كشفت مصادر فصائلية مطلعة على مفاوضات تبادل المحتجزين بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة أن إسرائيل رفضت بشكل قاطع إطلاق سراح من أسماهم وفد التفاوض الإسرائيلي المتواجد في الدوحة بـ"الـ7 الكبار"، خلال المرحلة الأولى من التصور المقترح.
وأوضحت المصادر لـ المنصة، أن القائمة التي رفضها الوفد الإسرائيلي تضم على رأسها القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إضافة إلى 5 من كبار قيادات حركة حماس؛ هم إبراهيم حامد قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، وعباس السيد، وعبد الله البرغوثي، وعبد الناصر زكريا، وحسن سلامة، الصادر بحقهم جميعًا عدة أحكام بالمؤبد.
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن إسرائيل أرجأت إطلاق سراح "السبعة الكبار" إلى المرحلة الأخيرة، وفقًا للتصور المطروح للتفاوض حاليًا، في وقت تمسكت حركة حماس بتأجيل إطلاق سراح محتجزي إسرائيل من فئة العسكريين إلى المرحلة الأخيرة من الاتفاق، الذي من المقرر أن يكون ضمن استحقاقه الوصول لاتفاق بإنهاء الحرب.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الحالي، سلَّمت حماس الوسطاء قائمة أولية بأسماء محتجزين إسرائيليين بينهم 5 يحملون الجنسية الأمريكية، للإفراج عنهم حال الوصول إلى اتفاق، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين من بينهم أكثر من 100 محكوم عليهم بعدد سنوات كبير.
ويجري التفاوض في الوقت الراهن حول وقف إطلاق النار عبر 3 مراحل، المرحلة الأولى تمتد لـ60 يومًا، يتخللها انسحاب إسرائيل من معبر رفح، وإعادة تشغيل المعبر وفق اتفاق 2005، وإدخال 400 شاحنة مساعدات يوميًا، وإطلاق سراح 14 محتجزًا إسرائيليًا بينهم كبار السن و5 مجندات وأصحاب حالات مرضية، على أن تبدأ مفاوضات جادة عقب انتهاء استحقاقات المرحلة الأولى حول إنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب إسرائيل من كامل القطاع، وفق المصادر.
ويواجه مروان البرغوثي المعروف بـ"أبو القسام" أحكامًا بـ5 مؤبدات و40 عامًا، بعد اتهامه بالضلوع في قتل 5 إسرائيليين والمشاركة في 4 عمليات أخرى، بينما يواجه سعدات، 71 عامًا، حكمًا بالسجن 30 عامًا بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعاب زئيفي عام 2002، فيما يواجه القيادي بحماس عبد الله البرغوثي، 52 عامًا، 76 حكمًا بالمؤبد يصل مجموعها 5200 سنة.
وكانت تقارير إسرائيلية نقلت عبر مسؤولين إسرائيليين، أن أبو مازن يرفض بشكل قاطع إطلاق سراح مروان البرغوثي، في ظل ما يتمتع به من شعبية جارفة، ما يجعله مرشحًا قويًا لخلافته، ويأتي ذلك في الوقت الذي تتمسك فيه الحكومة الإسرائيلية بإبعاد المحتجزين الفلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية، الذين تصفهم بـ"الملطخة أيديهم بالدماء" خارج الأراضي المحتلة حال إطلاق سراحهم ضمن الاتفاق، وهو ما نشره بعض الصحفيين الغزيين على إكس.
في غضون ذلك، كشفت المصادر الفصائلية لـ المنصة أن المحادثات الجارية تتضمن إطلاق سراح 20 محتجزًا أمام كل مجندة إسرائيلية سيتم إطلاق سراحها خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث تضمنت القائمة الأولية التي سلمتها حركة حماس للحكومة الإسرائيلية عبر الوسطاء 5 مجندات يشملهن التبادل في المرحلة الأولى.
ونقلت وسائل إعلام، أمس، عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية، قولها إن إسرائيل وافقت على الإفراج عن نحو 200 فلسطيني من الصادر بحقهم أحكامًا بالسجن المؤبد، لكن ثمة خلاف على هويتهم.
ويستمر العدوان الإسرائيلي لليوم الـ444، الذي راح ضحيته 45317 قتيلًا، و107713 مصابًا منذ عملية طوفان الأقصى، وفق أحدث إحصاء صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.