صفحة أبو مازن على فيسبوك
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

4 فصائل فلسطينية ترفض الحكومة الجديدة.. وفتح ترد: حماس تسببت في نكبة غزة

قسم الأخبار
منشور السبت 16 مارس 2024 - آخر تحديث السبت 16 مارس 2024

أثار القرار الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الخميس، بتشكيل الخبير الاقتصادي محمد مصطفى الحكومة الفلسطينية الجديدة، خلفًا لرئيس الوزراء السابق محمد أشتية، استياء 4 من الفصائل الفلسطينية في مقدمتها حركة حماس، متهمةً السلطة الفلسطينية بالانفراد بالقرارات، ما دفع حركة فتح إلى الرد ببيان آخر، ينتقد حركة حماس بوصفها "المتسبب في النكبة الفلسطينية في غزة". 

ورئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ذو الـ 69 عامًا رجل اقتصاد مستقل سياسيًا، وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد في حكومة الوفاق الوطني التي شُكلت بمشاركة حماس في سنة 2014 واستمر في المنصب سنة واحدة. واضطلع بدور رئيسي في إطلاق برنامج إعادة إعمار قطاع غزة عام 2014، وفق فرانس 24.

وجاءت الأزمة الأخيرة عقب أسبوعين من اجتماع للفصائل الفلسطينية بما في ذلك فتح وحماس في موسكو، لبحث تشكيل الحكومة الجديدة والعدوان على غزة، واختتمت لقاءاتها ببيان يؤكد عقد جلسات لاحقة، قبل أن تنفجر الأزمة الأخيرة.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية الأربعة، وهي حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، رفضها تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت في بيان "إننا في ظل إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة سياسة التفرّد، والضرب عرض الحائط، بكل المساعي الوطنية لِلَمِّ الشمل الفلسطيني، والتوحّد في مواجهة العدوان على شعبنا؛ فإننا نعبّر عن رفضنا لاستمرار هذا النهج الذي ألحق ولا زال يلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا الوطنية"، وفق صفحة حركة المبادرة الوطنية على فيسبوك.

واعتبرت الفصائل الفلسطينية الموقعة على البيان أن "الأولوية الوطنية القصوى الآن هي لمواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وحرب الإبادة والتجويع التي يشنّها الاحتلال ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة، والتصدّي لجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ وخاصَّة المسجد الأقصى، وللمخاطر الكبيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية؛ وعلى رأسها خطر التهجير الذي لا يزال قائمًا".

لكن حركة فتح اعتبرت أن "من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

وقالت الفصائل الفلسطينية الموقعة على البيان إن هذه الخطوات، في إشارة لتشكيل الحكومة، "تدلّل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته، وهو ما تؤكّده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبَّرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات والتوجهات".

وردت حركة فتح في بيانها أن "المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية". 

من جهتها عبرت حركة فتح عن استغرابها واستهجانها من حديث حماس عن التفرد والانقسام، وتساءلت "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟" وفق وفا. 

وأضافت "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات؟". 

واتهمت فتح حماس بأن "لا هدف لها (في المفاوضات) سوى أن تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي، ومحاولة الاتفاق مع نتنياهو مجددًا للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية".

وسبق ونفى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عشية بداية شهر رمضان، محاولة الحركة إطالة أمد المفاوضات من أجل الحصول على مكاسب، وحذر آنذاك من الدسائس، وحمَّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عرقلة المفاوضات.

وتابعت فتح أن "السؤال إن كانت حماس شاورت أحدًا عندما قامت بانقلابها الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، ورقضت كل المبادرات لانهاء الانقسام". 

وتساءل بيان الفصائل الفلسطينية عن "جدوى استبدال حكومة بأخرى، ورئيس وزراء بآخر، من ذات البيئة السياسية والحزبية". 

وردت فتح في بيانها أن "تكليف الرئيس للدكتور محمد مصطفى، يدخل في صلب مسؤوليات الرئيس السياسية والقانونية، وان الأولويات التي حددها كتاب التكليف هي أولويات الشعب الفلسطيني، وكل عاقل غير مفصول عن شعبه وعن واقع المأساة الرهيبة التي يعيشها شعبنا المتعرض للظلم الكبير في قطاع غزة يدرك ذلك".

وتابعت فتح أن "أولوية الكل الفلسطيني اليوم هي وقف الحرب فورًا، ومنع التهجير، وإغاثة شعبنا المنكوب وإعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن الفلسطيني، وهي وكما تدلل حماس في بيانها اليوم أنها ليست أولوياتها".

وزادت فتح أن "رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد مصطفى، مسلح بالأجندة الوطنية لا بأجندات زائفة لم تجلب إلى الشعب الفلسطيني إلا الويلات ولم تحقق له إنجازًا واحدًا".

وتساءلت فتح هل تريد حماس أن نعين رئيس وزراء من إيران أو أن تعينه طهران لنا، حسب وكالة وفا. وتربط حماس علاقات عميقة وممتدة بإيران.

ودعت حركة فتح قيادة حركة حماس إلى وقف "سياستها المرتهنة بأجندات خارجية"، والعودة إلى الصف الوطني "من أجل وقف الحرب وإنقاذ شعبنا وقضيتنا من التصفية، ومن أجل إغاثة شعبنا وإعادة إعمار غزة، وصولاً إلى الانسحاب الكامل عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس".

من جانبه، اعتبر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن قرار تشكيل الحكومة جاء مخالفًا لما تم الاتفاق عليه في موسكو.

وقال البرغوثي خلال مداخلة على قناة الميادين، إن ما تم الاتفاق عليه إن في اجتماع موسكو أن تنضوي كل الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي لواء منظمة التحرير الفلسطينية، لتقود معركة التحرير الوطني، مضيفًا أن السلطة مسألة جانبية، والحكومة تفصيل، وقولنا يجب أن تكون حكومة وفاق وطني.

وشدد البرغوثي على أن الفصائل لا يعنيها أن يكون لها وزراء في الحكومة، لكن المهم أن تكون حكومة وفاق وطني بموافقة الجميع ومشاورة الجميع، وبمهام محددة. 

وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أسسها حيدر عبد الشافي في قطاع غزة ومصطفى البرغوثي في مدينة رام الله  في الضفة الغربية، وإبراهيم الدقاق في القدس الشرقية، في يونيو/حزيران 2002، وهي مبادرة وطنية فلسطينية "للنهوض بالشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، ومن أجل العدالة والنزاهة والعيش الكريم وحماية القرار الفلسطيني المستقل وتحقيق السلام العادل".