تبادلت إسرائيل وحزب الله الضربات مساء أمس، فيما ذكرت وسائل إعلام أجنبية أن الاتفاق على إنهاء الحرب في لبنان بات وشيكًا، وقالت رويترز إن إعلان وقف إطلاق النار من المرجح أن يكون في غضون 36 ساعة، وقال مصدر إسرائيلي مسؤول، لم تسمه فرانس 24، إن تل أبيب ستعلن مساء الثلاثاء قرارها بخصوص وقف النار.
ونقلت رويترز عن 4 مصادر لبنانية وصفتها برفيعة المستوى قولهم إنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وقفًا لإطلاق النار في لبنان خلال 36 ساعة.
ووفق نيويورك تايمز، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منفتح على وقف إطلاق النار في الصراع المستمر مع حزب الله، بعد ضغط أمريكي كبير لإتمام الصفقة.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة الأمريكية إن نتنياهو سيجتمع اليوم مع حكومته لمناقشة اتفاق إنهاء الحرب، وأضافوا أن الوسطاء أحرزوا تقدمًا كبيرًا على مدار الأسبوع الماضي، لكن نقطة الخلاف الرئيسية كانت إصرار نتنياهو على بعض الضمانات لاستئناف إسرائيل القتال إذا انتهك حزب الله الهدنة.
وحسب المسؤولين، ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان في غضون 60 يومًا، بينما سيتحرك حزب الله شمالًا بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية، فيما سينتشر الجيش اللبناني في الجنوب مما يؤدي إلى إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود.
وحسب رويترز، قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان بموجب أي اتفاق. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي "نحن قريبون، لكن لن يُعلن التوصل لشيء حتى الانتهاء من كل شيء".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس، إن الولايات المتحدة تضغط بكل ما في وسعها للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، وفق سكاي نيوز.
وأضاف "في كثير من الأحيان تكون المراحل الأخيرة من الاتفاق هي الأصعب لأن القضايا الشائكة تُترك حتى النهاية… نبذل أقصى ما في وسعنا".
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لرويترز إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ما لم يغير نتنياهو رأيه.
في المقابل، حذّر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لنتنياهو، من أن ذلك سيكون "خطأ كبيرًا"،
وأضاف بو صعب أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة.
وبالتزامن مع إشارات على قرب التوصل إلى حل دبلوماسي، تبادلت إسرائيل وحزب الله الضربات، إذ شن جيش الاحتلال غارات جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأطلق حزب الله عدة صواريخ تجاه الجليل الغربي.
وتستمر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.
وأعلن جيش الاحتلال إطلاق 10 قذائف من لبنان صوب الجليل الغربي، مشيرًا إلى اعتراضه عددًا منها، وأكدت شرطة الاحتلال أمس إصابة 3 أشخاص إثر سقوط صواريخ في نهاريا، دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل.
والاثنين، أعلن جيش الاحتلال شن ضربات جوية على نحو 25 هدفًا قال إنها تابعة لحزب الله خلال ساعة واحدة، ومساءً استهدفت غارات جديدة الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق فرانس 24.
ووفق وزارة الصحة اللبنانية قُتل نحو 3800 شخص في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم منذ سبتمبر/أيلول هذا العام، ووفق فرانس 24، قُتل على الجانب الإسرائيلي 82 عسكريًا و47 مدنيًا خلال 13 شهرًا.