رفض عمال الشركة التركية المصرية لصناعة الملابس/T&C بمدينة العبور عرضًا من إدارة الشركة بزيادة الرواتب بقيمة 700 جنيه إضافة لزيادة 100 جنيه على الحافز و200 جنيه على بدل الوجبة مقابل إنهاء إضرابهم المستمر لليوم الخامس، وسط تهديدات من الإدارة لعدد منهم بالفصل والحبس، حسب عاملين تحدثا لـ المنصة.
ويصر العمال على تنفيذ مطالبهم بزيادة الراتب بنسبة 50%، ومضاعفة قيمة الحافز وبدل الوجبة، وقالت إحدى العاملات لـ المنصة إن أحد مديري الأقسام هو من نقل اقتراح الإدارة إلى العمال المحتشدين بساحة الشركة، فرد عليه العمال بالهتاف "خمسين.. خمسين" في الإشارة إلى التمسك بمطلبهم.
وأوضحت العاملة، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن الاقتراح تضمن أيضًا أنه في حال تخطت الزيادة التي من المنتظر أن تقرها الدولة قريبًا قيمة الألف جنيه فسوف يضاف الفارق إلى الراتب.
واعتبر عامل ثانٍ تحدث لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، اقتراح الشركة ووعودها "مجرد خداع للعمال، فهي لم تطبق في الأساس الـ6000 جنيه التي أقرتها الدولة حدًا أدنى للأجور العام الماضي، وتحايلت على الأمر باحتساب البدلات والحوافز ضمن الراتب، فيما تتراوح قيمة الراتب الفعلي الذي يتقاضاه عمال الشركة بين 4 و5 آلاف جنيه فقط".
ويطالب العمال بزيادة سنوية 50% على الراتب، ورفع قيمة الحافز وبدل الوجبة إلى 1000 جنيه لكل منهما، إذ يعانون من تدني أجورهم في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، حيث يبلغ متوسط رواتبهم في الشركة 4000 جنيه، إضافة لـ600 جنيه حافز و600 أخرى بدل وجبة.
كما يعاني العمال من "تعسف الإدارة في السماح للعمال بالذهاب إلى التأمين الصحي، حيث تشترط موافقة مشرف الخط أولًا، الذي لا يسمح لهم في أغلب الأحوال ويطلب تأجيل ذهابهم للتأمين ليوم آخر بحجة حاجة العمل، كما يرفض طبيب الشركة في كثير من الحالات توقيع الكشف على العمال" حسبما قال عمال لـ المنصة في اليوم الأول للإضراب.
وصعد عاملات وعمال الشركة المضربون احتجاجاتهم أمس، ومنعوا حاويات الشحن من دخول المخازن، واستمروا في الهتاف حتى أخرجوها من بوابات الشركة.
ويخشى العمال تكرار سيناريو العام الماضي، إذ أقرت الشركة زيادةً سنويةً بنسبة 25%، عقب إنهائهم إضرابًا عن العمل نظموه نهاية يناير/كانون الثاني 2024، وهي زيادة ضئيلة قياسًا بالزيادة التي حصل عليها عمال فرع الشركة في تركيا والتي وصلت لـ50%.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي نظَّم عمال الشركة وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف بدل نقدي لرصيد الإجازات السنوية عن عامي 2023 و2024، وإعادة مراجعة الرصيد المستحق صرفه، الذي أقرته الشركة، إذ فوجئوا بخصم أيام من الرصيد، فضلًا عن أيام أعياد وإجازات رسمية عملوا خلالها ولم يتم احتسابها.
وتأسست شركة T&C المتخصصة في تصنيع ملابس الجينز الجاهزة لصالح عدد من العلامات التجارية العالمية، في عام 2010، وهي نتاج شراكة بين مجموعة طلبة المصرية ومجموعة تاي التركية، ويبلغ عدد عمالها في مصر نحو 6 آلاف عامل، نصفهم تقريبًا من النساء، وتصدِّر كامل إنتاجها بواقع 70% للسوق الأمريكية و30% للأسواق الأوروبية.
وتدخل الشركة ضمن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" الموقعة عام 2004، التي تسمح للمنتجات المصرية بدخول الأسواق الأجنبية دون جمارك، بشرط أن تحتوي على نسبة مكون إسرائيلي تصل إلى نحو 12%، والتي جرى تخفيضها بعدها بعامين إلى 10.6%، وفق العربية.
وفي عام 2023 طالب مصدِّرون مصريون من بينهم مجدي طلبة رئيس مجلس إدارة شركة T&C بتخفيض نسبة المكون الإسرائيلي في الصناعات المصرية إلى 6% بدلًا من 10.6% بسبب ازدياد أسعاره.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قال مجدي طلبة في تصريحات صحفية إن الشركة تخطط لتنفيذ استثمارات جديدة في مصر تصل إلى 35 مليون دولار خلال العامين المقبلين، مقدرًا حجم استثمارات T&C في مصر بأكثر من 60 مليون دولار، متوقعًا ارتفاعها إلى 100 مليون دولار بنهاية عام 2026، فيما بلغت صادرات الشركة في عام 2023 نحو 120 مليون دولار.