أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصًا، وإصابة 63 آخرين إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، مبنى في منطقة البسطة وسط بيروت، مشيرة إلى أن بعض الضحايا تحولوا إلى أشلاء سيجري التعرف عليهم بعد إجراء تحليل DNA، في وقت أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لبعض مناطق الضاحية الجنوبية في بيروت.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية، قالت إن العاصمة بيروت استفاقت اليوم على مجزرة مروعة، حيث "دمر طيران العدو الإسرائيلي بخمسة صواريخ مبنى سكنيًا مكونًا من ثماني طبقات، في شارع المأمون بمنطقة البسطة، بالإضافة إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة".
ونقل موقع سكاي نيوز عن مصادر إسرائيلية، إن المستهدف في الغارة هو رئيس قسم العمليات في حزب الله محمد حيدر، الذي لم يعرف بعد ما إذا كان من بين ضحايا الغارة العنيفة.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، "شن سلسة غارات استهدفت أهداف إرهابية أخرى لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية تضمنت مقرات قيادة وبنية تحتية".
وأمر أدرعي أهالي 5 مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت بإخلاء منازلهم، وقال عبر بوستين على إكس، "إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في منطقة الحدث أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
وتابع "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
يأتي ذلك في وقت تسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان في مقتل 3 آلاف و642 قتيلًا، و15 ألفًا و356 جريحًا، منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية أمس.
من جانبه، أعلن حزب الله أنه "استهدف تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا، بصليةٍ صاروخية، عند الساعة 11:30 من ظهر اليوم". وقال "عند الساعة 11:50 من ظهر اليوم اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الأطراف الشرقية للبلدة مع القوة المُتقدمة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، ولا زالت الاشتباكات مستمرة".
وفي سياق متصل، أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل"، في بيان اليوم، أن "صاروخين من عيار 122 ملم أصابا في وقت سابق اليوم مقر قيادة القطاع الغربي في شمع، مما أدى إلى جرح أربعة جنود حفظ سلام إيطاليين، وهم يتلقون العلاج الآن في مستشفى القاعدة. ولحسن الحظ، لا توجد إصابات تهدد الحياة"، حسب وكالة الأنباء اللبنانية الوطنية.
وأضاف البيان أن "الصواريخ، التي أطلقها على الأرجح حزب الله أو الجماعات التابعة له، أصابت ملجأ ومنطقة لوجستية تستخدمها الشرطة العسكرية الدولية، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية القريبة. اشتعلت النيران في أحد الهياكل المتضررة، لكن أفراد القاعدة أطفأوا الحريق بسرعة".
ولفتت اليونيفيل إلى أن هذا هو الهجوم الثالث على قاعدتهم في شمع خلال أسبوع. ويأتي "وسط قصف عنيف ومناوشات برية في منطقتي شمع والناقورة في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة".
وحثّت اليونيفيل "بشدة الأطراف المتقاتلة على تجنب القتال بالقرب من مواقعها. واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة وموظفيها في جميع الأوقات".
وتسببت هجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي في إصابة عدد من قوات حفظ السلام، واضطر بعضها للانسحاب من مناطق تمركزهم في أوقات سابقة.
وتستمر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.