تلقى لبنان تطمينات من عدة دول، بينها الولايات المتحدة وفرنسا، بأن رد إسرائيل على الهجوم على بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل سيكون "محدودًا"، وذلك وفق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، لقناة "الجديد" اللبنانية، في وقت علقت عدة شركات طيران رحلاتها من وإلى بيروت.
كان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي فوض أمس، خلال اجتماع طارئ، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بتحديد طبيعة الرد على حزب الله بعد هجوم مجدل شمس، الذي نفى حزب الله صلته به.
وكان صاروخ سقط على ملعب كرة قدم بقرية مجدل شمس في الجولان المحتل، ما أسفر عن مقتل 12 طفلًا ومراهقًا، السبت، وتعهدت إسرائيل بأن حزب الله "سيدفع الثمن".
ورجح وزير الخارجية اللبناني أن يكون رد حزب الله محدودًا أيضًا على الرد الإسرائيلي المتوقع، مستبعدًا تورط حزب الله في الهجوم، قائلًا "حزب الله منذ بدء النزاع في الجنوب لم يستهدف مواقع مدنية بل عسكرية فقط".
لكن واشنطن حملت حزب الله المسؤولية عن هجوم مجدل شمس، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، في بيان، نقله موقع سكاي نيوز، "هذا الهجوم نفذه حزب الله اللبناني. إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها"، مضيفة أن البيت الأبيض يجري محادثات مستمرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين بهذا الشأن.
وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حل دبلوماسي على امتداد الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات نهائيًا، ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم".
وحذرت مصر، أمس، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان"، مؤكدة في بيان لوزارة الخارجية على أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب.
وتصاعدت الأزمة بين لبنان وإسرائيل بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة، ومطلع العام الجاري، أعلن حزب الله حالة الحرب والمواجهة مع إسرائيل، وطالبها بوقف العدوان المستمر على غزة، خصوصًا بعد اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري في لبنان.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أمس غارات على الجنوب اللبناني. وأسفرت غارتان على طريق ميس الجبل شقرا صباحًا عن مقتل اثنين وإصابة 3 آخرين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، التي أفادت بتعرض الأحياء السكنية في منطقة الصافح جنوب بلدة ميس الجبل لـ"قصف مدفعي معاد".
وفي سياق التصعيد الإسرائيلي اللبناني، علقت العديد من شركات الطيران رحلاتها من وإلى بيروت لمدة يومين كإجراء احترازي، من ضمنها لوفتهانزا والخطوط الجوية السويسرية ويورو وينج، بسبب "التطورات الحالية" في الشرق الأوسط، حسب دويتش فيله.
كما ألغت شركة طيران صن إكسبرس للرحلات منخفضة التكاليف ومقرها تركيا، وشركة إيه جيت التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة طيران إيجه اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية إنذارًا أمنيًا، تنصح فيه المواطنين الأمريكيين المسافرين من وإلى لبنان بمراقبة رحلاتهم عن كثب، حسب سي إن إن.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية، "البيئة الأمنية في لبنان لا تزال معقدة ويمكن أن تتغير بسرعة"، مشيرة إلى أن "هناك تقارير تفيد بأن الخطوط الجوية تنظر في إجراء تعديلات مؤقتة على رحلاتها الجوية".