صفحة خروجة وأكلة على فيسبوك
صورة أرشيفية لحديقة أم كلثوم في المنيل

حديقة أم كلثوم تستقبل الزوار حتى موعد تسليمها لـ"القوات المسلحة" في يناير.. ومديرها: يزورها 1000 شخص يوميًا

هاجر عثمان
منشور الأربعاء 23 أكتوبر 2024

تستقبل حديقة أم كلثوم زوارها خلال الشهرين المقبلين فقط، قبل أن تُخلى تمهيدًا لتسليمها إلى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، إذ تعد الحديقة واحدة من المناطق والمنشآت ضمن كورنيش المنيل، التي أوقف قرار رئاسي حق انتفاع أرضها، مثلها مثل المسرح العائم ونادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة. 

وقال مدير حديقة أم كلثوم المهندس هاني إبراهيم لـ المنصة إن إدارة مشروع الحدائق المتخصصة التابعة لها الحديقة أبلغتنا أن معنا مهلة لنهاية العام لإخلاء الحديقة "وهنستمر في استقبال زوارها حتى الأول من يناير/كانون الثاني 2025".

وأضاف إبراهيم "الإدارة تسلمت الخطاب الشهر الماضي، وأبلغتنا بدورها بموضوع الإخلاء"، في إشارة إلى الخطاب الذي يفيد بانتهاء حق الانتفاع بالأرض، مضيفًا "لكن محدش عارف خطة التطوير فيها إيه، كل المعلومات اللي عندنا أن كل المربع ده من أول المسرح العائم حتى كلية سياحة وفنادق داخل في التطوير، إيه هيتعمل في الحديقة محدش عنده معلومة مفيدة، هل هترجع حديقة بمستوى كفاءة أعلى، هل هتتعمل حاجات سياحية، هل هتبقى زى ممشى أهل مصر".

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مشروع الحدائق المتخصصة اللواء محمد سلطان لـ المنصة، إنه لم يطلع على خطة التطوير "كل اللي استلمناه الخطاب الخاص بخضوع حديقة أم كلثوم كأراضي طرح نهر لخطة التطوير الخاصة بمنطقة روضة المنيل، وساري علينا قرارات سحب الأرض مثل باقي الأماكن زي المسرح العائم، ونوادي أعضاء هيئة التدريس وقضاة الدولة والنيابة الإدارية، لكن الأمور غير واضحة بخصوص خطة التطوير، هل الحديقة هتزال أم سيتم رفع كفاءتها، لا نعرف".

وكان نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة علم قبل أيام أن تعليمات صدرت من إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، بناءً على توجيهات رئاسية، بإلغاء وعدم تجديد عقود حق الانتفاع بجميع أراضي طرح النهر من شبرا حتى حلوان.

وأضاف سلطان لـ المنصة "في كل الأحوال وأيًا كانت خطة التطوير، إحنا مش هنشوف زي الجهات السيادية، هم ليهم رؤيتهم وإحنا كجهة حكومية هنفذ القرارات السيادية، والحديقة مفتوحة وتستقبل زوارها حتى يصلنا قرار الإخلاء النهائي والكامل لها".

لكن مدير حديقة أم كلثوم هاني إبراهيم، الذي يتولي إدارتها منذ عشر سنوات، يقول "موقع الحديقة متميز، فهي بتطل على أوسع مكان في النيل، وواجهتها مميزة بتبص على حي الزمالك والنافورة وفندق سوفيتل، مساحتها 4 أفدنة، وشغال فيها 32 موظفًا غير العاملين باليومية في الكافيتريا ويصل عددهم لـ40 فردًا، ومتوسط عدد الزائرين 1000 زائر يوميًا".

وعبر إبراهيم عن حزنه ومخاوفه من احتمالات إزالة الحديقة "أنا في الحديقة منذ إنشائها عام 1997، وكل عود شجر زرعناه فيها بعتبره ابن من أبنائي، أعرف كل عُقلة زرع غرسناه فيها، وكوّنها فيها مشتل جميل يضم نباتات متنوعة وغالية، وبيغذي كل مشروع الحدائق المتخصصة البالغ عددها 32 جنينة".

"كلنا زعلانين، موظفين وجمهور بيتردد على الحديقة من 20 سنة من إزالة هذا المسطح الأخضر الذي يعتبر متنفس للناس في ظل غلق حديقتي الحيوان والأورمان، فهي تعتبر مكان عائلي محترم متنفس لمحدودي الدخل، لإن تذكرتها بسيطة 20 جنيه، وفيها كافيتريا ومنطقة ملاهي للأطفال، واستراحة لأهالي مرضى مستشفى القصر العيني يستخدموا خدماتها للصلاة ودخول الحمامات" يقول إبراهيم.

وناشد مدير الحديقة المسؤولين "يا ريت خطة التطوير تُبقي على وجودها كحديقة، وتظل في متناول محدودي الدخل، اللى ميقدرش يروح نادي أو يدخل كافيه مع أسرته في خروجة عادية لإنها هتكلفه ألف جنيه، جنينة أم كلثوم كانت بترحب بكل تجمعات المؤسسات الخيرية الأهلية، وتجمعات مرضى سرطان القصر العيني ومستشفى سرطان الأطفال للتخفيف عنهم، وتزورها مجموعات رحلات اليوم الواحد من الإسكندرية والمحافظات الأخرى".

في سياق متصل، تقدمت النائبة البرلمانية مها عبد الناصر بطلب إحاطة، السبت، إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الثقافة، بشأن القرار الخاص بسحب جميع أراضي طرح نهر النيل وما عليها من منشآت، والذي اعتبرته تناقضًا صارخًا مع شعارات الحكومة التي تتحدث عن أهمية التعليم والثقافة ودورهما في بناء مستقبل مصر.

وطالبت عبد الناصر بإعادة النظر في القرار "غير المدروس"، ومراعاة التفرقة ما بين الأراضي التي من الممكن سحبها والتي لا يمكن سحبها، قائلة "لا يجوز تحت أي سبب أو هدف أو غرض المساس بالمؤسسات التعليمية والثقافية بهذا الشكل المؤسف وغير المفهوم".

وسبق أن وقع عدد من الفنانين، على بيان، الأسبوع الماضي، لمناشدة رئيس الجمهورية بعدم هدم المؤسسات الثقافية والتدخل لوقف قرار هدم المسرح العائم في المنيل، الذي يشمله أيضًا القرار.