ارتفعت أعداد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، إلى 218 قتيلًا، إضافة إلى 400 إصابة بعضهم في حالة خطرة، حسبما أكد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة، في وقت أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، "مقتل محتجزين إسرائيليين خلال الهجوم".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجومًا على المخيم صباح أمس السبت، برًا وبحرًا وجوًا، ما أدى إلى مقتل وجرح وإصابة العشرات من الغزيين.
وقال أبو عبيدة على تليجرام إن "ما نفذه العدو الصهيوني هو جريمة حرب مركبة وأول من تضرر بها هم أسراه"، دون أن يوضح أعداد القتلى.
وحسبما أوضح مصدر بالدفاع المدني في غزة لـ المنصة، فإن جيش الاحتلال استهدف أكثر من 50 منزلًا فوق رؤوس السكان المدنيين خلال عملية اقتحام المخيم.
وأعلنت إسرائيل تحرير 4 محتجزين من مخيم النصيرات، وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، أن "عملية تحرير الأسرى تمت في مبنيين منفصلين داخل مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".
وكشف شهود لـ المنصة أن عملية تحرير المحتجزين تمت من خلال قوة إسرائيلية تنكر عناصرها في زي مدني نسائي، وادعوا أنهم نازحون من مدينة رفح، التي يتوغل فيها جيش الاحتلال منذ أكثر من شهر، وتسللت إلى المخيم قبل أن تبدأ اشتباكات عنيفة في مبنيين منفصلين يبعدان قرابة 200 متر عن بعضهما.
وقال شاهد نجا من إطلاق النار في أحد المبنيين لـ المنصة "فكرناهم فعلًا نازحين من رفح، كان معهم فراش وأغراض، وكان 4 منهم يلبسون الخمار"، وتابع "بعد ما طلعوا المبنى المكون من 3 طوابق، سمعنا صوت إطلاق رصاص كثيف وبعده انفجارات، مش عارف كيف طلعت منها بدون إصابة".
وقال شاهد آخر لـ المنصة "واضح كان عندهم معلومات مسبقة، وصل على البيت هنا رجل وسيدة بخمار، وادعوا إنهم من النازحين برفح، وبعد دخولهم البيت مُباشرة صار إطلاق نار وقذائف مدفعية على المنازل المجاورة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها جيش الاحتلال مخيم النصيرات، فالأسبوع الماضي هاجم مدرسة السردي، التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتؤوي نازحين في النصيرات، ما أدى إلى مقتل نحو 40 شخصًا، فضلًا عن إصابة العشرات، ما وصفته حركة حماس وقتها بـ"المجزرة المروعة".
ومن جهتها، أدانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات، وقالت إنها "انتهاك سافر لكل أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني" وحملت إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية "عن هذا الاعتداء السافر"، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطول الفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لكل خدمات البنية التحتية في القطاع.
في الوقت نفسه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، الأحد، على إكس، إن "مشاهد القتل والدمار في مخيم النصيرات، عقب العملية الإسرائيلية تثبت أن كل يوم تستمر فيه هذه الحرب تزداد بشاعة".
وأضاف أن "مخيم النصيرات اليوم مركز الفاجعة التي لا يزال المدنيون الفلسطينيون يقاسونها"، داعيًا إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة وحماية كل المدنيين و"إنهاء هذه المعاناة الجماعية الآن".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي راح ضحيته نحو 37 ألف قتيل، وأكثر من 83 ألف مصاب، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.