أثار ملف الحريات وموقعه من أجندة المؤتمر السادس للصحافة المقرر عقده في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، جدلًا، بعدما انتقد الكاتب في جريدة الأهرام جمال غطاس عدم تصدر الحريات النقاشات التحضيرية للمؤتمر، التي يرى أنها يجب ألا تقل عن 50% من المناقشات، وذلك في منشور عبر فيسبوك أمس تحت عنوان "المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين وفخ تحضير الجثة وتغييب الروح".
وشدد الكاتب في جريدة الأهرام، في البوست، على ضرورة تركيز المؤتمر على "النقد المسؤول الذي يتوخى مصلحة الوطن، والحق في الانسياب السلس الحر للمعلومات، والحق في العمل وفق قاعدة أن حق المواطن في المعرفة وبناء الوعي السليم مقدم ويعلو حق السلطة في القول والنشر والطنطنة".
يأتي ذلك في وقت تواصل قوات الأمن القبض على الصحفيين، آخرهم رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر والصحفي خالد ممدوح.
وكان البلشي رد على بوست غطاس أمس، مؤكدًا وجود الحريات ضمن المحاور الرئيسية للمؤتمر، وتحديدًا في الثالث والمعنون بـ"التشريعات والحريات"، بينما لفت منسق لجنة الحريات في المؤتمر ورئيس القسم القضائي في جريدة الشروق محمد بصل، ردًا على غطاس، إلى عقد عدة لقاءات تحضيرية لمناقشة ملف الحريات.
وتسبق محور الحريات في ترتيب أجندة المؤتمر السادس، محاور التحديات التي تواجه الصحافة الورقية والإلكترونية ومستقبلها، والأوضاع الاقتصادية للصحافة والصحفيين.
الخيار صفر
وقال غطاس لـ المنصة "أنا مكنتش واخد بالي إن فيه محور للحريات والتشريعات والناس شغالة بشكل حقيقي"، مستدركًا في الوقت ذاته أنه لا يزال عند رأيه "يجب أن يكون هناك ترتيب للأولويات، وأن تحوز قضية الحريات 50% من تحضيرات المؤتمر لأنها الأصل ومنها تنبثق باقي المحاور".
وأضاف غطاس أن أي قضية تخصصية في أي مسار يتم تقديمها قبل الحريات لن تحقق أي نتيجة، والسبيل الوحيد أمام النقابة ومؤتمرها التعامل مع السلطة وفق "الخيار صفر"، أي لا ننتظر منها شيئًا إيجابيًا، "لأنها سلطة تفعل فقط ما تريد وترى، بعيدًا تمامًا عما يريده أو يراه الآخرون".
من جانبه، أثنى نقيب الصحفيين على الحراك الذي خلقه بوست غطاس، قائلًا لـ المنصة، التفاعل على البوست "زخم مهم للحشد، حتى لو فاته بعض الأشياء عن محاور المؤتمر العام وأن محور الحريات رئيسي"، مؤكدًا على محورية ملف الحريات بقوله "في النهاية أي قضية تؤول لقضايا الحريات".
وأشار إلى أن مجلس النقابة تحدث قبل المؤتمر العام عن القوانين المنظمة للمشهد الإعلامي مثل الحبس في قضايا النشر، وتداول المعلومات، وغيرها من القضايا، بالإضافة إلى الحديث عن المناخ العام داخل مقرات الصحف.
ومن المقرر عقد المؤتمر في أكتوبر المقبل، لكن لم يحدد الموعد بشكل دقيق ونهائي، وفقًا للبلشي.
تحضير دون تفاعل
وتوقع نقيب الصحفيين الحضور الكبير لأعضاء الجمعية العمومية في المؤتمر العام، الذي سيناقش ما آلت له توصيات لجان المؤتمر على مدار شهور منذ مايو/أيار الماضي، "ماعنديش إحباط من ضعف الحضور والمشاركة في الجلسات التحضيرية".
لكن على عكسه، فإن منسق لجنة الحريات في المؤتمر "محبط" من ضعف المشاركة في الجلسات التحضيرية للمؤتمر. وفسر ذلك بأنه "ربما يكون الاهتمام بالمؤتمرات والأحداث الكبيرة مع اقتراب موعدها".
وشدد بصل لـ المنصة على أن التحضير للمؤتمر مهم، وسيحدث زخمًا كبيرًا لاستغلاله في طرح الجمعية العمومية جميع شواغلها وما يدور في جوفها من قضايا حقيقية ليس فقط في ملف الحريات، مضيفًا أن الإشكالية الحقيقية في كيفية استنهاض روح حرية الصحافة في الجمعية العمومية لأنه "بدون ذلك لن يكون هناك طرح حقيقي".
وحتى الآن عقدت لجنة الحريات 8 اجتماعات تحضيرية للمؤتمر، تطرق الحضور فيها للعديد من القضايا المهمة، حسب بصل، الذي أشار إلى أنهم "يدرسون حاليًا إرسال دعوات بالحضور بشكل شخصي لبعض شيوخ المهنة وأعضاء الجمعية العمومية"، بهدف التغلب على ضعف المشاركة في الجلسات التحضيرية.
والمؤتمر العام للصحافة هو مؤتمر يدعو إليه نقيب الصحفيين ومجلس النقابة لطرح قضايا المهنة على الجمعية العمومية، ولا يوجد توقيت ملزم لانعقاده. وعقدت النسخة السابقة منه في أبريل/نيسان 2016 بدعوة من النقيب آنذاك يحيى قلاش تحت عنوان "نحو بيئة تشريعية جديدة"، فيما كانت النسخة التي تسبقها في فبراير/شباط 2004 تحت شعار إصلاح أوضاع الصحافة والصحفيين بدعوة من نقيب الصحفيين وقتها جلال عارف.