قُتل أكثر من 100 لبناني جراء الهجمات المتواصلة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، في وقت قال جيش الاحتلال إنه نفذ أكثر من 300 ضربة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية اليوم "أدت، حتى إصدار هذا البيان، إلى 100 شهيد وأكثر من 400 جريح، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وتقفز أعداد القتلى سريعًا في مؤشر على ضخامة الهجوم، إذ قدرت الوزارة في بيان أول، صباح اليوم، القتلى بـ50 قتيلًا، قبل أن يرتفع العدد إلى 100 في غضون ساعات.
يأتي ذلك وسط موجة نزوح من الضاحية الجنوبية تحت القصف، حيث تلقى مواطنون، صباح اليوم، مكالمات من إسرائيل تطالبهم بالرحيل، وفق CNN.
وقالت وكالة الأنباء الوطنية إن لبنانيين تلقوا "رسائل هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها العدو الإسرائيلي، تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعًا، وذلك في إطار الحرب النفسية التي يعتمدها العدو".
وأشارت الوكالة إلى أن من بين من تلقوا أوامر الإخلاء "مكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري"، حيث دعا خلاله جيش الاحتلال "عبر المجيب الآلي إلى إخلاء المبنى".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري طلب من سكان القرى اللبنانية "المغادرة فورًا"، حفاظًا على سلامتهم.
وقال هاجاري، خلال مؤتمر صحفي اليوم، "إلى سكان القرى في لبنان، في الفترة المقبلة سنهاجم أهدافًا إرهابية في لبنان". وأضاف "كل من يتواجد قرب منازل أو منشآت يخفي حزب الله داخلها أسلحته، نحن ندعوكم للابتعاد عنها فورًا. حزب الله يعرضكم ويعرض عائلاتكم للخطر".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منشرة عبر السوشيال ميديا زحامًا واختناقا مروريًا في شوارع عدد من القرى والبلدات اللبنانية التي تتعرض لهجمات إسرائيلية، جنوب لبنان، مع أنباء عن فتح المدارس في بيروت لاستقبال النازحين، حسب سكاي نيوز.
وقدر جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على لبنان بالمئات، قائلًا، في بيان اليوم، إنه استهدف حتى الآن أكثر من 300 هدف لحزب الله اللبناني، حسب سكاي نيوز. وأفادت مصادر لبنانية، وفق الموقع نفسه، بأن إسرائيل شنت غارات جوية على أكثر من 50 بلدة لبنانية في الساعات الأخيرة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في تصريحات لـ الحرة، الاثنين "نستعد لكل السيناريوهات في لبنان، بما فيها الاجتياح البري"، معتبرًا أن إسرائيل "لم تختر الحرب، بل حزب الله هو الذي اختارها".
وأضاف أدرعي أن حزب الله "يستخدم بيئته المدنية لاستهداف إسرائيل"، معلنًا أن الجيش سينفذ غارات واسعة النطاق على قرى لبنانية، وسيتم قصف "بيوت ومبانٍ مدنية يستخدمها حزب الله لإخفاء أسلحته.
من جانبه، حث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، الأمم المتحدة، على الضغط على إسرائيل لوقف "العدوان" على بلاده، محذرًا من "حرب إبادة" على لبنان.
وقال ميقاتي أمام مجلس الوزراء إن إسرائيل تخطط "لتدمير القرى والبلدات اللبنانية"، وطلب تدخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة و"الدول المؤثرة"، حسب CNN.
وتتصاعد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب خلال اليومين الماضيين، بداية من هجوم بيجر/pager، الأسبوع الماضي، الذي استهدف أجهزة اتصال بتقنيات قديمة يستخدمها حزب الله، وحتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الجمعة، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، والذي يوصف أنه كان الرجل الثاني في حزب الله.