تصوير محمد الراعي لـ المنصة
مظاهرة نقابة الصحفيين للتضامن مع غزة، أكتوبر 2023

بالتزامن مع وقف النار في غزة.. مطالب حقوقية بإخلاء سبيل 129 متهمًا بـ"دعم فلسطين"

محمد نابليون
منشور الأحد 19 يناير 2025

جددت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، اليوم، مناشدتها كافة السلطات المعنية، على رأسها النائب العام المستشار محمد شوقي، للإفراج عن نحو 129 شخصًا من المحبوسين احتياطيًا على خلفية أنشطة سلمية للتعبير عن دعم فلسطين، بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وتشير المبادرة إلى أن من بين هؤلاء المحبوسين من استمرَّ حبسهم إلى 15 شهرًا، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، إذ ألقي القبض على عشرات المتظاهرين من محافظتي القاهرة والإسكندرية، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، منهم من اشترك في التظاهرات العفوية التي خرجت تلبية لدعوة رئيس الجمهورية، مؤكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي صرح وقتها بأن "ملايين المصريين على استعداد للتظاهر تعبيرًا عن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة".

وحسب بيان للمبادرة، فتحت نيابة أمن الدولة قضيتين لهؤلاء الأشخاص هما القضيتان 2468 لسنة و2469 لسنة 2023، ووصل عدد المقبوض عليهم فيهما إلى 42 شخصًا، واتهمتهم نيابة أمن الدولة بالإرهاب.

ونقلت المبادرة عن عدد من أسر المحبوسين، أن من بين المتهمين في القضية 2468 لسنة 2023 الشاب عبد الصمد ربيع، 22 عامًا، الذي أكد شقيقه أنه لم يخرج إلا تلبية لدعوة رئيس الجمهورية لدعم القضية الفلسطينية.

وتخرج عبد الصمد، حسب المبادرة، في الجامعة العربية المفتوحة بمنحة من مستشفى سرطان الأطفال 57357 الذي قضى فيه معظم طفولته للعلاج من سرطان متقدم بالدم، ووفقًا لإفادات رسمية من المستشفى، لا يزال عبد الصمد مريضًا، وتستلزم حالته الصحية المتابعة الدورية والعلاج، حيث خضع قبل القبض عليه لمتابعات منتظمة في عيادة القلب التابعة للمستشفى بعد تلقيه العلاج الكيماوي، وذلك لمعاناته من ضعف في عضلة القلب ما يستدعي متابعة دورية للقلب مرة كل ستة أشهر.

كما تضم قائمة المحبوسين في القضية أيضًا ضابط الجيش السابق النقيب كريم عرابي، 31 عامًا، الذي اضطر للخروج من الخدمة العسكرية بعد إصابته في سيناء 3 مرات، عوضًا عن عدد من الطلبة مثل علي عادل، الطالب الأزهري الذي أنهى دراسته الجامعية بالسجن رغم إصابته بضمور في العصب البصري، والطالب الجامعي عمرو رضا، 21 عامًا، الذي وفقًا لأسرته حافظ على مستوى دراسي مرتفع خلال سنوات دراسته الثلاث بكلية التجارة قبل القبض عليه. 

وإلى جانب من سبقوا، تضم القضية أيضًا عددًا من الأزواج والآباء والأبناء المحبوسين احتياطيًا، رغم أن كلًا منهم هو العائل الوحيد لأسرته مثل أحمد سيد أمين عبده العائل الوحيد لزوجته وأطفاله الأربعة، والعامل محمد كريم سلامة، 19 عامًا، والمحامي أحمد أبو زيد زوج وأب لطفلين، وغيرهم.

وأشار بيان المبادرة إلى ضم نيابة أمن الدولة العليا 11 شخصًا آخرين إلى قضية ثالثة تحمل رقم 2635 لسنة 2023، على خلفية مشاركتهم في تظاهرة أخرى داعمة لفلسطين بتاريخ 27 أكتوبر 2023، بمحيط الجامع الأزهر، لافتة إلى أن من بينهم شقيقين هما حسن شوقي عبده، نجار، 50 عامًا، ومحمود شوقي عبده، نجار، 41 عامًا، ألقي القبض عليهما من العتبة، كل منهما أب لثلاث أطفال، ولا تستطيع والدتهما المسنة زيارتهما في محبسهما بسجن العاشر من رمضان 5 بالشرقية، إلى جانب الطالبين محمد عبد الستار عبد الوهاب، 23 سنة، ومحمود عبد الله، 22 سنة.

وفي قضية رابعة، لا يزال الطفلان "م م" و"ع م" اللذان يبلغان 17 عامًا من العمر، محتجزين بقسم شرطة دار السلام، بعدما ألقي القبض عليهما وأربعة آخرين من البالغين في مارس/آذار 2024، وبدأ حبسهم جميعًا احتياطيًا على ذمة القضية 952 لسنة 2024، بعد كتابة عبارات داعمة لغزة أعلى كوبري دار السلام، ويواجه كلا الطفلين صعوبة في استكمال دراستهما بشكل طبيعي، فضلًا عن حرمان أسرتيهما من زيارتهما طوال الأشهر العشرة الماضية.

وتضم قضية خامسة برقم 1644 لسنة 2024، 6 شباب من الإسكندرية ألقي القبض عليهم نهاية أبريل/نيسان 2024، لا يزالون محتجزين بمركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، على خلفية رفعهم لافتة طالبوا فيها بفتح معبر رفح والإفراج عمن سبق وألقي القبض عليهم بسبب إبداء دعمهم لفلسطين.

ونوهت المبادرة إلى أنها تضم صوتها إلى أصوات أسر المحبوسين احتياطيًا، وتهيب بالسلطات المعنية الإفراج عن العشرات من داعمي فلسطين المحبوسين، تماشيًا مع تصريحات سابقة لرئيس الجمهورية بأن مصر "مدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، مؤكدة أنه الشيء نفسه الذي حاول المواطنون المصريون المحبوسون فعله، وذلك بإعلان تضامنهم، إما بالتظاهر أو رفع اللافتات أو كتابة الشعارات في الشارع وعلى السوشيال ميديا، أو حتى محاولة جمع التبرعات من أجل جهود الإغاثة.