حساب وكالة الأونروا على إكس
مدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة تحولت إلى مخيم نزوح بسبب العدوان الإسرائيلي، 6 نوفمبر 2024

مفاوضات هدنة غزة تسير "بإيجابية" في الدوحة.. وجولة مرتقبة بالقاهرة

سالم الريس
منشور السبت 7 ديسمبر 2024

قال مصدر في حركة حماس، مطلع على مسار المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، إن المفاوضات "وصلت إلى مرحلة إيجابية لكنها لم تسفر بعد عن اتفاق نهائي".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لـ المنصة، "لا يزال هناك بعض العقبات، لكن من الواضح أننا ذاهبون إلى اتفاق يفضي إلى عملية تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار"، راهنًا ذلك "بموافقة إسرائيل".

وكان قيادي آخر في حماس صرح لـ المنصة نهاية الأسبوع الماضي، بأن الدوحة أخبرتهم باستئناف انخراطها في ملف الوساطة، التي سبق وعلقتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لحين توافر الإرادة في التفاوض. 

من جانبه، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم السبت، إن بلاده تتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسب موقع الشرق.

وأضاف بن عبد الرحمن، في كلمته خلال افتتاح منتدى الدوحة في العاصمة القطرية، أن الخلافات بشأن الاتفاق بين حماس وإسرائيل "ليست جوهرية"، معربًا عن أمله في إبرام الاتفاق في أقرب وقت ممكن.

وأشار إلى أن "إدارة ترامب حثت على التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيبه، في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وكان ترامب حذر من "جحيم في الشرق الأوسط"، حال عدم الإفراج عن المحتجزين قبل تنصيبه.

في سياق متصل، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من حركة حماس، اليوم، قوله إنه من المتوقع أن تستضيف مصر الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات سعيًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حسب ما أورده موقع الغد.

وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، وفقًا للوكالة "بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات لبحث أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".

وأضاف أنّ "الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافًا أخرى يبذلون جهودًا مثمّنة من أجل وقف الحرب".

وكانت حركة  حماس، أعلنت الخميس، توافقها مع حركة فتح حول تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي في غزة، خلال مباحثات عُقدت بالقاهرة الأسبوع الماضي.

في غضون ذلك، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، عن 18 معتقلًا عبرّ معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث تسلمهم وفد من منظمة الصليب الأحمر الدولية، ووصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي شرق خانيونس.

وعُرف من بين المعتقلين المفرج عنهم، الدكتور مصعب درويش، الذي اُعتقل من مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا شمال القطاع قبل عدة أسابيع.

وقال مصدر صحفي، لـ المنصة، إنّ جميع الأسرى الذين اعتقلوا من مناطق جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، تعرضوا للتعذيب خلال العملية البرية العسكرية الإسرائيلية التي انطلقت في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والمستمرة حتى اليوم.

وارتكب جيش الاحتلال على مدار اليومين الماضيين، عدة مجازر في بيت لاهيا، وذلك بعدما تعرضت البلدة لعشرات من الأحزمة النارية، ما أدى إلى مقتل 50 شخصًا على الأقل.

وتعرض محيط مستشفى كمال عدوان فجر الجمعة، لأحزمة نارية مكثفة، قبل أن يتقدم شخصان بمكبرات صوت إلى بوابة المستشفى، ويطالبان مديرها الدكتور حسام أبو صفية بخروج جميع المتواجدين من طواقم طبية ومرضى ونازحين إلى ساحتها.

وقال شاهد عيان، لـ المنصة، إنه وبعد نزول الجميع لساحة المستشفى، طالبوا بخروج الوفد الأندونيسي الطبي، الذي وصل المستشفى لإجراء عمليات جراحية الاثنين الماضي، والتوجه نحو حاجز الإدارة المدنية الذي أقامه جيش الاحتلال بين بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شرقًا.

ولم يسمح جيش الاحتلال للوفد الطبي الأندونيسي باستخدام سياراتهم، وأجبرهم على الخروج سيرًا على الأقدام حتى الوصول إلى مدينة غزة عبر شارع صلاح الدين الرئيسي.

وقال شاهد عيان ثانٍ، إنّه بعد مغادرة الوفد الأندونيسي وغالبية الطاقم الطبي، اقتحمت قوات جيش الاحتلال المستشفى، واعتقلت عشرات النازحين واقتادتهم لجهات مجهولة دون معرفة مصيرهم.

وانسحبت قوات جيش الاحتلال في وقت لاحق، مخلفة عشرات الضحايا والجرحى. وأُصيب 20 شخصًا بجروح وصفت بالبليغة، وخضعوا لعمليات جراحية من قبل طبيبان مبتدئان غير متخصصان في الجراحة، بسبب عدم توفر جراحين داخل المستشفى، حسب ما أفاد شاهد العيان.

كما وصل مستشفى كمال عدوان خلال يومي الجمعة والسبت، أكثر من 50 ضحية انتُشلت من المناطق المحيطة بها، حسب شاهد العيان.

وفي مدينة غزة، قُتل السبت، الدكتور هاني نصر وزوجته و4 من أبنائه في قصف بصاروخ من طائرة حربية استهدفهم داخل منزل كانوا قد نزحوا إليه في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، حيث وصلت جثامينهم إلى مستشفى المعمداني، حسب ما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وقُتل شاب وأصيب 5 آخرين، في قصف بصاروخ واحد من طائرة استطلاع استهدف تجمعًا للمواطنين في حي الشيخ رضوان شمال غرب غزة، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.

وقتل 3 مواطنين في قصف استهدفهم بصاروخ من طائرة استطلاع على مفترق الصناعة جنوب غرب غزة، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.

وارتكب جيش الاحتلال، مساء الجمعة، مجزرة في مخيم النصيرات وسط القطاع، راح ضحيتها 22 شخصًا غالبيتهم من عائلة النادي. وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ الاحتلال استهدف منزل العائلة شمال غرب المخيم، بصاروخ حربي واحد دون سابق إنذار أو تحذير. وبسبب تلاصق المنازل، تعرض المنزل المستهدف للتدمير الكلي فيما تعرضت المنازل المجاورة للدمار الجزئي. وقال مصدر طبي في مستشفى العودة بالنصيرات، لـ المنصة، إنه وصلهم 22 ضحية من بينهم 8 أطفال و4 نساء، فيما وصل 46 جريحًا من بينهم 13 طفلًا و 12 امرأة، إصابة بعضهم خطيرة، وتم تحويلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.

وفي قصف آخر على المخيم، قُتلت امرأة وأصيب 3 آخرين في استهداف لمنزل دون سابق إنذار، حسب ما أفاد شاهد عيان لـ المنصة.

وفي مدينة رفح، حاولت عشرات العائلات أمس العودة لتفقد منازلهم. وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن جيش الاحتلال أوهم الناس بالانسحاب، ثم هاجمهم الطيران الحربي ما أدى إلى مقتل عدد منهم.

وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة، إنّ طواقمهم تمكنت اليوم من انتشال 6 ضحايا ونقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي.

وهاجمت عدة آليات إسرائيلية، تجمعًا لخيام النازحين في منطقة المواصي بشكل مفاجىء، وقال شاهد عيان لـ المنصة "حاصرنا الجيش لأكثر من 3 ساعات، وكان إطلاق الرصاص في كل مكان".

وقتل 3 مواطنين خلال توغل جيش الاحتلال ومحاصرته للخيام، حيث تمكنت إسعاف وحدة الطوارئ الميداني من انتشالهم، ونقل عدد من الجرحى إلى مستشفى ناصر بخانيونس.

وارتفعت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 44 ألفًا و 664 قتيلًا و105 آلاف و976 مصابًا.