أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس الخميس، اغتيال قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف ونائبه القيادي مروان عيسى و5 من قادة الكتائب، وذلك خلال العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 15 شهرًا.
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في فيديو مسجل بثته حركة حماس على تلجرام، مساء الخميس "بعد استكمال كل الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقق اللازم واتخاذ كل التدابير ذات الصلة، فإن كتائب الشهيد عز الدين القسام تزف إلى أبناء شعبنا العظيم، وإلى أمتنا، ولكل أنصار الحرية والمقاومة في العالم، استشهاد ثلة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكري العام، على رأسهم قائد الأركان محمد الضيف".
ونعى الناطق باسم القسام نائب قائد أركان كتائب القسام مروان عيسى، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة.
وكان أعلن في وقت سابق اغتيال قائد لواء شمال قطاع غزة أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل.
وسبق أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، العام الماضي، اغتياله للضيف وعيسى وكل القيادات التي نعتها أمس كتائب القسام، إلا أن الكتائب لم تعلن ذلك خلال الحرب بسبب عدم القدرة على التيقن من تنفيذ هذه العمليات وقتها.
وحول تأثير اغتيال قيادات المجلس العسكري للكتائب، قال أبو عبيدة "بالرغم من مُصابنا الجلل بفقد قادتنا الكبار، لم ولن يفتَّ في عضد كتائبنا ومقاومتنا بفضل الله تعالى وعونه، فهذه قضية منتهية ولا جدال فيها".
مضيفًا "بعد استشهاد كلٍّ منهم على مدار هذه المعركة لم تزدَد عزائم مجاهدينا إلا صلابةً بفضل الله، وازدادت المعارك ضراوةً واحتدامًا، واستبسل المجاهدون أكثر، وأثخنوا في العدو أكثر وأكثر، وازدادت دافعيتهم للقتال بشكل غير مسبوق، ولا يزالون على العهد والقَسَم".
وشدد على استمرار المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي حتى زواله، قائلًا "عهدًا أن دماءهم الزكية الطاهرة وتضحياتهم المباركة ستكون وبالًا على المحتل حتى يزول عن أرضنا ومقدساتنا".
ومن جهتها، نعت حماس الضيف، بقولها، في بيان أمس "عاش القائد الكبير الشهيد البطل أبو خالد الضيف مقاومًا عنيدًا وشجاعًا بطلًا ومبدعًا، يشهد لصولاته وجولاته ثرى فلسطين وقرى وبلدات ومخيمات قطاع غزّة والضفة الغربية، حيث كان الغراس الأوَّل لبذور العمل العسكري المبارك، مع رفقاء دربه القادة الشهداء عماد عقل وزكريا الشوربجي وصلاح شحادة، ثمَّ نما هذا البناءُ وكَبُرَ على عينه وتعاهدِه وتوجيهِه، واشتدَّ البنيانُ قوَّة وأزهر بطولاتٍ فريدة وصناعات عسكرية متطوّرة بعقول فلسطينية مُبدعة، أثخنت في جيش العدو، وفرضت معادلات الصراع معه.
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948. ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ثم التحق بحركة حماس، حسب الجزيرة.
اعتقلته إسرائيل عام 1989، وقضى 16 شهرًا في سجونها. وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب القسام، وانتقل الضيف إلى الضفة الغربية، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدًا للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
أشرف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال القيادي يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقامًا له نتج عنها وقوع أكثر من 50 قتيلًا إسرائيليًا.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى، وتتهمه إسرائيل بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، وحاولت اغتياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 أثناء العدوان على غزة.