تصوير سالم الريس لـ المنصة
تشييع جثمان قتيل بعد انتشاله من ساحة مجمع ناصر الطبي، 21 أبريل 2024

جيش الاحتلال يقتل 3 شبان مكبلين عند معبر كرم أبو سالم

سالم الريس
منشور الأحد 7 يوليو 2024

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، النار على 3 شبان كان ألقى القبض عليهم من مناطق متفرقة داخل قطاع غزة في وقت سابق، وذلك بعد إيهامهم بالإفراج عنهم. ووفق شاهد عيان تحدث لـ المنصة فإن الاحتلال أطلق سراحهم وهم مكبلي الأيدي، وفور اجتيازهم معبر كرم أبو سالم، أطلق النار عليهم ما أدى إلى مقتلهم على الفور.

وأفاد مصدر طبي في قسم الطوارئ بمجمع ناصر الطبي لـ المنصة، بوصول جثامين الشبان الثلاثة، مشيرًا إلى علامات تعذيب على مختلف أنحاء أجسادهم إضافة إلى أن القيود البلاستيكية على أيديهم كان من الواضح أنها مثبتة منذ عدة أسابيع.

ووصلت جثامين الشبان الثلاثة إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس، جنوب قطاع غزة، على متن شاحنة كان من المفترض أن تقل بضائع من المعبر، وفق المصدر الأول.

كما وصلت جثامين ثلاثة أطفال آخرين إلى مجمع ناصر الطبي، اليوم، بعد استهدافهم من قبل جيش الاحتلال بمخيم الشابورة شمال غرب مدينة رفح، بعدما حاولوا الوصول إلى منازلهم برفح، حسب المصدر الطبي في المجمع.

وفي سياق متصل، أطلق جيش الاحتلال الرصاص باتجاه سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بمخيم الشابورة أثناء محاولتها الدخول لانتشال قتلى وجرحى، حسب حديث مصدر في الهلال لـ المنصة.

وأوضح المصدر أنّ طواقمهم تعمل على محاولة الدخول إلى أطراف مدينة رفح الشمالية تلبية لاتصالات تصلهم من مصابين داخل رفح، إلا أنّ خطورة الأوضاع الميدانية والاستهدافات المباشرة لطواقم الإسعاف وتعرضها للخطر، تحول دون تمكنهم من الوصول للجرحى في العديد من البلاغات التي تصل بشكل يومي.

وسبق واستهدف جيش الاحتلال مرات عدة سيارات إسعاف تقل مصابين أو في طريقها إليهم.

واستهدف جيش الاحتلال، ظهر الأحد، مدرسة العائلة المقدسة بمدينة غزة، وهي تتبع للبطريركية اللاتينية، حيث تؤوي نازحين بداخلها، وأفاد مصدر بالدفاع المدني لـ المنصة بانتشال جثث 4 قتلى وعدد من الجرحى والإصابات بعد استهداف مباشر للمدرسة من قبل طائرات الاحتلال، أدى إلى تدمير فصلين في الطابق الأرضي لمبنى المدرسة.

وأكدت مصادر طبية بمستشفى المعمداني بغزة لـ المنصة اغتيال وكيل وزارة العمل التابعة لحكومة غزة التي تديرها حركة حماس المهندس إيهاب الغصين داخل المدرسة.

كما استهدف الجيش بقذيفة مدفعية منزلًا مأهولًا في حي الصبرة بغزة، وبعد تجمع المواطنين بهدف إخراج من كانوا بداخله من تحت الركام، استهدفهم الجيش بقذيفة مدفعية ثانية ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى وصلوا إلى مستشفى المعمداني، حسب ما قال شاهد عيان لـ المنصة.

وفي وسط قطاع غزة، وصل عدد من المواطنين من جنوب شرق مدينة غزة، وعن طريق شارع صلاح الدين، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح جنوب وادي غزة خلال عمليته البرية التي يشنها على حي الشجاعية شرق المدينة، منذ أكثر من أسبوع.

وقال أحد المواطنين لـ المنصة "ما بدنا نيجي للجنوب، لكن بعد ما رفضنا الخروج من بيوتنا، الجيش حاصرنا وأجبرنا على التوجه نحو الجنوب على شارع صلاح الدين".

ووصل أكثر من 30 غزيًا، غالبيتهم أطفال ونساء، إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، وهو أعلى عدد ينزح من غزة جنوبًا منذ بدء العملية البرية العسكرية على شرق المدينة.

يأتي ذلك في وقت تجاوزت أعداد القتلى الفلسطينيين في القطاع منذ بدء العدوان 38 ألفًا و153 قتيلًا، و87 ألفًا و828 مصابًا، وفق الإحصاء اليومي لوزارة الصحة في القطاع. 

المفاوضات

وحول عملية المفاوضات التي يجري الحديث عنها مؤخرًا بعد تغيير حماس موقفها جزئيًا بالموافقة على التفاوض على وقف إطلاق النار خلال المرحلة الأولى لخطة الرئيس الأمريكي جو بايدن وليس قبلها، فإن النازحين فقدوا الأمل في التوصل لاتفاق فعلي وبدء التنفيذ.

وتقوم خطة بايدن على ثلاث مراحل؛ الأولى تستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بقطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين من النساء وكبار السن والجرحى مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

وقال عبد السلام طوطح، نازح من مدينة غزة إلى وسط القطاع، لـ المنصة "صرلنا 9 شهور بنسمع وفود رايحة ووفود جاية لكن بدون نتيجة تنهي الحرب، ورجعنا على بيوتنا"، مضيفًا "سواء صار في تنازلات أو لا، إحنا إللي بهمنا انسحاب الجيش وعودتنا لبيوتنا وإعادة إعمارها، هدول مش من حق أي طرف يتنازل عنهم".

وقالت حسيبة البراوي، وهي نازحة من شمال القطاع إلى وسطه، "إيش يعني تنازلات بعد ما فقدنا ولادنا وجيرانا وأقاربنا، إحنا بس بنقول يا رب تنتهي الحرب وبكفي إلي فقدناهم ما ضل عنا قدرة تحمل نفقد ناس تانية".

ومن جانبه، استغرب نازح غزي، رفض نشر اسمه، الحديث عن تنازلات قدمتها حركة حماس بهدف التوصل لاتفاق يقضي بإنهاء الحرب، وقال "يعني الآن تذكرت حماس تقدم تنازلات بعد ما فقدنا 40 ألف إنسان، وبعد ما تحول قطاع غزة لكومة ركام".

وأعرب عن اعتقاده بأن تنازل حماس ليس له معنى بعد 9 أشهر من الحرب والدمار، موضحًا "لو بدي أقدم تنازل، بقدمه من بدري لحفظ جزء على الأقل من الناس وممتلكاتهم مش بعد ما خسرنا كل إشي وما ضل عنا إشي يأوينا غير خشبتين واكم متر نايلون بالشارع".