حصل الكاتب والناشط المصري البريطاني المسجون علاء عبد الفتاح على لقب "كاتب الشجاعة" لعام 2024، الذي تمنحه منظمة القلم الدولية، بعدما اختارته الكاتبة الهندية البريطانية أرونداتي روي، الحاصلة على جائزة PEN pinter، لمناصفته إياها.
وتُمنح الجائزة عادةً لكاتب ينشط في الدفاع عن حرية التعبير، وغالبًا ما يكون معرضًا لخطر كبير يهدد سلامته وحريته، ليتقاسم جائزة PEN Pinter مع الفائز بها.
واختارت الكاتبة الهندية الحاصلة على جائزة البوكر عام 1997 عن روايتها "إله الأشياء الصغيرة"، عبد الفتاح؛ لمشاركة الجائزة معه هذا العام، وفق PEN English.
وخلال حفل أقيم في المكتبة البريطانية في لندن، مساء الخميس، قالت الكاتبة الهندية، بعدما أعلنت التبرع بنصيبها من قيمة الجائزة لصندوق إغاثة أطفال فلسطين، إنها أرادت تقاسم جائزتها مع عبد الفتاح "لنفس السبب الذي دفع السلطات المصرية إلى إبقائه في السجن لمدة عامين آخرين بدلًا من إطلاق سراحه الشهر الماضي. لأن صوته جميل بقدر خطورته. ولأن فهمه لما نواجهه اليوم حاد مثل حد الخنجر".
وتتلخص أزمة عبد الفتاح في احتساب السلطات مدة تنفيذه للعقوبة ابتداءً من تاريخ تصديق الحاكم العسكري على الحكم، بوصفه صادرًا من محكمة أمن دولة طوارئ، في 3 يناير/كانون الثاني 2022، دون احتساب مدة الحبس الاحتياطي التي سبقت ذلك التاريخ بأكثر من سنتين، حيث ألقي القبض عليه يوم 28 سبتمبر/أيلول 2019 من أمام قسم الدقي فور خروجه من ديوان القسم في السادسة صباحًا، حسبما أوضح محاميه خالد علي لـ المنصة في وقت سابق.
وتواجه الكاتبة الهندية البريطانية أرونداتي روي تهديدات هي الأخرى في بلادها بالملاحقة القضائية، وفي 14 يونيو/حزيران الماضي، أصدر المسؤولون في دلهي أمرًا بمحاكمة روي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الصارمة في الهند، بسبب تعليق أدلت به في عام 2010، مفاده أن منطقة كشمير المتنازع عليها لم تكن أبدًا جزءًا لا يتجزأ من الهند، وفق الجارديان.
وتسلمت رئيسة تحرير مدى مصر لينا عطا الله الجائزة نيابة عن عبد الفتاح، وحسب PEN English، قالت عطا الله خلال الحفل "بالنسبة لنا نحن المنخرطين في البحث عن الحقيقة، من خلال الكتابة أو الصحافة أو غير ذلك من السبل، فإن شجاعة علاء تكمن في مكان ما هناك. إنها، كما قال برتولت بريشت (كاتب مسرحى وشاعر ألماني) في تجمع مناهض للفاشية، شجاعة الاعتراف بالحقيقة عندما تكون مخفاة، ومهارة تحويلها إلى شيء يمكننا المحاربة به، والدهاء في العثور على من نضعها بين أيديهم وننشرها لهم".
"في كتاباته؛ مقالات الصحف، ومنشورات السوشيال ميديا، ورسائل السجن، كان علاء يجد الحقيقة في اللغة ومن خلالها؛ وكان يفعل ذلك دائمًا ليس كعمل تأملي يخدِم الذات، لكن كدعوة للتعلم والتفكير والمضي قدمًا" حسبما قالت عطا الله، مضيفة "في السجن، أصبحت كتاباته جسدًا هاربًا من محبسه الذي يمثل الجانب الأدنى تمامًا من إدارة الدولة. كانت هذه هي سياسات كتاباته التي تستحق هذا التقدير".
ومن جانبها، قالت الكاتبة الأمريكية نعومي كلاين، التي تحدثت أيضًا في الحفل "يجسد علاء عبد الفتاح الشجاعة التي لا هوادة فيها، والعمق الفكري الذي تمثله أرونداتي روي نفسها بقوة، مما يجعل اختيارها له ككاتب شجاع مناسبًا للغاية".
وأواخر الشهر الماضي، رفضت النيابة العامة رسميًا الطلب المقدم من أسرة علاء عبد الفتاح، للإفراج عنه لانتهاء مدة الخمس سنوات المحكوم بها عليه من محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بتهمة نشر أخبار كاذبة، بعدها أعلنت والدته الدكتورة ليلى سويف دخولها في إضراب كلي عن الطعام حتى يتم الإفراج عن نجلها.
ويتعرض عبد الفتاح "لتنكيل وقهر وتلاعب بالنصوص القانونية"، حسبما قال محاميه خالد علي لـ المنصة في تصريحات سابقة، في ظل عدم احتساب النيابة سنتين قضاهما في الحبس الاحتياطي، وهو ما سيؤخر الإفراج عنه ليكون في يناير/كانون الثاني 2027، بدلًا من انتهائها اليوم الموافق 29 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتنص المادة 482 من قانون الإجراءات الجنائية على أن مدة العقوبة المقيدة للحرية تبدأ "من يوم القبض على المحكوم عليه بناءً على الحكم الواجب التنفيذ، مع مراعاة إنقاصها بمقدار مدد الحبس الاحتياطى ومدة القبض"، فيما تنص المادة 484 من القانون نفسه على أنه "يكون استنزال مدة الحبس الاحتياطي عند تعدد العقوبات المقيدة للحرية المحكوم بها على المتهم من العقوبة الأخف أولًا".