تصوير إيناس مرزوق لـ المنصة
نقيب الصحفيين خالد البلشي

البلشي لصحفيي المواقع: القيد بجدول الانتساب هو ما أملكه الآن

محمد نابليون
منشور الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - آخر تحديث الأربعاء 2 أكتوبر 2024

وعد نقيب الصحفيين خالد البلشي صحفيي المواقع المتضررين من نصوص قانون نقابة الصحفيين التي تقصر القيد الفعلي بها على صحفيي الجرائد الورقية، بثلاثة وعود تضمنت إقراره بأحقيتهم في التمتع بالحماية النقابية، مؤكدًا سعيه لقيدهم بالنقابة عبر جدول الانتساب.

ودعا البلشي صحفيي المواقع خلال جلسة جمعته بعدد منهم داخل نقابة الصحفيين، السبت الماضي، لحضور جلسات المؤتمر السادس للصحافة المزمع عقده قريبًا لمناقشة الأمر وتفعيله.

واجتمع البلشي مع صحفيي المواقع بناء على دعوة وجهها النقيب لهم، حضرها رئيس لجنة القيد هشام يونس، وعضو لجنة الحريات والتشريعات بمؤتمر الصحافة محمد بصل، فضلًا عن ممثلين لصحفيي المواقع، من بينهم الصحفي ماجد عاطف(*).

في السياق، قال ماجد عاطف لـ المنصة إن اللقاء شهد تأكيدًا من البلشي على أحقية صحفيي المواقع في الحماية النقابية "ودا كلام عاقل جدًا ومتزن"، بالإضافة إلى تأكيده على رغبته في حل أزمتهم عبر تفعيل نصوص لائحة القيد التي تتيح لهم القيد بجدول الانتساب، فضلًا عن دعوتهم لحضور فعاليات المؤتمر السادس للصحافة المقرر تنظيمه، والذي سيشمل جلسات نقاش لمناقشة قصة الانتساب.

لكن عاطف أكد أنه "منعًا للمزايدات فإن من حضروا اللقاء من صحفيي المواقع لا يمثلون جموع الصحفيين بالمواقع الإلكترونية ولا يمثلون إلا أنفسهم"، لافتًا إلى تلقيه انتقادات عقب اللقاء من زملاء له في المواقع الإلكترونية يتهموا من حضر لقاء النقيب "ببيع القضية وتسويتها مع النقابة بموافقتهم على خيار القيد بجدول الانتساب".

وهنا توقف عاطف ليؤكد وجود وجهتي نظر حاليًا يتبناهما فريقان من صحفيي المواقع، إحداهما يرى أصحابها أحقيتهم في العضوية الكاملة بالنقابة، مؤكدًا عدم موافقتهم على القيد بجدول الانتساب بوصفه لا يمنحهم هذا الحق، مضيفًا "وفيه مجموعة تانية شايفه إنه لأ نص العمى ولا العمى كله وخلينا في الانتساب".

وردًا على تلك الانتقادات، قال نقيب الصحفيين خالد البلشي إن طرحه خيار قيد صحفيي المواقع بجدول الانتساب يرجع إلى محاولته البحث عن مخارج مختلفة لحل أزمة قيدهم، لافتًا إلى أن أول هذه المخارج هو فتح الباب أمام قيدهم بجدول الانتساب، لا سيما وأن قانون النقابة يسمح بأن يقيد بهذا الباب كل من يمارس أعمال لها علاقة بالصحافة.

وأضاف البلشي لـ المنصة أن هذا المخرج يسهل اتخاذه من خلال قرار مجلس النقابة، كخطوة أولى لحل الأزمة، في ظل صعوبة إقرار القيد العادي لصحفيي المواقع الذي يحتاج تعديلات تشريعية ورؤية مختلفة.

ويتفق عاطف مع ما ذهب إليه البلشي بشأن صعوبة إقرار القيد العادي لصحفيي المواقع في الوقت الحالي، بقوله "تعديل القانون عملية مش سهلة".

وتابع البلشي "قدمت لمجلس النقابة مقترحًا حول كيفية فتح باب الانتساب تضمن قواعد لمنع دخول منتحلي الصفة تشمل تقديم الصحفي إثبات أنه يمارس العمل الصحفي الحقيقي من خلال فترة أرشيف ممتدة وغيره"، مردفًا بقوله "فتح باب الانتساب هو ما أملكه الآن".

ومع تفهم البلشي لانتقادات بعض صحفيي المواقع لمقترحه، إلا أنه أكد "إحنا نقابة أعلنت من اللحظة الأولى أنها منحازة لكم، فكرة بقى إنكم تتخانقوا معانا على الفيسبوك.. حقكم، لكن إحنا فتحنا الباب من أول دقيقة لكل غير النقابيين بالدخول للمكان اللي كان مقفول في وشهم، ومفيش كشف بيطلع لإطلاق سراح محبوسين إلا وفيه صحفيين غير نقابيين، ومفيش قضية بتتعلق بالفصل أو غيره بنفرق فيها ما بين نقابي وغير نقابي".

واعتبر البلشي مقترحه فرصة أمام الجميع، مؤكدًا أن هذا الإجراء لا يمثل فقط مجرد انحياز لرؤية نقابية تقف في صف صحفيي المواقع، وإنما يمثل انحياز للمهنة نفسها لأن هؤلاء هم مستقبل المهنة، "أنا علشان أشغل الناس لازم يبقى فيه سوق عمل مفتوح، ودلوقتي مافيش سوق غير المواقع الإلكترونية اللي ممكن تكسب وتنمو شوية لغاية ما نحل أزمة الصحافة بشكل عام، في الوقت اللي فيه سوق الصحافة الورقية بعافية شوية نتيجة لأسباب لها علاقة بالمحتوى أو طول المدة التي تنتج فيها الصحافة الورقية، فضلًا عن منظومة التوزيع اللي اضربت، وبالتالي لغاية ما تصلح التفاصيل دي تغض الطرف عن تطور المهنة عمومًا".

وحول المزايا النقابية لصحفيي المواقع من الالتحاق بجدول الانتساب، قال البلشي إنها تشمل مد مظلة الحماية النقابية لهم بما يتيح التدريب في النقابة وفقًا لقواعد التدريب المعمول بها، عوضًا عن الحصول على بعض الميزات كالحصول على كارنيه يتيح لهم الاستفادة من مشروع العلاج بأسعار النقابة "الأهم هو امتلاكه كارنيه من نقابة الصحفيين بيقول إنه بيمارس عمل صحفي، مش هي دي الأزمة الرئيسية ولا فيه أزمة تانية؟!".

وحول المميزات الأخرى التي يحصل عليها الصحفيين المقيدين بجداول تحت التدريب والمشتغلين ومنها بدل التكنولوجيا، قال البلشي "دي محتاجة تعديل تشريعي أو تقديم رؤية مختلفة ودي علينا أن نجتهد فيها جميعًا".

ويتوقف البلشي مجددًا للرد على وجهات النظر المناهضة لذلك التصور ويقول "حقهم يحلموا للآخر، وأنا في الآخر منوط بيا تنفيذ القانون مهما كانت رؤيتي الخاصة بصفتي رجل حامي قانون النقابة وحامي تطبيقه، لكن كمان من مصلحتي مد الحماية النقابية لكل من يمارس المهنة لأن ده هيقفل الباب كمان قدام الدخلاء الحقيقيين من يشوهون الصورة بجد".

كان صحفيو المواقع الإلكترونية طالبوا في يوليو/تموز الماضي، بالقيد في جداول المشتغلين بنقابة الصحفيين، وأكد البلشي أنه حق مشروع لهم، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قررت نقابة الصحفيين فتح نقاش حول مشاكل القيد في جداول النقابة، من بينها قيد صحفيي المواقع الإلكترونية.

ويعرِّف قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970 الصحفي المشتغل المستحق للقيد بالنقابة بوصفه "من باشر بصفة أساسية ومنتظمة مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية تطبع في الجمهورية العربية المتحدة أو وكالة مصرية أو أجنبية تعمل فيها، وكان يتقاضى عن ذلك أجرًا ثابتًا بشرط ألا يباشر مهنة أخرى".


(*)نشرنا بالخطأ في نسخة سابقة من الخبر أن من بين الحاضرين للجلسة أدمن جروب الصحفيين الإلكترونيين على فيسبوك هبة الحنفي، وتم التعديل لمراعاة الدقة.