موقع حركة حماس
يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

تجنبًا لاغتياله.. السنوار يستخدم رسائل مشفرة ووسائل اتصالات منخفضة التقنية

قسم الأخبار
منشور الاثنين 16 سبتمبر 2024

يتجنب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار "إلى حد كبير" إجراء المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تتبعها "وبدلًا من ذلك يستخدم نظامًا معقدًا من الرسائل والرموز والمذكرات المكتوبة بخط اليد، التي تسمح له بتوجيه عمليات حماس، حتى أثناء الاختباء في الأنفاق"، وفق وول ستريت جورنال.

وقالت الصحيفة الأمريكية "كان من الممكن أن يكون السنوار ميتًا الآن لولا وجود نظام اتصالات منخفض التقنية، تم تطويره أثناء الفترة التي قضاها في السجون الإسرائيلية".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن وسطاء، قالت إنهم عرب لكن لم تسمهم، إن رسائل السنوار تكتب بخط اليد، وتمرر إلى عضو موثوق في حماس، لينقلها عبر سلسلة من السعاة "بعضهم من المدنيين، وغالبًا ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة باختلاف المستلمين والظروف والأوقات، بناءً على نظام طوره السنوار وسجناء آخرون أثناء وجودهم في السجون الإسرائيلية".

"قتل السنوار أو أسره يشكل نصرًا كبيرًا لإسرائيل، ويجعل الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 شهرًا أقرب إلى النهاية" حسب وول ستريت جورنال، التي قالت إنه حتى مع السيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة لم تتوفر لتل أبيب معلومات حول مكان مهندس "طوفان الأقصى".

ولم يظهر السنوار علنًا منذ بدء الحرب في الخريف الماضي، حسب الصحيفة الأمريكية، التي نقلت عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، اعتقادهم أنه مختبئ في غزة.

وحسب وول ستريت جورنال، أصبحت أساليب الاتصال التي يستخدمها السنوار "أكثر احتراسًا وتعقيدًا"، وقارنت بينه وبين زملائه رفيعي المستوى الذين عثرت عليهم إسرائيل وقتلهم، في إشارة إلى نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، الذي اغتالته مسيَّرة إسرائيلية، يناير/كانون الثاني الماضي، في لبنان.

وقال الرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية مايكل ميلشتاين "أنا متأكد تمامًا أن هذا هو أحد أسباب عدم عثور الجيش الإسرائيلي عليه"، في إشارة إلى نظام الاتصالات الذي يتبعه السنوار. 

الوسطاء العرب قالوا لوول ستريت جورنال إن "السنوار تحول بشكل كامل تقريبًا إلى الرسائل المكتوبة بخط اليد والتواصل الشفهي بعد وفاة العاروري، وفي بعض الأحيان اعتمد على التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين".

وأعقبت وفاة العاروري عدد من عمليات القتل الأخرى لكبار المسؤولين في حماس وحزب الله، إذ اغتيل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، يوليو/تموز الماضي، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.

وفي الشهر نفسه، قَتلت إسرائيل القيادي العسكري البارز في حزب الله ورئيس المنظومة الاستراتيجية فؤاد شكر، خلال هجوم استهدف ضاحية بيروت الجنوبية.

وتقول منظمة The International Crisis Group، المستقلة، التي تعرف نفسها بأنها تعمل على منع الحروب وتشكيل السياسات التي من شأنها بناء عالم أكثر سلامًا، إن السنوار عاد إلى أساليب حماس القديمة.

ويعود نهج السنوار البدائي في مجال الاتصالات إلى النظام الذي استخدمته حماس في سنواتها الأولى الذي تبناه زعيم حماس عندما سجن في 1988، وفقًا لخبراء في المنظمة.

وقال الخبراء، الذين لم تسمهم وول ستريت جورنال، "قبل أن يتم سجنه، أسس السنوار شرطة الأمن الداخلي التابعة لحماس، التي تسمى مجد، والتي طاردت المتعاونين المشتبه بهم، وكانت نشطة في السجون الإسرائيلية. مجد جندت عملاء داخل السجن وأسمتهم السواعد، ووزعت رسائل مشفرة من قسم إلى آخر، وفقًا لكتاب (ابن حماس) الذي ألفه عميل سابق في الحركة تحول إلى جاسوس إسرائيلي (تقصد الفلسطيني مصعب حسن يوسف، ابن القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف، وهو جاسوس سابق لدولة إسرائيل)".

والشهر الماضي أعلنت حركة حماس تعيين السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لإسماعيل هنية، ما اعتبره رئيس الأركان الإسرائيلي جادي إيزنكوت وقتها يلغي التمييز بين المستوى السياسي والمستوى العسكري في نظر إسرائيل.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ346، الذي راح ضحيته 41 ألفًا و226 قتيلًا، و95 ألفًا و413 مصابًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وسبق وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين في عملية طوفان الأقصى وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأولين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف، وفق الجزيرة.

وقالت كتائب القسام إن عدد المحتجزين لديها بين 200 إلى 250، وإن عشرات المحتجزين فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي. 

ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أكد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف باسم أبو عبيدة، أن "مصير العديد من الأسرى الإسرائيليين في غزة بات مجهولًا"، مرجحًا أن "إسرائيل قتلتهم" في القصف المستمر على القطاع.