صفحة وزارة الثقافة على فيسبوك
وزير الثقافة أحمد هنو، 12 أكتوبر 2024

فنانون يحاولون إنقاذ المسرح العائم من قرارات الهدم.. و"الثقافة": لم نُبلغ رسميًا

هاجر عثمان
منشور الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

ناشد عدد من الفنانين المسرحيين الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لوقف قرار هدم المسرح العائم في المنيل، ضمن خطة للتطوير، في وقت نفت وزارة الثقافة وجود قرار رسمي بالهدم حتى اﻵن، إذ صرح الوزير أحمد هنو بأنهم لم يتلقوا إخطارًا رسميًا بذلك حتى الآن.

وفجرت الفنانة سميحة أيوب قضية هدم المسرح العائم مع الإعلامي عمرو أديب، أول أمس، مناشدة الرئيس بالتدخل لوقف الهدم، فيما أطلق أمس المخرج المسرحي تامر كرم مناشدة مماثلة على فيسبوك، تفاعل معها العديد من الفنانين. 

وقال كرم في البوست "أنا المواطن المصري أناشد سيادتكم بعدم هدم المؤسسات الثقافية المصرية، فلا يوجد بلد في العالم يقوم بهدم حضارته الثقافية وموروثه الثقافي مهما بلغ الأمر، فبدلًا من هدم المؤسسات يجب أن نعمل على تطويرها وأن تكون فاعلة لتحقق أهدافها التي أنشأت من أجله على مر العصور".

وأضاف كرم أن "هدم المسرح العائم أو أي مسرح أو دار للسينما هو جريمة أخلاقية وثقافية وتفتح الباب أمام التطرف الفكري، فكيف نقول إننا نحارب التطرف ونحن نقوم بهدم المؤسسات الثقافية العريقة والتي هي خط الدفاع الأول أمام كل أنواع التطرف".

من مسرحية "مرايا إليكترا"، أغسطس 2024

مسرحية تستعد للمغادرة

ويتأهب فنانو مسرحية "مرايا إلكترا" المعروضة حاليًا على المسرح العائم إلى مغادرة المسرح في أي لحظة والانتقال إلى مسرح آخر وفق مخرج المسرحية أيمن مصطفى، الذي قال لـ المنصة "علمنا منذ أسبوعين بوصول خطاب لرئيس قطاع الإنتاج الثقافي يُشير إلى موضوع إخلاء المسرح العائم، لكن لم يُحدَد بعد يوم الإخلاء، ربما اليوم أو غدًا، ولكن فور إبلاغنا بالموعد سنقوم بتفكيك ديكور المسرحية التي ولدت على خشبة المسرح العائم على مدار 39 ليلة عرض".

وأضاف مخرج مسرحية "مرايا إلكترا"، "ربما نذهب بإلكترا لمسرح السلام بشارع القصر العيني لأنه عرض يحتاج إلى خشبة مسرح كبيرة"، مشيرًا إلى أن "مدير المسرح العائم رافض حتى اﻵن إخلاء المسرح قبل وصول خطاب رسمي له بالإخلاء". وتابع "الفنانين مش مصدقين إنهم هيخلوا المسرح".

وتواصلت المنصة مع مدير المسرح العائم الفنان سامح بسيوني، لسؤاله عن القرار لكنه رفض التعليق.

وأضاف مصطفى أن أرض المسرح العائم لا تتبع ملكية وزارة الثقافة مثل مسرح السلام أيضًا، فالوزارة تستأجره من أكاديمية البحث العلمي، وقال إن "هذا سوء تخطيط منذ البداية، كدولة أو وزارة ثقافة لازم نمتلك مسارحنا وأصولنا بدل ما نواجه قرار حالي بإزالة المسرح العائم". وأضاف "الوزارة معندهاش دلوقتي إلا المسرح القومي والطليعة والبالون".

وأكد المخرج انزعاجه من فكرة هدم المسرح "أتمني كل ده يطلع هواجس والمسرح ميتهدمش، ويطلع قرار بتطويره أو بناء واحد تاني أكثر تطورًا".

ووقع عدد من الفنانين، صباح اليوم، على بيان لمناشدة رئيس الجمهورية بعدم هدم المؤسسات الثقافية. وقال مطلق البيان المخرج تامر كرم لـ المنصة "أطلقت البيان بشكل فردي كفنان منفعل بالقضية، ونأمل أن يصل صوتنا كفنانين لصناع القرار".

وأضاف "مش ممكن يبقى عندنا موروث ثقافي يمتد لـ7 آلاف سنة على جدران المعابد، ونيجي في هذا العصر نهدم مباني ثقافية، زي هدم سينما فاتن حمامة واستبدال عمارة بها، وهدم مسرح السلام بالإسكندرية الذي تحول إلى فندق".

وأشار كرم إلى أن المسرح العائم له مكانه "وعدى عليه رموز غير عادية، لن تتكرر مثل عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس".

وتابع "لو المسؤول معندوش وعي إن غلق مكان ثقافي يفتح بؤرة جديدة للإرهاب الفكري، فأنت محتاج حد يفهمك، فالسعودية جنبنا تبني مسارح وسينمات بعد سنوات من المعاناة مع التطرف الدينى، هل السعودية تبني ومصر تهد الآن المسارح؟!".

واستطرد كرم "لو القيادات الموجودة دلوقتي على رأس وزارة الثقافة زي الوزير وخالد جلال القائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي، اتهد المسرح ومقدموش استقالاتهم فهم مشاركين في هذه الجريمة".

رد "الثقافة"

وقال وزير الثقافة أحمد هنو للمصري اليوم إنه لا يوجد أي قرار بإزالة المسرح العائم حتى الآن، مؤكدًا أنه لم يتم إخطار الوزارة رسميًا بالمخطط الحضري لمنطقة المنيل.

وأضاف هنو "هناك خطة تنسيقية بين عدد من المؤسسات التنفيذية المسؤولة عن مشروع تطوير منطقة المنيل التابعة لمحافظة القاهرة، إلا أن هذا المخطط لم يعرض على الوزارة حتى الآن".

وتابع أنه "لا نعرف هل من المخطط إزالة المسرح أم سيتم تعديل مكانه أم سيتم إزالته ثم إعادته لمكانه مرة أخرى أم سيتم ترحيله لمكان آخر، وبالتالي ليس لدينا رأي كامل حول مكانه في مخطط المنطقة".

وأكد الوزير أن "وزارة الثقافة مهتمة بوجود المسرح في مكانه الحالي في قلب النيل وهذه منصة تفاعلية مسرحية مهمة وفريدة".

في سياق متصل، عبّرت الفنانة ماجدة منير عن حزنها مما يُثار حول هدم المسرح العائم، قائلة لـ المنصة "أي خبر عن بيع أصول في مصر بيقهرني، فكمان داخلين على الفن والثقافة بهدم بمسارح الدولة التى تمثل منارات للتوعية".

وتساءلت منير "إزاى نتخلص من مسرح بهذه القيمة التاريخية العريقة وقف عليه نجوم كبار، وبأي وسيلة هننشر الثقافة ونوعي الناس ونرتقي بمشاعرهم إزاي، أما إحنا كدولة بنهدم سينمات ومسارح ونطلع بدل منها مولات وكافيهات وأبراج".

 وتعود نشأة المسرح العائم إلى خمسينيات القرن الماضي، وكان عبارة عن عوامة متحركة، كخشبة مسرح متنقلة بين كل محافظات مصر المطلة على النيل، لتقديم العروض المسرحية، بحيث تعود العوامة بعد الانتهاء من رحلتها إلى مقرها مكان "المسرح العائم".