بحث ملك الأردن عبد الله الثاني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، المستجدات في غزة والضفة الغربية، وشدد على موقف الأردن الرافض لأية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين، في وقت وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة للشعب الأردني قال فيها "لديكم ملك هو رجل عظيم".
وشدد الملك عبد الله خلال اتصاله بماكرون على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، وأشار إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لاستدامة وقف إطلاق النار في غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية، حسب وكالة الأنباء الأردنية/بترا.
ونبه إلى ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، محذرًا من خطورة التصعيد الدائر في الضفة الغربية والقدس، كما دعا إلى العمل بفاعلية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق بترا.
وخلال الأيام الماضية، كرر ترامب أنه يخطط للسيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قُوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه، ووصفته بأنه "تطهير عرقي".
وأعلنت مصر والأردن رفضهما للمشروع الأمريكي، إذ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.
لكن ترامب جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".
ومؤخرًا أشار ترامب إلى "إمكانية قطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال الفلسطينيين"، قبل أن يصرح للصحفيين خلال لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني أمس في واشنطن "نقدّم الكثير من الأموال لمصر والأردن، لكنني لا أريد التهديد بذلك".
وبعد يوم من لقائه مع الملك عبد الله والضجة الإعلامية التي أعقبت هذا اللقاء، قال ترامب في فيديو على إكس وجه خلاله رسالة للشعب الأردني "أنتم شعب رائع للغاية يتمتع بذكاء وطاقة هائلة.. لديكم ملك هو رجل عظيم.. الملك عبد الله الثاني هو أحد القادة العظماء الحقيقيين في العالم".
وكان ملك الأردن أكد خلال لقائه الرئيس الأمريكي، الثلاثاء، استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل من قطاع غزة، من المرضى والمصابين بالسرطان. وردًا على مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، أشار العاهل الأردني إلى خطة من مصر والدول العربية، وقال إنه تمت دعوتهم من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشتها في الرياض. مضيفًا "علينا النظر إلى مصالح الولايات المتحدة وشعوب المنطقة، وخاصة شعبي الأردني".
وأوضح يومها "علينا أن ننتظر خطة مصر بشأن كيفية العمل مع الرئيس ترامب فيما يتعلق بتحديات غزة". وردّ الملك عبد الله على تصريح ترامب بشأن الحصول على قطعة من الأرض في الأردن، قائلًا "علي أن أنظر إلى مصالح بلدي".
وحسب BBC، قالت إحدى الصحفيات اللاتي حضرن اللقاء بين الملك عبد الله والرئيس الأمريكي، إن الحديث مع الصحفيين الذي جرى خلال اللقاء لم يكن مُجدولًا، وإن اللقاء كان من المفترض أن يكون مغلقًا أمام الصحافة، لكنه "فُتح فجأة أمامهم".
وعقب اللقاء، قال ملك الأردن على إكس إنه خلال اللقاء مع ترامب أكد أن "مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار، وأعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وهذا هو الموقف العربي الموحد. يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع".