استهدف حزب الله اللبناني، اليوم، لأول مرة، قاعدة أشدود الإسرائيلية البحرية، التي تبعد عن الحدود اللبنانية 150 كم،"بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، أصابت أهدافها بدقّة"، في وقت انتقد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي استهداف جيش الاحتلال للجيش اللبناني صباح اليوم، واعتبره ردًا بالرفض على مساعي وقف إطلاق النار.
وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، مقتل جندي وإصابة 18 آخرين على الأقل، بعضهم في حالة صحية خطيرة، وذلك بعد هجوم إسرائيلي على موقع للجيش في جنوب البلاد، مشيرًا إلى أن الموقع وهو حاجز عسكري تعرض لأضرار "خطيرة". ويقع الحاجز في منطقة العامرية بين مدينتي صور والناقورة الساحليتين اللبنانيتين، وتم الإبلاغ عن قتال عنيف في المنطقة، حسب سي إن إن.
وقال ميقاتي، في بيان، إن "استهداف العدو الإسرائيلي اليوم بشكل مباشر مركزًا للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701. وهذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين، وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان".
وقدمت الولايات المتحدة مقترحًا لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله يقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية في غضون 7 أيام، مع استبدال الجيش اللبناني بها، على أن تشرف الولايات المتحدة ودولة أخرى على الانسحاب. وزار المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، لبنان الأسبوع الماضي على مدار يومين لمناقشته، أعقبها زيارة لإسرائيل.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت الجمعة، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وآخرين من دول المنطقة، أن ملامح اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بدأت تتشكل، مشيرةً إلى أن العمل مستمر على آلية تنفيذ وتطبيق الاتفاق المحتمل، حسب الشرق.
ووفقاً للصحيفة، يتضمن الاتفاق المطروح الدعوة لهدنة 60 يومًا، تنسحب خلالها قوات الاحتلال من جنوب لبنان، وينسحب مقاتلو "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني. ويشمل الاتفاق أيضًا انتشار الجيش اللبناني وبعثة أممية لحفظ السلام في المنطقة الحدودية خلال فترة الهدنة، مع وضع آلية جديدة برئاسة الولايات المتحدة تضمن بقاء "حزب الله" والقوات الإسرائيلية خارج المنطقة الحدودية.
وميدانيًا، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب لبنان، إثر ضربة أمس في قلب بيروت أسفرت عن مقتل 20 لبنانيًا على الأقل.
وتتعرض بلدة الخيام جنوب لبنان، منذ صباح اليوم، "لقصف مدفعي متقطع ورمايات من دبابات العدو المتمركزة في بعض أحياء الخيام باتجاه أحياء البلدة والقرى المحيطة"، حسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
كما تعرضت المنطقة الواقعة بين المنصوري وبيوت السياد في قضاء صور لقصف معاد من عيار 155 ملم.
وللمرّة الأولى، شنّت "المقاومة صباح اليوم هجومًا جويًا على قاعدة أشدود البحريّة"، حسب موقع المنار التابع لحزب الله، معتبرة أن الهجوم بالإضافة إلى "التصدي الأسطوري جنوبًا" دليل على أنها "تملك زمام الميدان"، رغم ما تعرضت له من اغتيالات.
وأضاف موقع قناة المنار أنه "ردًا على استهداف العاصمة بيروت والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين (...) فقد استهدفت الأخيرة بعمليّة مركّبة، صباح اليوم هدفًا عسكريًا في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها".
وفي سياق التصدي لمحاولات جيش الاحتلال التوغل جنوبًا، "استهدف مجاهدو المُقاومة عند الساعة 08:45 من صباح اليوم الأحد تجمعًا لقوّات جيش العدو شرقي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية"، حسب المنار.
وأضاف الموقع "كما تعرّض تجمع لقوّات العدو في موقع المطلة، لاستهداف بصليةٍ صاروخية، أعقبه هجوم جويّ بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على غرفة عمليّات مُستحدثة للاحتلال في مستوطنة المطلة، وأصابت أهدافها بدقّة".
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل 3670 شخصًا على الأقل وإصابة 15413 منذ بدء العدوان.
وتستمر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.