سكرين شوت لفيديو متداول على إكس
جماهير مكابي تل أبيب في أمستردام، 7 نوفمبر 2024

أحداث أمستردام.. تدبير من حماس أم استفزاز إسرائيلي؟ 

قسم الأخبار
منشور السبت 9 نوفمبر 2024

استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحداث العنف بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب ومناهضين للعدوان الإسرائيلي على غزة في أمستردام، مساء الخميس، في الربط بينها وبين الهجوم الذي تعرض له يهود على يد النازيين، المعروف باسم "يوم الكريستال"، في وقت لا تزال التحقيقات مستمرة.

وشهدت العاصمة الهولندية، الخميس، اشتباكات بين إسرائيليين وهولنديين، بعد انتهاء مبارة كرة قدم بين الفريق الإسرائيلي وفريق أياكس، أسفرت عن إصابة من 20 إلى 30 إسرائيليًا، دخل 5 منهم المستشفى، حسب CNN.

في غضون ذلك، قالت رئيسة تحرير أوروبا اليوم سحر رمزي، من أمستردام لقناة الحرة، إن أحداث الشغب بدأت قبل يوم من المباراة من قبل مشجعي النادي الإسرائيلي الذين اعتدوا على عدد من المواطنين الهولنديين.

وأشارت رمزي إلى أن مشجعي الفريق الإسرائيلي حرقوا علمًا فلسطينيًا، ورددوا هتافات وأناشيد "أغضبت الجالية العربية"، معربة عن استغرابها لعدم تدخل قوات الشرطة لمنع هذه الأعمال "الاستفزازية" قبل يوم من المباراة.

وأضافت رمزي أن هذه الأفعال استفزت الهولنديين ومجشعي نادي أياكس الهولندي، حتى تصاعدت الأحداث رغم توفير السلطات الهولندية منذ أسابيع أكثر من 800 عنصر أمني لتأمين المباراة.

كما أوضحت رمزي أن السلطات الهولندية منعت تنظيم التظاهرات أمام ملعب كرة القدم، ووفرت الأمن في الفنادق التي يقيم فيها مشجعو الفريق الإسرائيلي "لكن ما قام به هؤلاء من أعمال استفزازية أثارت غضب الهولنديين من أصول عربية ومسلمة، ما تسبب في حالة من التشنج وحدوث أعمال العنف".

أما الدبلوماسي الإسرائيلي السابق داني ايلون فتبنى وجهة نظر مختلفة، وقال للحرة إن أعمال العنف "كانت مدبرة من قبل حركة حماس" ضد مشجعي النادي الإسرائيلي، ووصف ما حدث في أمستردام بـ"المجزرة".

وأضاف أن "هؤلاء لهم روابط ويحصلون على دعم مادي من حماس"، مؤكدًا أهمية أن تجري السلطات تحقيقًا في هذا الموضوع. 

وأظهرت فيديوهات على السوشيال ميديا تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. لكن بعض اللقطات أظهرت أيضًا مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات معادية للعرب، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 62 شخصًا، لا يزال 10 منهم قيد التوقيف.

وبدءًا من الجمعة، حظرت أمستردام المظاهرات لمدة 3 أيام، إثر الهجمات التي وصفتها بـ"المعادية للسامية". وقالت عمدة أمستردام فيمكي هالسيما إن "مجرمين على دراجات بخارية" فتشوا المدينة بحثًا عن أنصار مكابي، مضيفة في مؤتمر صحفي، أمس "هذه لحظة فظيعة لمدينتنا، أشعر بخجل شديد من السلوك الذي ظهر الليلة الماضية"، وفق CNN.

وأكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف، الجمعة، على إكس، أن الاعتداءات التي شهدتها العاصمة أمستردام "غير مقبولة"، وأن "الجناة سيحاكمون".

وأرسلت الحكومة الإسرائيلية طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين، وسافر وزير الخارجية جدعون ساعر إلى أمستردام لحضور اجتماعات طارئة مع الحكومة الهولندية وزعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز، حسبما نقل سويس إنفو عن رويترز.

وأمس، قال نتنياهو "تحل غدًا، الذكرى الـ86 على ليلة الكريستال، ذكرى الهجوم على اليهود على الأراضي الأوروبية. لقد عادت الآن، بالأمس أحيينا ذكراها في شوارع أمستردام.".

وأضاف "هناك فرق واحد فقط، تم تأسيس الدولة اليهودية في تلك الفترة. وعلينا أن نتعامل مع هذا"، وتابع نتنياهو "هذا الأمر، أولًا وقبل كل شيء، يجعلنا نحن وهم، وكذلك الدول الحرة وهولندا معرضين للخطر".

وتأتي المحاولات الإسرائيلية لتصدير المظلومية التاريخية لليهود، وتعرضهم للخطر، في وقت تسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في موجات شعبية عالمية للتضامن مع القطاع الذي يواجه عدوانًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام، قتل فيها أكثر من 43 ألف فلسطيني بينهم أطفال ونساء.

وفي سياق متصل، أمر نتنياهو، أمس، رئيس الموساد بإعداد خطة عمل لتجنب أعمال العنف خلال الأحداث الرياضية، قائلًا إثر اجتماع في وزارة الخارجية للإشراف على إجلاء إسرائيليين من أمستردام  "لقد أصدرت تعليمات لرئيس الموساد ومسؤولين آخرين لتحضير خطط عملنا ونظام الإنذار لدينا وتنظيمنا في مواجهة هذا الوضع الجديد"، حسب سكاي نيوز.

وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحادث، قائلًا عبر إكس، إن "الهجمات المعادية للسامية على مشجعين إسرائيليين لكرة القدم في أمستردام مشينة، إنه يذكر بمراحل حالكة من التاريخ، حين كان اليهود مضطهدين"، وفق تعبيره.

وأضاف "علينا أن نناضل من دون كلل ضد معاداة السامية حيث تكون"، مضيفًا أنه كان على اتصال "بمسؤولين في إسرائيل وهولندا"، مشيدًا برد فعل الأخيرة على ما جرى.

وسبق أن وصف بايدن نفسه في أكثر من مناسبة بأنه صهيوني، وهو الداعم الأكبر لإسرائيل في حربها على غزة وأكبر مُصدر للأسلحة والذخيرة لتل أبيب.