سكرين شوت من قناة الأمم المتحدة- يوتيوب
مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث أدريس في مجلس الأمن 19 يونيو 2024

السودان تتهم الإمارات في مجلس الأمن بتمويل الحرب.. وأبوظبي: نقدم المساعدات والخرطوم تعرقلها

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 19 يونيو 2024

اتهم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، الإمارات، أمس، بدعم قوات الدعم السريع، محملًا إياها مسؤولية استمرار الحرب في بلاده إلى الآن، وهو ما نفته الإمارات ووصفته بـ"الاتهامات الباطلة"، واتهم مندوبها لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبو شهاب، الجيش السوداني، بإعاقة إدخال المساعدات للمدنيين وعرقلة مفاوضات جدة، جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن أمس لبحث الأوضاع في السودان.

وقال إدريس، وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إن حكومة بلاده "تملك أدلة على دعم الإمارات لميليشيات الدعم السريع".

بدوره طلب مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة مداخلة نفى فيها الاتهامات قائلًا إنها "باطلة" ووصفها بأنها "سخيفة"، ثم هاجم إدريس قائلًا إنه "يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي أحد أطراف الصراع في السودان".

وأضاف أبو شهاب أن بلاده ظلت تقدم الدعم للعمليات الإنسانية في السودان.

وتابع "ممثل القوات المسلحة السودانية يجب أن يُسأل لماذا لا يأتي إلى محادثات جدة إذا كان يسعى إلى وقف النزاع ومعاناة المدنيين؟ ولماذا يعيقون تدفق المساعدات؟ ما الذي تنتظرونه؟ يجب عليك أن تتوقف عن استغلال منبر دولي مثل مجلس الأمن للمزايدات وبدلًا من ذلك وقف النزاع الذي بدأته"، وفق موقع الأمم المتحدة.

وبدأت مفاوضات جدة بين طرفي الصراع ممثلين في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مايو/أيار من العام الماضي، أي عقب نحو شهر من اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، وذلك بجهود سعودية أمريكية، غير أنها لم تسفر عن شيء، فيما تدفع جهود دولية إلى استئنافها مجددًا، وسط رفض من الجيش السوداني.

وعقب المداخلة الإماراتية، طلب ممثل السودان مداخلة أيضًا قال فيها "من يريد صنع السلام في السودان عليه أن يأتي بقلب سليم".

وأضاف "دولة الإمارات العربية هي التي ترعى الإرهاب (...) ولقد أثبت ذلك تقرير لجنة الخبراء منذ ديسمبر 2023".

وتابع "إننا حشدنا لكم كل البيانات والدلائل والصور ورفعناها إلى مجلسكم الموقر لكي تُناقش، ولكن دولة الإمارات بفعلها وشرها عرقلت الاجتماع بصيغته المطلوبة حتى يتخذ مجلسكم، كما قلت لكم، مشي مسافة الميل المتبقي، وهو إدانة دولة الإمارات في عدوانها. إن دولة الإمارات مدانة والمدان لا يكون شريكًا في السلام".

ولم تصمت الإمارات، إذ طلب مندوبها مرة أخرى مداخلة قال فيها "نرى أن هذا يمثل انتهاكًا معيبًا من أحد الأطراف المتحاربة في السودان لهذا المجلس. استغلال هذا المنبر لنشر اتهامات زائفة ضد الإمارات العربية المتحدة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الخطيرة التي تحدث على الأرض، لن يكون هناك نصر أو تسوية عسكرية للنزاع في السودان. إن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية".

ولم يتوقف السجال بين الإمارات والسودان على جلسة مجلس الأمن، أمس، إذ قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، عبر إكس أمس "في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. اهتمامنا وقف الحرب والعودة للمسار السياسي اهتمامهم تشويه موقفنا عوضًا عن وقف هذه الحرب".

ولا تعد هذه أول مرة تتهم فيها السودان، الإمارات، بدعم قوات الدعم السريع، ففي 29 مارس/آذار الماضي، قدم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الإمارات، متهمًا إياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد، وفق موقع السودان تربيون.

وسبق وقدمت الإمارات في أبريل الماضي رسالة لمجلس الأمن عبرت خلالها عن رفضها لاتهامات السودان، قائلة إن "ادعاءات المندوب الدائم للسودان لا أساس لها من الصحة وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا. ويبدو للأسف أن هذه ليست أكثر من مجرد محاولة لصرف الانتباه عن الصراع وعن الحالة الإنسانية المتدهورة الناجمة عن استمرار القتال".

وكانت جلسة مجلس الأمن أمس شهدت تحذيرات عدة من استمرار الحرب في السودان، وتطرقت تحديدًا إلى منطقة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع.

وقالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية/أوتشا إيديم وسورنو، إنه "وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، أصيب أكثر من 1,300 شخص بجراح في الفاشر خلال الفترة بين مايو ويونيو/حزيران 2024، فيما نزح ما لا يقل عن 130,000 شخص منذ أبريل، معظمهم جنوبًا إلى أجزاء أخرى من دارفور وغربا إلى تشاد".