ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، المتواصل منذ أمس، إلى 492 قتيلًا، بينهم 35 طفلًا و58 امرأة و1645 مصابًا، وفق وكالة الأنباء اللبنانية، وسط موجة نزوح كبيرة من الجنوب، في وقت صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وفق ما نقلته وكالة معا الفلسطينية.
وقصف حزب الله اللبناني منذ أمس وحتى صباح اليوم، عدة أهداف إسرائيلية، من بينها قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية ومطار مجيدو العسكري غرب العفولة وقاعدة عاموس وهي القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، "لدي رسالة للشعب اللبناني إن حرب إسرائيل ليست معكم. إنها مع حزب الله"، وفق سكاي نيوز.
وأضاف نتنياهو أن حزب الله "استخدمكم لفترة طويلة كدروع بشرية. لقد وضع صواريخ في غرف معيشتكم وصواريخ في مرآبكم. من فضلكم، ابتعدوا عن الأماكن التي قد تتعرض للأذى الآن".
في غضون ذلك، أعلن البنتاجون، أمس، إرسال عدد صغير من العسكريين الأمريكيين إلى الشرق الأوسط لـ"زيادة القوات الموجودة بالفعل في المنطقة"، حسب CNN.
وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك رايدر "في ضوء التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، ومن باب الحيطة والحذر، فإننا نرسل عددًا صغيرًا من العسكريين الأمريكيين الإضافيين، لزيادة قواتنا الموجودة بالفعل في المنطقة، ولكن لأسباب أمنية عملياتية".
ورفض رايدر الإفصاح عن عدد القوات التي تم نشرها، وأين تم إرسالها، وما هي القوات التي تعمل فيها.
وتتمركز مدمرات أمريكية في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة، وفق الحدث وسكاي نيوز.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية وصول حاملة الطائرات يو إس إس إبراهام لينكولن والمدمرات المرافقة لها إلى الشرق الأوسط.
وانتقدت دول عدة الهجوم الإسرائيلي المكثف على لبنان، وحذروا من اندلاع حرب أوسع، وأدانت مصر التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مؤكدة في بيان لوزارة الخارجية، أمس "رفضها التام لأي انتهاكات السيادة لبنان وأراضيه".
وعبرت الإمارات عن "قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة"، داعية إلى "تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء"، وفق بيان الخارجية.
وحذرت السعودية من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها، قائلة في بيان إن "المملكة تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها".
كما أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات الغارات والعمليات الإسرائيلية الموسعة ضد لبنان. وقال الأمين العام أحمد أبو الغيط إنه "لا بد من التحرك الآن لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي، إذ لا يمكن تكرار مأساة غزة في لبنان".
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس، إن إسرائيل تسعى إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، ونصب "فخاخ" لجر طهران إلى صراع.
وصرح مسعود بزشكيان لنحو 20 من ممثلي وسائل الإعلام بأن إيران لا تريد أن تشهد توسع الحرب الحالية في غزة، وتوسيع نطاق القصف الجوي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حسب سكاي نيوز.
وتتصاعد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب خلال اليومين الماضيين، بداية من هجوم بيجر/pager، الأسبوع الماضي، الذي استهدف أجهزة اتصال بتقنيات قديمة يستخدمها حزب الله، وحتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الجمعة، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، والذي يوصف أنه كان الرجل الثاني في حزب الله.