صفحة أخبار غزة، فيسبوك
آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يناير 2024

الفصائل الفلسطينية تبحث في موسكو تشكيل الحكومة.. وخبير: تنتظرهم صعوبات إعادة الإعمار

محمد الخولي
منشور الأربعاء 28 فبراير 2024 - آخر تحديث الأربعاء 28 فبراير 2024

تنطلق غدًا الخميس في العاصمة الروسية موسكو اجتماعات الفصائل الفلسطينية لبحث عدة ملفات، من بينها الحرب على غزة والمصالحة الفلسطينية، في وقت ربط أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب بين الاجتماعات المرتقبة واستقالة حكومة محمد أشتية قبل أيام، قائلًا في حديث لـ المنصة إن الاستقالة جاءت "بناءً على طلب أمريكي بإصلاح السلطة".

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني استقالة حكومته، الاثنين الماضي، وقال إن قراره "يأتي في ضوء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على أهلنا في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس".

ولفت أشتية في بيان استقالته إلى أن "المرحلة القادمة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني-فلسطيني"، مشيرًا إلى أن حكومته "عملت في ظروف معقدة، وواجهت معارك فُرضت عليها".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب أن ما جاء في بيان استقالة أشتية من تحديات هو نفسها التي ستواجهه أي حكومة مقبلة، "الحرب على غزة تمثل أكبر تحدٍ لأي حكومة فلسطينية قادمة".

وأوضح لـ المنصة أنه سيكون على عاتق هذه الحكومة المشكَّلة توفير الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة، وإعادة أموال المقاصة (هي مجموعة الضرائب والجمارك والمكوس التي تحصلها إسرائيل نيابةً عن الجانب الفلسطيني على السلع المستوردة إلى الجانب الفلسطيني، سواء من إسرائيل أو من خلال المعابر الحدودية، وتقدر بنحو 257 مليون دولار شهريًا)، وتعتبرها إسرائيل ورقة ضغط على السلطة وترفض تسليمها، وبالتالي تعجز السلطة عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين.

وأشار الرقب إلى أن الحكومة المشكلة ستعمل على توحيد مؤسسات السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة إذا سمح لها الاحتلال بالعمل في قطاع غزة بعد الحرب، مضيفًا أن الحكومة ستكون لديها مشكلة في دمج الموظفين في غزة والضفة الغربية داخل مؤسسات واحدة "خاصة وأن كل المفاوضات السابقة كانت ترفض دمج الموظفين المنتمين لحركة حماس داخل النظام الحكومي، وهذا الأمر سيكون مرهقًا على أي حكومة قادمة".

وقال الرقب إن الحكومة كذلك ستأخذ على عاتقها "إعادة تشكيل البيت الفلسطيني، ووضع رؤية لإجراء انتخابات فلسطينية لتجديد الشرعيات المعطلة منذ عام 2005".

وربط الرقب بين استقالة حكومة أشتية واجتماعات موسكو بين الفصائل الفلسطينية، لافتًا إلى أن البعض يرى أنها جاءت لتشجيع المفاوضين لتشكيل حكومة تكنوقراط "لكني أعتقد أنها جاءت بناء على طلب أمريكي بإصلاح السلطة أو ما سموه إعادة الحوكمة".

وحسب رويترز، نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، عن السفير الفلسطيني في موسكو أن ممثلين عن حركتي فتح وحماس سيجتمعون في موسكو، الخميس، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة بناء غزة.

وأشار الرقب إلى أن توقيت الاستقالة "يحمل رسائل إيجابية"، لكن الأزمة أن الاحتلال تجرأ على السلطة بما سيضع الحكومة المقبلة في "حرج شديد"، من خلال اقتحامه للأماكن الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وقال الرقب إن "السلطة لا تزال تتمسك بالتنسيق الأمني، وهو الشعرة الأخيرة التي تربط السلطة بالاحتلال الإسرائيلي، بينما الاحتلال لا يحترم السلطة".

يأتي ذلك في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصل عدد ضحاياها إلى 29954 قتيلًا و70325 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب تقرير وزارة الصحة في غزة.

وأشار التقرير إلى أن "الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 76 شهيدًا و110 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية"، لافتًا إلى وجود ضحايا تحت الركام وفي الطرقات "يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم".