خطت الفصائل الفلسطينية، اليوم، خطوة جديدة تجاه التقارب في العاصمة الصينية بكين، حيث انتهت اجتماعات، استمرت على مدار 3 أيام، إلى توقيع اتفاق بين فتح وحماس يقضي بـ"إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة"، وفق سكاي نيوز.
وتصاعدت حدة الاختلافات والاتهامات المتبادلة بين الفصيلين خلال الشهور الماضية، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ حملت السلطة الفلسطينية حماس مسؤولية الدمار الذي لحق بالقطاع وأسقط أكثر من 38 ألف قتيل، وفق الإحصائيات الرسمية.
وفي مارس/آذار الماضي، تصاعدت حدة المواجهة، مع قرار منفرد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة برئاسة الاقتصادي محمد مصطفى في خضم اجتماعات فلسطينية-فلسطينية، وهو ما رفضته حماس و3 فصائل في بيان شديد اللهجة، ردت عليه فتح بالنبرة ذاتها.
مفاوضات الصين التي انتهت إلى توقيع اتفاق بكين، حضرها 14 فصيلًا فلسطينيًا، وفق سكاي نيوز، وأكد وزير الخارجية الصيني وانج يي أن الاتفاق يشمل تشكيل "حكومة مصالحة وطنية موقتة" لإدارة غزة بعد الحرب.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، فإن ممثلي الفصائل الفلسطينية في بكين اتفقوا على "توحيد الموقف في إطار منظمة التحرير، لمواجهة حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي وإنهاء الانقسام، بما يحقق طموحات شعبنا في الوحدة والحرية والاستقلال الوطني".
وأكدت الفصائل الفلسطينية، وفق وفا، الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، طبقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة "ورفض محاولات تهجير شعبنا من أرضه، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني، وفقًا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ورأي محكمة العدل الدولية".
ودعا المجتمعون إلى العمل على فك الحصار "عن شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون أي شروط وقيود"، وفق وفا، كما حيت الفصائل "صمود شعبنا في مواجهة حرب الإبادة الجماعية، التي عززت مكانة القضية الفلسطينية وأفشلت محاولات تصفيتها".
في غضون ذلك، علق القيادي في حركة حماس حسام بدران على الاتفاق، قائلًا "إعلان بكين خطوة إيجابية إضافية على طريق تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وأشار، عبر قناة الأقصى التابعة لحماس، على تليجرام، إلى "التوافق على المطالب الفلسطينية المتعلقة بإنهاء الحرب والعدوان الهمجي، وهي "وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والإغاثة، والإعمار".
وأوضح أن أهم نقاط الاتفاق كانت على تشكيل "حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف للانتخابات، وهذا كان موقف حماس الذي دعت إليه وعرضته منذ الأسابيع الأولى للمعركة".
وشدد بدران على أن "هذا الحل من وجهة نظرنا يمثل الحل الوطني الأمثل والأنسب للوضع الفلسطيني بعد الحرب، وهذا يضع سدًا منيعًا أمام كل التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد مصالح شعبنا في إدارة الشأن الفلسطيني بعد الحرب".
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بالعاصمة الجزائرية، وفي 29 نوفمبر 2012 اعتمدت الجمعية العامة قرارًا يمنح فلسطين صفة "المراقب الدائم" في الأمم المتحدة، بموافقة 138 دولة، مقابل 9 دول، في حين امتنع 41 عضوًا عن التصويت.
وقبل شهرين، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالمنظمة، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الأمر، كما يمنحها امتيازات إضافية تتعلق بمشاركتها بالأمم المتحدة.