أعلن الجيش السوداني، أمس، استعادة السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة جنوب شرق البلاد، وذلك بعد معارك مع قوات الدعم السريع، ما سهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية.
ونشرت القوات المسلحة السودانية مقطع فيديو عبر إكس، وعنونته بـ"القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من داخل رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة على طريق تطهير كامل تراب الوطن من ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة".
ووصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس، إلى مدينة سنجة، معلنًا تحرير المدينة.
وأكد البرهان عزم القوات المسلحة "تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة ودحر الميليشيا الإرهابية التى تستهدف وحدة السودان".
وقال البرهان "نهدي هذا النصر العظيم لشعبنا الذي عانى القتل والتشريد والقهر والنهب وكافة أنواع الحرائق والانتهاكات من قبل ميليشيا آل دقلو الإرهابية"، مؤكدًا "العزم على تطهير كل شبر من أرض الوطن دنسته هذه الميليشيا المجرمة".
كانت قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على مدينة سنجة في أواخر يوليو/تموز الماضي بعد معارك استمرت 3 أيام انسحب عقبها الجيش من المدينة.
وشهدت سنجة منذ يومين مواجهات عنيفة بين الجيش، الذي طوق المدينة من 3 محاور، وقوات الدعم السريع التي اتخذت موقعًا دفاعيًا لإيقاف تقدم الجيش، حسب الجزيرة.
وقال ضابط برتبة رفيعة في الجيش السوداني للجزيرة، إن قواتهم طوقت سنجة شرقًا عبر قوات قادمة من مدينة الدندر وجنوبًا عبر قوات قادمة من الدمازين وغربًا عبر قوات قادمة من مدينة سنار مرورًا بمدينة مايرنو.
وأشار الضابط إلى أن "الطائرات الحربية نفذت طلعات جوية عنيفة فجر أمس، استهدفت مواقع الدعم السريع في سنجة أعقبها تقدم للمشاة من محور الدندر، إذ تمكنوا من عبور جسر سنجة واستعادة مواقع من الدعم السريع، من بينها مقر قيادة الجيش بالفرقة 17 مشاة".
وتابع الضابط أنهم "كبدوا الدعم السريع خسائر في الأرواح وسيطروا على عدد من قطع الأسلحة الحربية"، وقال إن عناصر من قوات الدعم السريع هربوا نحو منطقة رورو في النيل الأزرق.
فيما قال مصدر بالدعم السريع للجزيرة إن القيادة وجهت القوات بالانسحاب من سنجة، دون أن يفصح عن وجهة القوات المنسحبة.
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 24 ألفًا و850 شخصًا ونزوح أكثر من 14 مليونًا، وفق تقديرات المنظمات الدولية.
والشهر الماضي، حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قوات الدعم السريع، مسؤولية ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و"بدرجة مهولة"، في أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك "الاغتصاب الجماعي، والخطف والاحتجاز ضمن ظروف ترقى للاستعباد الجنسي".