تصوير مصطفى الصادق بإذن لـ المنصة
قبة حليم باشا قبل هدمها في 22 أكتوبر 2024

وزير الثقافة يعلن وقف هدم مقابر الإمام الشافعي "مؤقتًا".. و"المهندسين" تطلق مبادرات لإنقاذ التراث

هاجر عثمان
منشور السبت 26 أكتوبر 2024

قال وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، السبت، إن أعمال الهدم في منطقة مقابر الإمام الشافعي "توقفت مؤقتًا" لحين التنسيق مع الجهات المعنية ودراسة موقف الأضرحة المطلوب إزالتها، وذلك بعد ساعات من دخول نقابة المهندسين على خط الأزمة، وإعلانها تشكيل لجان لبحث مدى تراثية المقابر التي يتم هدمها.

وأطلقت شعبة الهندسة المعمارية بنقابة المهندسين عدة مبادرات لحل الأزمة وإنقاذ التراث، في وقت تتواصل حالة الاستياء بسبب أعمال هدم المقابر، كان آخرها هدم قبة "مستولدة محمد علي باشا" الأسبوع الماضي.

وقال هنو، في تصريح لـ المصري اليوم، إن وزارة الثقافة طرحت بالتعاون مع الجهات المعنية بحث إمكانية الإبقاء على الأضرحة في مكانها أو نقلها لمكان آخر، مؤكدًا أن "وقف الهدم سيتم لحين دراسة موقف الأضرحة والمقابر الموجودة في اتجاة المحور المروري الجديد".

وتابع  هنو أن "وزارة الثقافة تحركت بشكل سريع لوقف عملية هدم المقابر الجارية بشكل مؤقت، مع إتاحة الفرصة لبحث الأمر"، موضحًا أنه "تم عقد اجتماع مطول مع كل الجهات المعنية وطلبنا منهم التنسيق ووقف الهدم في الوقت الحالي"، قائلًا "اتحركنا كتير مكناش بنام لوقف الهدم وبحث الحلول المتاحة للحفاظ على المقابر التراثية والطراز المعماري هناك"، وفق المصري اليوم.

وكانت نقابة المهندسين أعلنت، في بيان مساء الخميس،"تشكيل لجان متخصصة عاجلة من الخبراء المعمارين ومن كل ذي صلة لبحث ما ورد للنقابة من تساؤلات، وما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي، في شأن هدم بعض المناطق ذات الطابع التاريخي والمعماري المميز، والتواصل مع كل الجهات المعنية لبحث الأمر وإعداد تقرير شامل".

وأضافت النقابة أن "هدم تلك المباني لا يمثل عبثًا بالمعالم التراثية فقط، لكنه عبث بالنسيج العمراني والتاريخي الفريد الذي يمثل قيمة كبيرة على مستوى العالم، إذ تمثل هذه المباني إرثًا للحضارة المصرية المتراكمة عبر آلاف السنين ينبغي الحفاظ عليه".

وتابعت النقابة أن "الترويج لكونها مباني غير أثرية هو تبرير غير منطقي ومردود عليه، إذ تظل طرزًا معمارية نادرة ينبغي الحفاظ عليها".

وطالبت شعبة الهندسة المعمارية في النقابة  المهندسين، في بيان أمس، رئيس الجمهورية، بالتدخل الفوري لوقف تداعيات فقد التراث المصري، معلنة عن عن عدة مبادرات من بينها، مبادرة "إنقاذ التراث" التي تهدف إلى "التوثيق الشامل للتراث محل التدخل، ودراسة تعديل المسار التنموي في ضوء بدائل الطرح، ونقل القيم التراثية إلى الساحات والميادين، وعمل توضيح توثيقي بقيمة المنقول والتأكيد على تغير موطنه الجغرافي".

واقترحت الشعبة مبادرة ثانية تستهدف "تشكيل اللجنة الاستشارية الدائمة لمتابعة التراث والإرث الحضاري وتداخلاته مع المشروعات التنموية، بالإضافة إلى مبادرتي اقتصاديات التراث والتوعية والتثقيف"، وفق بيان شعبة الهندسة المعمارية.

أما صفحة إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية، فوصفت ما تتعرض له جبانات مصر التاريخية منذ أربع سنوات "بموجات من التدمير الممنهج الذي يتم على دفعات، تتوقف مؤقتًا مع تصاعد الرفض المجتمعي الذي تروعه مشاهد الجرافات وهي تزيل حجارة الألف عام، وتدك عظام الموتى بشراسة وعنف لا مثيل لهما".

وفي سياق متصل، طالب ديوان المعمارين، في بيان أول أمس، تحت شعار "لا لهدم التراث المعماري"، بإيقاف أعمال هدم التراث المعماري الفريد، وعمل حوار مجتمعي حول المشروعات المزمع إقامتها في المنطقة، ودراسة إمكانية إستعادة المباني المهدمة والحفاظ على المباني القائمة.

كما دعا ديوان المعمارين إلى تشكيل غرفة متابعة ممثل فيها نقابة المهندسين وجمعية المعماريين والمجتمع المدني المهتم بالتراث.

بدوره، أثنى الباحث المستقل المهتم بالمقابر التراثية الدكتور مصطفى الصادق، في حديث لـ المنصة، على تحركات نقابة المهندسين والمبادرات المهتمه بالتراث المعماري والتاريخي قائًلا "جهود جيدة تسعى لإنقاذ مايمكن إنقاذه، ولكن للأسف تظل مبادرات لاتمتلك صناعة القرار ".