يواصل المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكستين، الخميس، مباحثاته في تل أبيب، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، ترى واشنطن أنه "بات قريبًا"، في وقت يستمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف قرى الجنوب، بينما أكد قائد الجيش اللبناني جوزيف عون أن "قواته منتشرة في جنوب البلاد ولن تتركه".
واعتبرت الحكومة الأمريكية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله، وأن نهاية الحرب قد تكون قريبةً، ما أكده المتحدث باسم خارجيتها ماثيو ميلر، الأربعاء، قائلًا "لقد رأينا إسرائيل، على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدًا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل دبلوماسي الآن"، وفق الشرق الأوسط.
وغادر هوكستين لبنان إلى إسرائيل، حاملًا رد حزب الله على المقترح الأمريكي، على أمل إزالة العقبات التي تحول دون توافق الأطراف، وذلك بعد أن تحدث عن "تقدم إيجابي" في المحادثات.
واجتمع هوكستين مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، على أن تستمر محادثاته اليوم في إسرائيل، حسب الشرق.
وقدمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، مقترحًا لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله يقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية في غضون 7 أيام، مع استبدال الجيش اللبناني بها، على أن تشرف الولايات المتحدة ودولة أخرى على الانسحاب.
ونقلت سكاي نيوز عن إعلام عبري قوله إن "الخلاف الأساسي" في المفاوضات يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق، وأن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان الفريق دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام "الدول الأوروبية الجادة" إلى الفريق، بينما يطالب لبنان بإدراج اسم دولة عربية واحدة على الأقل.
وقال دبلوماسيون كبار، لم تسمهم الشرق، "اقتربنا أكثر من أي وقت مضى من اتفاق، واكتملت نسبة 90% أو 95% منه، لكن تبقى التفاصيل الأخيرة حساسة جدًا، والشيطان يكمن في التفاصيل الدقيقة"، في وقت أكدت القناة 12 الإسرائيلية الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة "قد تفشل الاتفاق".
وأوضحت أن "التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا للتوصل إلى اتفاق مع لبنان".
وبينما تسعى أمريكا لوقف الحرب، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة تحمل مساعدات غذائية وطبية مقدمة من روسيا لصالح الجيش اللبناني، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
ورغم التفاؤل الأمريكي، تستمر الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، إذ أفادت الوكالة اللبنانية، صباح اليوم، بأن "الطيران الحربي المعادي شن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية، استهدفت منطقة حارة حريك بصاروخين"، قبل أن تعلن عن غارة عنيفة ثانية على الضاحية الجنوبية استهدفت منطقة الكفاءات.
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، من سكان 3 قرى في جنوب لبنان؛ برج الشمالي ومعشوق والحوش، إخلاء مساكنهم لأنه سينفذ عمليات في تلك المناطق. وجاء في بيان الاحتلال "من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فورًا والانتقال إلى شمال نهر الأولي. لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير".
كما نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، تحذيرًا جديدًا لسكان مدينة صور، وطالب جميع السكان الموجودين فيها بالابتعاد عنها فورًا.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قالت إن جيش الاحتلال قصف أهدافًا قرب مدينة صور الساحلية في لبنان في وقت متأخر مساء أمس، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 65 آخرين.
وحسب آخر إحصائية أصدرتها الصحة اللبنانية، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي 3558 قتيلًا و15123 جريحًا.
وعلى الجبهة الأخرى، أعلن جيش الاحتلال، الأربعاء، مقتل ثلاثة من جنوده في معارك جنوب لبنان. وبذلك يرتفع عدد قتلاه في الجنوب اللبناني إلى 52 منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق الشرق الأوسط.
وتستمر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.