تسود حالة من التفاؤل بشأن إمكانية موافقة "حزب الله" على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان، يقضي بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي في غضون 7 أيام، مقابل تفكيك أي جماعة مسلحة وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، في وقت أعلنت إيران دعمها لأي قرار تتخذه بيروت بشأن المقترح الذي تجري دراسته حاليًا.
وينص المقترح، حسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية أمس، على أن "تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية القرار 1701"، الذي اعتمده مجلس الأمن في 2006، وينص على وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وتل أبيب، والسماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد.
ونبه المقترح على أن التزامات القرار الأممي "لن تمنع إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما إذا لزم الأمر"، وأنه "باستثناء قوات الأمم المتحدة اليونيفيل، سيكون الجيش اللبناني الرسمي القوة المسلحة الوحيدة على الخط (أ) جنوبي لبنان"، حسب سكاي نيوز.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية فسيتعين "تفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تتوافق مع الالتزامات الواردة في الاتفاق، ويجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان في غضون 7 أيام، مع استبدالها بالجيش اللبناني، وستشرف الولايات المتحدة ودولة أخرى على الانسحاب".
ويتضمن المقترح أيضاً أنه "في موعد لا يتجاوز تاريخًا سيتم تحديده، سينشر الجيش اللبناني قواته على طول الحدود والمعابر، في غضون 60 يومًا من توقيع الاتفاق، وسيتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في الجنوب".
وقال النّائب اللبناني قاسم هاشم، إنّ "الردّ اللّبناني على مسودّة مقترح وقف النّار سيصبح جاهزًا بين يومي الاثنين والثلاثاء على أبعد تقدير، وسيحمل ملاحظات عدّة على عدد من البنود لا سيما ما يتعلق بحرية التّحرك الإسرائيلية واللّجنة المشرفة"، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وأضاف هاشم "أن الأمر متوقف على الإجابات الإسرائيلية التي ستلي ذلك، ليبنى على الشّيء مقتضاه"، مشددًا على أن "أي اتفاق لوقف النار يجب أن ينطلق ويلتزم بالقرار 1701".
ونقل موقع سي إن إن عن مصادر، لم يسمها، قولها إن "الخطة قيد الدراسة الآن من قبل حزب الله، ومن المتوقع أن يرد الحزب عليها في الأيام المقبلة، وهناك بعض التفاؤل بأن حزب الله سيوافق عليها".
وقال مستشار المرشد الإيراني علي خامئني، علي لاريجاني، إن طهران ستدعم أي قرار يتخذه لبنان للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، حسب فرانس 24.
وأضاف لاريجاني، خلال مؤتمر صحفي أمس في لبنان، ردًا على سؤال بشأن ما إذا كان يزور بيروت لتقويض مقترح الهدنة الأمريكي، "نحن لا نسعى إلى تخريب أي شيء"، مستطردًا "نسعى إلى حل المشكلات. ندعم الحكومة اللبنانية في جميع الظروف، ومن يعرقلون (الأمور) هم نتنياهو وجماعته"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تحت النار
ويأتي زخم الحديث عن إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان، في وقت كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب البلاد، ما عده النائب اللبناني قاسم هاشم مقصودًا للضغط عليهم.
وشدد هاشم، حسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، على أن "العدو أراد مناقشة المسوّدة تحت النّار لفرض شروطه ودفع لبنان للتّنازل"، مؤكدًا أن "هذا الأمر لن يحصل ولن نخضع لهذه الضغوط".
ولم يستبعد هاشم احتمالية أن يُبقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأمور معلّقة حتى يناير/كانون الثاني المقبل، وهو موعد تنصيب الرّئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، وعلق "هو لن يعطي ورقة بهذا الحجم لإدارة أمريكية راحلة".
وتشن إسرائيل منذ الأمس وحتى ظهر اليوم، مجموعة من الغارات العنيفة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، شملت مناطق "بئر العبد وبلدة كفرتبنيت ومشروع تاج الدين السكني محلة طريق معركة البص، وحي الآثار" ومناطق أخرى.
وقتل 5 أفراد من عائلة واحدة مساء أمس، إثر غارة استهدفت منزلهم في بلدة عين قانا في منطقة إقليم التفاح، جنوب لبنان.
وسجلت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، 116 غارة جوية إسرائيلية على عموم لبنان في آخر 24 ساعة، حسب سكاي نيوز.
وصباح اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية في بيروت، بعد إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليمات بإخلاء حارة حريك، أعلنها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي عبر إكس.
وبلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الأمس، 3445 قتيلًا و14599 جريحًا، حسب وزارة الصحة اللبنانية.