ارتفع عدد القتلى المدنيين خلال العملية البرية الإسرائيلية على شرق مدينة خانيونس والمستمرة في يومها الثالث على التوالي إلى 110 ضحايا وقرابة 3000 إصابة وصلت إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج اللازم، حسب ما أعلنت وزارة الصحة عبر واتساب.
وكثف جيش الاحتلال فجر الأربعاء من قصفه المدفعي والقصف بالطيران الحربي، الذي استهدف عددًا من المنازل وتجمعات للمواطنين في الشوارع. وأفاد شاهد عيان تمكن من النزوح من منطقة عبسان الكبيرة شرق المدينة إلى غربها، مساء الثلاثاء، باستهداف عدد من الشبان بالرصاص من طائرات الكوادكابتر المنتشرة في مناطق توغل الجيش.
وقال شاهد العيان لـ المنصة حول النزوح "أغلب الطرق فاضية ورعب المشي فيها، طول الطريق أصوات انفجارات وإطلاق رصاص، كنت أمشي بجوار البنايات وخايف من الكوادكابتر، صوت الجرافات كانت بتهدم بيوت وبتجرف شوارع ما صدقت أوصل منطقة فيها ناس".
وقدرت الأمم المتحدة أعداد النازحين في خانيونس منذ الاثنين الماضي بأكثر من 150 ألف نازح.
وتقدمت آليات جيش الاحتلال من شرق خانيونس حتى منطقة دوار العلم القريب من شارع صلاح الدين، وتقدمت مجموعة ثانية عن طريق موراج الواقع في المنطقة الشرقية بين مدينتي رفح وخانيونس، ما أجبر عددًا من المواطنين على النزوح من منازلهم، حيث وصلت عشرات العائلات النازحة إلى غرب خانيونس دون أن تجد لها مأوى.
تقول أم يوسف وهي نازحة مع أطفالها من منطقة معِن شرق خانيونس، لـ المنصة "اضطريت أطلع مع ولادي بعد اقتراب أصوات الانفجارات، مش عارفة وين أروح ولا إيش نعمل بدنا أنام على الرصيف مش قادرين نمشي أكتر من هيك ولا قادرة أدور على خيمة تؤوينا".
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، حاول المرور عن طريق حاجز نتساريم على حاجز شارع صلاح الدين، أنه تعرض لإطلاق نار من قبل الجنود المتمركزين على الحاجز واضطر للعودة إلى المنطقة الشمالية، مضيفًا "هناك أكثر من جثمان ملقى على الأرض في مناطق قريبة من الحاجز قتلهم الجنود صباح اليوم".
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقتل عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية شرق مدينة خانيونس بعد عمليات اشتباك مع جيش الاحتلال، مدعيًا في بوست عبر إكس أن قوات الفرقة 98 عملت على تدمير بنية تحتية تتبع لفصائل المقاومة شرق المدينة.
وظُهر اليوم، كثف جيش الاحتلال عمليات نسف مربعات سكنية واسعة في منطقة القرارة شرق خانيونس، حيث سمعت أصوات انفجارات متتالية وتصاعدت أعمدة دخان كثيف من عدة مربعات سكنية، حيث تتمركز دبابات وآليات الاحتلال منذ ثلاثة أيام.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أفاد مواطنون بسماعهم مسيّرات فوق المنازل والمخيم، تصدر أصوات بكاء أطفال ونباح كلاب ومواء قطط، وفق ما أكده ثلاثة من شهود العيان من سكان مناطق شمال المخيم لـ المنصة.
وقال أحد شهود العيان "كأنها أصوات حقيقية، ومش أول مرة تكون بالمنطقة وتصدر عدة أصوات مختلفة لاستفزاز السكان".
وفي غزة، طالب الدفاع المدني السكان بعدم النزوح إلى جنوب قطاع غزة، الأربعاء، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل للمنصة أن إفادات عدة وصلتهم من مواطنين حاولوا اجتياز شارع صلاح الدين من الشمال إلى الجنوب أكدوا على أنّ الجيش يمنع ويستهدف كل من يحاول المرور منذ ساعات الصباح.
صدى خافت لـ"اتفاق بكين"
في سياق آخر، استطلعت المنصة آراء وردود فعل النازحين الغزيين بعد إعلان الفصائل الفلسطينية عن التوصل لاتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، في العاصمة الصينية بكين أمس، يقضى بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأبدت غالبية الآراء عدم رغبتها التعليق حول الاتفاق لأسباب تتعلق بشكوك حول نوايا الفصائل وعدم جديتها، كما في الاتفاقات السابقة طوال 17 عامًا من عمر الانقسام، فيما أكدت آراء أخرى عدم علمها بما يجري بسبب انشغالهم في النزوح من منطقة لأخرى خلال الحرب التي حرمتهم الاستقرار.
وقال مثنى عبد النور لـ المنصة "17 سنة وإحنا تحت الحصار الإسرائيلي في غزة، 17 سنة، سمعنا خلالها عن كثير من الجولات والاتفاقات، ولكن ما في اتفاق نفذوه على أرض الواقع، اليوم بعد حرب ودمار شبه كامل للقطاع جاية الفصائل تقول إنها اتفقت وتصالحت".
وأبدى عبد النور استغرابه من استغراق الفصائل الفلسطينية كل تلك السنوات والحروب والقتل والمجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين والتي ساهمت في جزء منها حالة الانقسام الفلسطينية سياسيًا وجغرافيًا، والتي استغلها الاحتلال.
واتهم أحد المواطنين، الذي رفض الكشف عن اسمه، "كل الفصائل بدون استثناء مستفيدة على دم الشعب الفلسطيني، بالسلم والحرب الفصائل تبحث عن مصالحها وليس مصالح الفلسطينيين".
وأضاف النازح بغضب "لو كان الفلسطيني أولوية للفصائل كان من زمان تغلبوا على كل خلافاتهم وعقباتهم وأزماتهم في ظل استمرار الاحتلال بارتكاب المجازر بغزة والضفة الغربية وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدن والمخيمات".
وتوقع أن يكون الإعلان عن التوصل والتوقيع على الاتفاق في بكين، مثله مثل الاتفاقات السابقة في مكة والقاهرة وغيرها من المدن والعواصم، توقيعًا وإعلانًا دون تنفيذ على أرض الواقع حيث استمرّت وتعمقت الخلافات والأزمات على مدار السنوات الماضية.