منشور
السبت 8 يونيو 2024
- آخر تحديث
السبت 8 يونيو 2024
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم "تحرير" 4 محتجزين، خلال عملية في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، أسفرت العملية عن مقتل أكثر من 90 فلسطينيًا وإصابة العشرات، وفق المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الجدران، في وقت شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أن الاحتلال لن يستطيع فرض خياراته على الحركة بالقوة، وأنهم يرفضون "أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولًا وقبل كل شيء".
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على المخيم صباح السبت، وبالتحديد المنطقة الغربية في محيط مستشفى العودة، برًا وبحرًا وجوًا، ما أدى إلى مقتل وجرح وإصابة العشرات من الغزيين.
وقال شاهد عيان لـ المنصة إنه وبشكل مفاجئ، وصلت سيارة بيضاء تحمل قوة إسرائيلية خاصة وبلباس مدني، ثم بدأت الاشتباكات، مضيفًا "بنقول يوم القيامة، إطلاق نار من كل اتجاه، من مسلحين والدبابات وطائرات الأباتشي والمواد كابتر، كل إشي بتحرك طخوه".
المنصة تحدثت مع عدد من شهود العيان الذين وصلوا مع المصابين والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، وقال شاهد عيان ثان إن عددًا من الدبابات توغلت في مخيم النصيرات من الجهة الشمالية الغربية، وبالتحديد من محيط نيتساريم، حيث يتمركز جيش الاحتلال، ويفصل شمال القطاع عن وسطه، وتابع "الدبابات قصفت بشكل مكثف محيط مستشفى العودة بمخيم 2 بالنصيرات ودون سابق إنذار فوق رؤوس المدنيين، ومن بينهم عشرات النازحين في منازل أقاربهم".
وأشار الشاهد إلى أن عشرات الضحايا تحت ركام منازلهم ما بين قتيل وجريح، منوهًا إلى إطلاق النيران من الطائرات المروحية باتجاه سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي حاولت نقل المصابين والجرحى من الشوارع.
وأفاد شاهد عيان ثالث بإطلاق الرصاص بشكل مكثف من طائرات الاحتلال على كل ما يتحرك في مخيم النصيرات وبالتحديد محيط مستشفى العودة، وقال "المنطقة قريبة من السوق المركزي وفي وضح النهار، الشوارع كانت مليانة ناس بالسوق وفجأة انقلبت الدنيا".
وبالتزامن من الحدث في النصيرات، تقدمت عدد من الدبابات والآليات العسكرية من مخيم البريج شرق وسط قطاع غزة باتجاه المنطقة الشرقية لمخيم النصيرات، بالتحديد باتجاه شارع صلاح الدين المركزي والذي يفصل غرب البريج عن شرق النصيرات، حيث توجد عدد من المدارس التي تؤوي آلاف النازحين الذين اضطروا لإخلائها دون سابق إنذار، باتجاه مدينة دير البلح.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الجدران، خلال مؤتمر صحفي في المستشفى حيث تتوافد الجثث والإصابات من مخيم النصيرات، إن "55 ضحية وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى حتى اللحظة إضافة إلى عشرات الإصابات والجرحى نتيجة الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات"، وفي وقت لاحق أعلن ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 90 قتيلًا.
وأشار إلى أنّ مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل ويستقبل الجرحى والمرضى ويخدم أكثر من مليون نازح في المنطقة الوسطى.
وأكد الجدران أنّ طواقم الإسعاف لا تزال تنقل الجرحى والقتلى من مكان العملية العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى استهداف منازل المدنيين والمارة في الشوارع بمخيم النصيرات.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن "العدو يواصل المجازر ضد شعبنا وضد الأطفال والنساء، والتي تجري فصولها الآن في النصيرات ودير البلح".
وأضاف أن "العالم صنف الاحتلال بأنهم قتلة الأطفال، لكنه عاجز عن وضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس إدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على القائمة السوداء التي تضم الأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال خلال النزاعات.
وتابع "شعبنا لن يستسلم، والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم"، مؤكدًا "إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو واهم".
وشدد هنية على أن "الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولاً وقبل كل شيء".
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن قبل أسبوع عن خطة لوقف الحرب في غزة، عبر 3 مراحل، "الأولى تمتد إلى 6 أسابيع، تتضمن الإفراج عن بعض المحتجزين، ووقف إطلاق النار"، ثم تتفاوض إسرائيل وحماس خلالها على تفاصيل المرحلة الثانية.
ورغم إعلان حماس عقب تصريحات بايدن ترحيبها بالمقترح، فإنها لم ترد بشكل نهائي على الخطة حتى الآن، فيما صرح نتنياهو الأيام الماضية بأنه يرفض إنهاء الحرب أو وقف النار في غزة قبل القضاء على حماس، ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة جديدة للمنطقة الاثنين، لدفع جهود المفاوضات.