بزيادة 24 مليار جنيه.. الضغوط التضخمية ترفع تكلفة الخط الأول للقطار السريع
ارتفعت تكلفة تنفيذ الخط الأول من شبكة القطارات السريعة بنحو 24 مليار جنيه، منذ 2022 حتى نهاية العام المالي الماضي في يونيو/حزيران، بسبب الضغوط التضخمية خلال هذه الفترة الناتجة عن تعويم الجنيه أكثر من مرة وارتفاع أسعار المحروقات، حسب مصدرين بالهيئة القومية للأنفاق المالكة للمشروع.
وأوضح المصدر الأول لـ المنصة، وهو عضو بمجلس إدارة الهيئة، طلب عدم نشر اسمه، أن الأعمال المدنية كان مقدرًا لها أن تتكلف نحو 76 مليار جنيه، لكنها زادت خلال الفترة المذكورة لتصل إلى 100 مليار جنيه، وفق آخر تقديرات تم تحديثها.
وأوضح المصدر أن الأعمال المدنية تشمل إنشاء مسار السكة والمحطات والجسور والأسوار التي تُنفذها شركات محلية تحصل على مستحقاتها بالجنيه.
وشهد الجنيه تراجعات قوية أمام العملة الأمريكية خلال العامين الماضيين، ليرتفع السعر الرسمي للدولار من نحو 16 جنيهًا إلى 49.30 في الوقت الحالي، كما التزمت الحكومة بتطبيق زيادات متوالية في أسعار الوقود وفق برنامج إصلاحي اتفقت عليه مع صندوق النقد الدولي في 2022.
ويمتد الخط المقرر بدء تشغيله تجريبيًا العام المقبل، من العين السخنة وحتى العلمين الجديدة، ثم محافظة مرسى مطروح بطول 675 كيلومترًا، ويعد أول مسار في شبكة القطارات السريعة التي بدأت الحكومة المصرية تنفيذها عام 2021، من خلال تحالف مكوَّن من شركات سيمنز للنقل الألمانية، بالتعاون مع المقاولون العرب وأوراسكوم للإنشاء، وتحتوي على 3 خطوط متكاملة بأطوال تصل إلى 2000 كيلومتر.
وأوضح عضو مجلس إدارة الهيئة أنه بجانب تكاليف الأعمال المدنية هناك تكاليف الأعمال الخارجية للخط، والممولة بقرض أجنبي بقيمة 2.260 مليار يورو، بضمانة هيئتي تنمية الصادرات الألمانية والإيطالية، وتشمل توريد أنظمة الاتصالات السلكية واللا سلكية، والأعمال الكهروميكانيكية.
ويشمل مشروع القطار السريع خطين إضافيين، "أكتوبر - أسوان - أبو سمبل"، والثالث "الغردقة - سفاجا - قنا - الأقصر". وقالت مصادر في تقرير سابق لـ المنصة إن المفاوضات الجارية حاليًا مُددت مع مؤسسات مالية دولية لتوفير تمويلات لهذين الخطين بسبب ارتفاع سعر الفائدة المعروض من المؤسسات المالية، وقصر فترة السماح مقارنة بتمويلات الخط الأول.
وينفذ مشروع القطار الكهربائي السريع على 4 خطوط بإجمالي أطوال 2250 كيلومترًا، ويربط الخط الأول مواني البحر الأحمر بمواني البحر المتوسط، حيث يبدأ من العين السخنة لمرسى مطروح مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة وأكتوبر ومدينة السادات والإسكندرية والعلمين وصولًا لمطروح.