تعهد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، بمحاسبة ضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب السوريين، وإعلان قائمة بأسمائهم.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.
وقال الشرع، في بيان عبر تليجرام، اليوم "سنلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فروا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".
وأضاف "سنقدم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب".
في السياق نفسه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس، إن أي انتقال سياسي في سوريا يجب أن يضمن مساءلة مرتكبي الانتهاكات الخطيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأكد أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو عملية سياسية مملوكة وطنيًا تضع حدًا لسلسلة المعاناة، وتلبي تطلعات جميع السوريين، وتضمن الحقيقة والعدالة والتعويض والتعافي والمصالحة، مضيفًا "رأينا نظامًا يُطرد من السلطة بعد عقود من القمع الوحشي، مئات الآلاف من الأرواح فُقدت خلال هذه الفترة، واختفى أكثر من 100 ألف شخص، وأجبر نحو 14 مليون شخص على النزوح".
إلى ذلك، أوضح الشرع أن القيادة العسكرية "ملتزمة بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري"، مضيفًا أنها منحت العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية.
تزامنت تصريحات الشرع مع عثور الفصائل المسلحة على نحو 40 جثة موضوعة داخل أكياس بيضاء وعليها علامات تعذيب داخل غرفة تبريد في مستشفى حرستا شمال شرق دمشق.
ونقلت فرانس 24 عن محمد الحاج، أحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، وهو ائتلاف فصائل معارضة، قوله "فتحت باب غرفة التبريد بيدي، كان المشهد مهولًا، حوالي 40 جثة مكدّسة داخلها وعليها آثار تعذيب لا يصدقها عقل".
والأحد الماضي، توجه آلاف السوريين إلى سجن صيدنايا في ريف دمشق، المعروف باسم المسلخ البشري، بانتظار معرفة أخبار عن أقرباء لهم اعتقلوا واختفوا قبل سنوات عدة.
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.
لكن مسؤولًا أمريكيًا لم تسمه واشنطن بوست، قال إن الولايات المتحدة لا تستبعد حذف هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن تركيا "لنتعامل معها من أجل استقرار سوريا".