وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن سقوط نظام بشار الأسد بأنه "لحظة تاريخية للشعب السوري"، داعيًا إلى محاسبته على "ما ارتكبه بحق الأبرياء من سوء معاملة وتعذيب وقتل".
ووصلت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا إلى العاصمة دمشق، فجر أمس، ودخلت القصر الجمهوري بعد هروب بشار الأسد، في أعقاب هجوم مباغت بدأته هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" من حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستهدفة إحياء العملية السياسية في سوريا.
وقال بايدن، في كلمة تعليقًا على التطورات في سوريا "نظام بشار الأسد سقط أخيرًا، بعد أن مارس التعذيب والقتل الوحشي بحق السوريين".
وأضاف أن "سوريا تمر بمرحلة من المخاطر وعدم اليقين، وأن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي لا تلعب فيها روسيا ولا إيران ولا حزب الله دورًا مؤثرًا في دمشق".
وتابع الرئيس الأمريكي "على مدى سنوات، كان الداعمون الرئيسيون للأسد هم إيران وحزب الله وروسيا، لكن خلال الأسبوع الماضي انهار دعمهم لأنهم أصبحوا أضعف بكثير اليوم مما كانوا عليه عندما توليت منصبي".
وتولى بايدن السلطة في عام 2021، ومن المقرر أن تنتهي ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل، ليحل محله الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي تغلب على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس، في الانتخابات الأخيرة الماضية.
وأشار بايدن إلى أن أمريكا "ستؤمن منطقة شرق سوريا، وتمنع عودة داعش"، متحدثًا عن "يقظة أمريكية تجاه الجماعات الإرهابية".
وأوضح أن "الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء والأطراف المعنية في سوريا للمساعدة على اغتنام الفرصة التي أتيحت بعد الإطاحة المذهلة بالرئيس السوري على أيدي فصائل المعارضة المسلحة".
لكن مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا قال لرويترز إن الولايات المتحدة لا تخطط لتقديم خطة للمستقبل في سوريا، مضيفًا أن "المستقبل سيكتبه السوريون".
وأوضح المسؤول الأمريكي، الذي لم تسمه رويترز، أن واشنطن ستعمل على ضمان سلامة مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل باستثناء القول، إنه لن يكون هناك دور للقوات الأمريكية على الأرض في هذا الجهد.
وقال مسؤول أمريكي آخر للوكالة نفسها، إن الولايات المتحدة ستبقي على الأرجح على قواتها التي يقدر عددها بنحو 900 جندي في شرق سوريا كإجراء وقائي ضد المعارضة المسلحة.
وفي السياق، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي، لم تسمه، قوله إن واشنطن لا تستبعد حذف هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن تركيا "لنتعامل معها من أجل استقرار سوريا".
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد على يد أحمد الشرع المعروف بأبو محمد الجولاني.