في الوقت الذي أحيت فيه العديد من الدول والمؤسسات "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، الذي يُوافق 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ونددت بـ"حرب الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب "مجازر جديدة" فجر اليوم في شمال القطاع، راح ضحيتها 98 فلسطينيًا على الأقل.
وقال شاهدي عيان، لـ المنصة، إن الطائرات الحربية قصفت فجر السبت عدة منازل في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، قُتل على إثرها 75 مدنيًا غالبيتهم أطفال ونساء، ولا يزال المواطنون يعملون على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وأفاد أحد شهود العيان بأنّ عددًا من الجثامين انتشلت أشلاءً من تحت الركام، فيما نُقل بعض المصابين إلى مستشفى كمال عدوان، الذي يفتقر لأدنى المستلزمات الطبية، حسب ما أشار مصدر طبي لـ المنصة.
وأضاف المصدر الطبي أنّ طائرات مروحية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المواطنين في محيط المستشفى، ما تسبب في إصابة 6 مدنيين.
وفي السياق، أفاد شاهد عيان لـ المنصة، بتفجير الاحتلال روبوتًا مفخخًا في محيط منزل شمال القطاع، تبعه تقدم لعدد من الآليات العسكرية تجاه محيط مستشفى الأندونيسي، تحت غطاء من مُسيرات الكوادكوبتر التي أطلقت الرصاص العشوائي في المكان.
وفي مدينة غزة، ارتكب جيش الاحتلال "مجزرتين" منفصلتين، حيث استهدف شقة سكنية في منطقة أبو سكندر بحي الشيخ رضوان شمال المدينة، كان يتواجد بداخلها أسرتين نازحتين، ما أدى إلى مقتل 10 أفراد، 5 من كل عائلة.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إنّ الاحتلال استهدف المنزل دون سابق إنذار أو تحذير، فيما كان أفراد العائلتين نيامًا. ونقلت طواقم الإسعاف 6 جرحى بعضهم في حالة خطيرة، حسب حديث مصدر في الإسعاف التابع لمستشفى المعمداني لـ المنصة .
وقُتل 13 فردًا من عائلة واحدة بحي الرمال غرب غزة، كما أصيب 4 آخرين بجروح بالغة، حسب ما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة. وقال شاهد عيان إنّ القصف استهدف منزل العائلة بشكل مباشر دون سابق إنذار، ما تسبب في اشتعال النيران به واحتراقه على الفور.
وقال مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة، إنهم لم يتمكنوا من السيطرة على الحريق مع توقف عملهم في ظل عدم سماح جيش الاحتلال بدخول المحروقات الخاصة بتشغيل مركبات الجهاز.
ومتابعة لعمليات القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، استهدفت طائرة استطلاع بصاروخ واحد، اليوم، سيارة تابعة للمطبخ العالمي، في وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل 3 من موظفي المطبخ على الفور، حسب ما قال شاهد عيان لـ المنصة.
وأوضح شاهد العيان أنه فور استهداف السيارة، وبينما يحاول المواطنون المتواجدون في المكان إطفاء الحريق وسحب من بداخلها، أطلقت الطائرة صاروخًا ثانيًا على نفس الهدف، ما تسبب في مقتل شابين آخرين حاولا سحب المستهدفين، ليرتفع عدد الضحايا إلى 5 وإصابة 8 آخرين بشظايا نتيجة القصف، وصلوا إلى مستشفى ناصر الطبي لتلقي العلاج.
من جانبه، برر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، استهداف السيارة بأنها "كانت تقل أحد العناصر المشاركة في هجوم 7 أكتوبر"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي، أدرعي عبر إكس، إن جيش الاحتلال أغار "في وقت سابق اليوم على سيارة كان يستقلها مخرب شارك في مجزرة السابع من أكتوبر الدموية. لقد كان المخرب تحت متابعة استخبارية لفترة طويلة وتم استهدافه بناء على معلومات استخبارية موثوقة عن مكان وجوده في الوقت الحقيقي. يتم فحص المزاعم حول شغله أيضًا لدى منظمة WCK الدولية".
وأشار أدرعي إلى أن "السيارة مدنية لم يتم تنسيق مرورها في المحور المذكور بغية نقل مساعدات".
وهذه ليست أول مرة يستهدف الاحتلال الإسرائيلي موظفين في المطبخ العالمي، إذ سبق وقتلت إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي 7 موظفين في المطبخ، وسط انتقادات عالمية، ما دفع إسرائيل إلى الاعتذار عن قتلهم ووصفت الأمر بأنه "قصف عن غير قصد لأبرياء في قطاع غزة"، وفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف نتنياهو آنذاك "للأسف، وقعت في اليوم الأخير حادثة مأساوية حيث قصفت قواتنا أبرياء في قطاع غزة عن غير قصد. يحدث ذلك في الحرب، ونحن نحقق فيه بدقة".
وفي وسط القطاع، توغلت آليات جيش الاحتلال شرق مدينة دير البلح وقرية المصدر، منذ صباح الجمعة، وذلك تحت غطاء كثيف من قذائف المدفعية وإطلاق نار عشوائي تجاه منازل المواطنين.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إنّ جرافات الاحتلال تقوم بتجريف وحفر شرق القرية وبالقرب من الجدار الفاصل، فيما تستهدف الدبابات بقذائف المدفعية المنازل والأراضي الزراعية المحيطة بالمكان.
وأكد شاهد عيان ثانٍ لـ المنصة، أن اشتباكات بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، تدور في منطقة التوغل بين الحين والآخر.
وتوغلت آليات الاحتلال، منذ مساء الخميس وحتى فجر الجمعة، في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل 31 شخصًا وإصابة 127 آخرين، منهم أكثر من 20 حالة وُصفت جراحهم بالخطيرة حسب ما أفاد مصدر طبي بمستشفى العودة لـ المنصة.
وقال شاهد عيان، إنّ آليات الاحتلال، نفذت خلال أكثر من 12 ساعة من عملية التوغل البري شمال النصيرات، عمليات حفر في منطقة المنتزه شمال المخيم، كما دمرت عشرات المنازل بالقصف والحرق، وجرفت البنية التحتية في منطقة التوغل.
ولم يُعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أي تفاصيل حول قيامه بأي عمليات عسكرية برية في وسط القطاع حتى اللحظة، كما لم يصدر أي أوامر إخلاء رسمية، في الوقت الذي يُنفذ هجماته داخل مناطق مكتظة بالمدنيين والنازحين من مختلف مناطق قطاع غزة.
ووصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة أمس، إلى 44 ألفًا و363 قتيلًا و105 آلاف و70 مصابًا.
في غضون ذلك، أحيت العديد من الدول، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في كلمته خلال "المؤتمر الدولي للتضامن مع فلسطين"، الذي عقد في العاصمة كاراكاس أمس، إن القضية الفلسطينية أكثر قضية محقة للإنسانية .
وأكد مادورو، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن بلاده ستواصل دعمها للقضية الفلسطينية بأقوى السُبل.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في بوست عبر صفحته على فيسبوك، "في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أؤكد دعمي الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ستظل القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا، إيمانًا منا بعدالتها وحق هذا الشعب في الاستقلال والحرية والكرامة". وتنظم الخارجية المصرية في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل مؤتمرًا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة.
وفي سياق متصل، صوتت جمعية "اتحاد أكسفورد"، خلال مناظرة علنية على اعتبار "إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية"، وذلك بـ278 صوتًا مؤيدًا، مقابل 59 صوتًا معارضًا، حسب وفا.
وسبق وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.