قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيتر ليرنر، إن "الجيش يستعد لعمليات برية محتملة في لبنان، لكنه لن ينفذها إلا إذا لزم الأمر"، في وقت دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس مجددًا إلى ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان، بعدما رفضت تل أبيب مقترحًا أمريكيًا أوروبيًا لوقف الحرب لمدة 21 يومًا.
وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ CNN، إلى أن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي تحدث مع قوات الاحتياط في وقت سابق من هذا الأسبوع حول خيار العمليات البرية في لبنان.
ونقلت CNN عن مسؤول أمريكي وصفته بأنه كبير، قوله إن الولايات المتحدة تتوقع توغلًا بريًا محدودًا في لبنان في ظل تحريك إسرائيل قواتها إلى الحدود الشمالية، لكنه أضاف "لا يبدو أن تل أبيب اتخذت قرارًا بشأن تنفيذ هذا التوغل".
وردًا على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان أمرًا حتميًا، قال الرئيس الأمريكي، في تصريح نقلته سكاي نيوز عربية، "حان الوقت لوقف إطلاق النار".
يأتي هذا في وقت زادت فيه الغارة الإسرائيلية التي قتلت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله "التوتر" بين إدارة بايدن، وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب نيويورك تايمز.
وكان حزب الله أكد اغتيال أمينه العام أمس، بعد نحو 21 ساعة من قصف جيش الاحتلال مقر القيادة المركزي للحزب بكمية ضخمة من المتفجرات.
ووصف بايدن قتل نصر الله بأنه "إجراء عادل" من أجل الكثير من ضحاياه، وقال إن الولايات المتحدة تدعم تمامًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المدعومة من إيران.
وذكرت نيويورك تايمز أن البيت الأبيض لم يبدِ حزنًا على مقتل نصر الله، لكن تجاهل نتنياهو للمقترح الأمريكي الأوروبي لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يومًا، زاد مخاوف المسؤولين الأمريكيين من "حرب أوسع نطاقًا قد تبتلع المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل نفذت عمليتها الأخيرة في لبنان دون إخبار أمريكا وهو ما أغضب البيت الأبيض، موضحة أن بايدن رفض الخطة الإسرائيلية لاغتيال نصر الله عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول، خوفًا من إشعال حرب إقليمية، وطلب منه التوقف عن تنفيذ الهجوم وقتها.
وكانت إسرائيل رفضت الخميس الماضي، مقترحًا أمريكيًا أوروبيًا لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال، سنواصل القتال ضد حزب الله بكل قوتنا حتى تحقيق النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم"، وفق رويترز.
وقال نتنياهو، السبت، إن المهمة في لبنان لم تنته باغتيال نصر الله، معتبرًا أن العملية كانت ضرورية "لتحقيق التوازن في الشرق الأوسط"، مضيفًا "نحن مصممون على مواصلة ضرب أعدائنا"، حسب الشرق.
وزعم نتنياهو "عندما يتأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أن حزب الله لن يأتي لإنقاذه، تزيد احتمالية استعادة المحتجزين"، مدعيًا أن الاغتيال سيدفع إلى عودتهم من قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما واصل جيش الاحتلال غاراته على مختلف المناطق اللبنانية، إذ قصف الطيران الإسرائيلي المنطقة بين بلدتي دير عامص والبياض في القطاع الغربي، فيما قصفت المدفعية بلدتي كفر شوبا وكفر كلا في الجنوب فجر اليوم، بخلاف غارات شنها الاحتلال على منطقة بعلبك في البقاع قرب الحدود اللبنانية السورية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 33 شخصًا وإصابة 195 آخرين جراء قصف العدوان الإسرائيلي على المناطق اللبنانية المختلفة أمس.
في المقابل، أعلن حزب الله اللبناني، مساء أمس، عبر قناته على تليجرام، إطلاق صواريخ بعيدة المدى من لبنان باتجاه منطقة القدس، حيث دوت صافرات الإنذار في القدس، كما وجه عشرات الصواريخ إلى مستوطنات كابري وساعر وروش بينا ومستوفا ومعالوت وكتسرين وقاعدة ومطار رامات ديفيد وتحرك جنود في موقع الصدح.
من ناحيتها، طالبت بعثة إيران في هيئة الأمم المتحدة، أمس، مجلس الأمن، بعقد جلسة لمناقشة التحركات الإسرائيلية في لبنان وفي أنحاء المنطقة، محذرة من أي هجوم على مقارها الدبلوماسية أو مبعوثيها.
وأكدت البعثة أن طهران لن تتردد في ممارسة حقوقها المتأصلة بموجب القانون الدولي، في اتخاذ كافة التدابير للدفاع عن مصالحها الوطنية والأمنية الحيوية.
ولم تنفذ إيران تهديدها بالرد على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي،
في سياق متصل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي برئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، مساء السبت، دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة، السفير أحمد فهمي.
وشدد السيسي على ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة، منوهًا بأن عدم اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك. كما وجه السيسي بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري.
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله.