابة مدنيين آخرين تصادف وجودهم في الشارع لحظة القصف.

من ناحيته، قال جيش الاحتلال إنه استهدف مسلحين اثنين زعم أنهما كانا يُسيّران طائرة درون في بلدة بيت لاهيا، مما اعتبره "تهديدًا" لقواته المتمركزة في المناطق الحدودية الشمالية للقطاع، وفق بيان صادر عنه.

وأضاف أن قواته واصلت مراقبة الموقع بعد الضربة الأولى، حيث رصد وصول أشخاص آخرين إلى المنطقة لجمع معدات تشغيل الطائرة المسيّرة، قبل أن يغادروا في سيارة، قال إنه استهدفها لاحقًا.

وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.

وأتمت إسرائيل وحماس المرحلة الأولى من الاتفاق بتسليم الدفعات المقررة من المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعدما أطلقت حماس سراح 25 محتجزًا وثمانية جثامين فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.

وكان مفترضًا أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا حينها بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية التي لم تبدأ المفاوضات بشأنها حتى اليوم.