ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي "3 مجازر بحق المدنيين في مدينة غزة"، مساء أمس وحتى فجر اليوم، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا غالبيتهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 70 آخرين، حسب مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة.
ودون سابق إنذار قصفت الطائرات الحربية، فجر اليوم، مدرسة التابعين التي تأوي مئات النازحين بشارع النفق في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.
وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة، أن بين ضحايا القصف الأخير شابًا وأطفاله وامرأة وأطفالها، جميعهم نازحون من بيت حانون شمال القطاع.
واستهدفت الطائرات الحربية منزلًا من 5 طوابق، ما أسفر عن مقتل 11 فردًا من عائلة واحدة، بينهم 5 أطفال، وإصابة 30 آخرين نُقلوا إلى مستشفى المعمداني للعلاج. وأفاد شاهد لـ المنصة أن المنزل كان مكتظًا بالنازحين المدنيين، حيث لجأت العائلة إليه بعد تدمير منازلهم السابقة جراء القصف.
وسبق استهداف المنزل بـ3 ساعات تقريبًا ارتكاب طائرات الاحتلال الحربية مجزرة ثانية بحق المدنيين النازحين في مدرسة الحرية بذات الحي، حيث تحولت المدرسة إلى مركز إيواء لأكثر من ألف مدني غالبيتهم أطفال ومساء.
واستهدف الاحتلال مبنى مدرسة يؤوي نازحين بصاروخ حربي دون سابق إنذار، ما أدى إلى تدمير المبنى ومقتل 13 شخصًا وإصابة أكثر من 20 آخرين، حسب مصدر صحفي قال لـ المنصة إن معظم الضحايا تم انتشال أشلائهم من تحت الأنقاض.
كما طال قصف إسرائيلي منزلين في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق غزة، أمس، ما أسفر عن إصابة أكثر من 10 أطفال ونساء، كما قُتل شاب وأصيب 5 آخرون جراء استهداف مجموعة من المواطنين شمال المدينة، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
من ناحيته، أعلن جهاز الدفاع المدني، في بيان اطلعت عليه المنصة، توقف خدماته في مدينة غزة جراء نفاد السولار اللازم لتشغيل سيارات الإطفاء والإسعاف بعدما منع جيش الاحتلال إدخال السولار إلى غزة منذ أسابيع.
ويواصل جيش الاحتلال منع دخول المواد الغذائية ومياه الشرب إلى سكان شمال القطاع منذ أكثر من 50 يومًا، وسط مناشدات مستمرة من الأهالي في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون لإدخال الإمدادات الأساسية. ورغم تدهور الأوضاع الإنسانية تُقابل تلك المناشدات بالقصف المدفعي والجوي وإطلاق النار العشوائي على المنازل والتجمعات السكنية.
وقال ممدوح عطا الله المتواجد في بيت لاهيا لـ المنصة إنه وأسرته وجيرانه يفتقرون لأبسط الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية ومياه للشرب "مش لاقيين إشي ناكله ولا نشربه، ومش قادرين نتحرك بسبب القصف المستمر".
وأفاد شهود لـ المنصة من بيت لاهيا وجباليا باستمرار القصف المدفعي على مناطق واسعة في البلدتين، مع سماع أصوات اشتباكات متقطعة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال. وذكر أحد الشهود أن طائرات الاحتلال ألقت منشورات فوق مدرستين تطالب النازحين بالإخلاء والنزوح نحو مدينة غزة. ورغم التهديدات لم يغادروا.
وأفرج جيش الاحتلال أمس عن شاب من عائلة الكفارنة كان اعتقله قبل 14 يومًا من بيت حانون شمال القطاع. وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال ترك الشاب في منطقة الإدارة المدنية بعد أن استخدمه كدرع بشري خلال عمليات التوغل واقتحام المناطق الشمالية للقطاع.
وقال الشاب المفرج عنه لـ المنصة "كان الجيش وين ما بده يتحرك بجبرني ادخل قبلهم، بيوت مقصوفه وشوارع مدمرة، وكله كان تحت تهديد السلاح والشتائم وما كنت لحالي، كان في كمان 4 شباب غيري الجيش بستخدمهم كدروع بشرية خلال تجولاته وعمليات الاقتحام وبطلب منا ندخل نتأكد لو في حد من المقاومة أو البيوت مفخخة".
وسبق واعترف جنود إسرائيليون أنهم شاهدوا أو شاركوا في عمليات استخدام معتقلين فلسطينيين دروعًا بشرية في الحرب الجارية في غزة، حسب تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز، مؤكدين أنها "تُنفذ بدعم لوجستي كبير ومعرفة القادة في ساحة المعركة".
وسمح جيش الاحتلال، أمس، بدخول أكثر من 20 شاحنة محملة بالمواد الغذائية إلى مدينة غزة عبر حاجز نتساريم، و15 شاحنة أخرى عبر معبر كرم أبو سالم، وصلت إلى خانيونس ودير البلح. ومع ذلك، لم يُسمح بإيصال أي من هذه الإمدادات إلى سكان شمال القطاع المحاصرين منذ نحو شهرين، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.
وقصفت طائرات الاحتلال، مساء أمس، مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط القطاع بثلاثة صواريخ حربية، ما أدى إلى تدميره وتضرر المنازل المجاورة. وأفاد أحد جيران المسجد لـ المنصة أن الاحتلال أجرى اتصالات تطالب السكان بإخلاء المنطقة المحيطة والتوجه نحو المناطق الغربية على بُعد أكثر من 200 متر قبل القصف بنحو 20 دقيقة.
فور قصف المسجد وتدميره، عاد الجيش للاتصال بالمدنيين في منطقة ثانية داخل مخيم النصيرات وقريبة من منطقة الاستهداف الأول، حيث طالب النازحين في مدرسة الجاغوني بالإخلاء خلال ساعات الليل، حسب شاهدين لـ المنصة.
وشهدت المنطقة موجة نزوح للمدنيين ليلًا، ولم يمنحهم الاحتلال أكثر من 25 دقيقة للإخلاء حتى استهدفت الطائرات الحربية المنطقة بصاروخين، وقال مصدر صحفي لـ المنصة، إن صاروخًا استهدف المدرسة بشكلٍ مباشر، فيما استهدف الثاني منزلًا ما تسبب بدماره.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 418، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها شن جيش الاحتلال عدوانًا على القطاع، راح ضحيته حتى الآن 44 ألفًا و249 قتيلًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب 104 آلاف و746 آخرون حسب وزارة الصحة الفلسطينية.