اجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار مع كبار قادة الحركة على مدى أكثر من عامين، للتخطيط "لما كانوا يأملون أن يكون الهجوم الأكثر تدميرًا وزعزعةً للاستقرار في إسرائيل"، وفق وثائق عثر عليها جنود إسرائيليون في غزة، ونشرتها أمس نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
وحسب واشنطن بوست، تتضمن الوثائق خطة محتملة لحماس أكبر بكثير من هجوم طوفان الأقصى، وتظهر كيف أراد قادة الحركة الحصول على أموال وتدريب من إيران.
"وقبل سنوات من هجوم طوفان الأقصى خطط قادة حماس لموجة أكثر فتكًا من الهجمات ضد إسرائيل، التي ربما تشمل إسقاط ناطحة سحاب في تل أبيب على غرار هجمات 11 سبتمبر في أمريكا، بينما كانوا يضغطون على إيران للمساعدة في تحقيق رؤيتهم في القضاء على الدولة اليهودية"، وفقًا للوثائق.
وتشير الوثائق، التي يقول مسؤولون إسرائيليون، لم تسمهم واشنطن بوست، إنه تم العثور عليها في مراكز قيادة حماس، إلى "التخطيط المسبق لهجمات باستخدام القطارات والقوارب وحتى العربات التي تجرها الخيول، مع استدراج الجماعات المسلحة المتحالفة لشن هجوم مشترك ضد إسرائيل من الشمال والجنوب والشرق".
وتشمل الوثائق عرضًا توضيحيًا مفصلًا يشرح الخيارات المحتملة للهجوم، فضلًا عن رسائل من حماس إلى كبار قادة إيران في عام 2021، تطلب مئات الملايين من الدولارات لتمويل وتدريب 12 ألف مقاتل إضافي من حماس. ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران على علم بوثيقة التخطيط أو ردت على الرسائل.
وتمثل الصفحات الـ59 من الوثائق، "جزءًا ضئيلًا من آلاف السجلات" التي يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه صادرها منذ بدء العدوان البري على غزة، الذي راح ضحيته حتى الآن وفق الإحصاءات الرسمية أكثر من 42 ألف قتيل.
وفي الوثائق المكتوبة عام 2021، وجه يحيى السنوار، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس حماس في غزة، نداءً قويًا إلى العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين للحصول على دعم مالي وعسكري إضافي، متعهدًا أنه "بدعم من إيران يمكنه تدمير إسرائيل بالكامل في غضون عامين".
وتظهر الوثائق إصرار السنوار على إقناع حلفاء حماس، إيران وحزب الله، بالانضمام إلى العملية، أو على الأقل الالتزام بخوض معركة أوسع مع إسرائيل، حال شنت الحركة هجومًا مفاجئًا عبر الحدود.
"نعدكم بأننا لن نضيع دقيقة أو فلسًا واحدًا ما لم يكن ذلك كافيًا لتحقيق هذا الهدف المقدس"، هذا ما جاء في رسالة صدرت في يونيو/حزيران 2021، تحمل توقيعات واضحة من السنوار وخمسة مسؤولين آخرين من حماس.
واعتبرت نيويورك تايمز تلك الوثائق بمثابة "اختراق" في فهم ما كان يدور داخل الحركة، تظهر جهودًا واسعة لخداع إسرائيل، وتوفر سياقًا أكبر لواحدة من اللحظات الأكثر أهميةً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
وقامت نيويورك تايمز بتقييم مدى مصداقية الوثائق من خلال مشاركة بعض مضمونها مع أعضاء في حماس وخبراء مقربين منها، ناقلة عن صلاح الدين العواودة، وهو عضو في الحركة ومقاتل سابق في جناحها العسكري وهو الآن محلل مقيم في إسطنبول، قوله إنه "كان على دراية ببعض التفاصيل المذكورة في الوثائق".
وأشار إلى أن فكرة الاحتفاظ بالملاحظات بشكل منظم تتماشى مع ممارسات الحركة، كما أكد محلل فلسطيني مطلع على آليات "حماس" الداخلية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بعض التفاصيل الواردة في الوثائق.
وقالت بعثة إيران، في بيان نشرته نيويورك تايمز، إن "كل التخطيطات وعمليات اتخاذ القرار والتوجيه تم تنفيذها من قبل الجناح العسكري لحماس في غزة، وأي ادعاء يحاول ربط الأمر بإيران أو حزب الله، بشكل جزئي أو كلي، يفتقر إلى المصداقية ويأتي من وثائق ملفقة".
ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في وقت تدرس فيه إسرائيل توجيه ضربة انتقامية محتملة لإيران بعد إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على تل أبيب في أول أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قالت إنه جاء ردًا على اغتيال أمين حزب الله حسن نصر الله في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس مكتب حماس إسماعيل هنية في طهران، يوليو الماضي.