صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إكس
قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية برية شمال قطاع غزة، 7 ديسمبر 2023

جيش الاحتلال يتقدم في محور فيلادلفيا.. ونزوح سكان تل السلطان تحت القصف

سالم الريس
منشور الثلاثاء 28 مايو 2024

تقدمت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، بين مصر وغزة، بالتزامن مع التقدم في مركز مدينة رفح بجوار مسجد العودة، وسط تكثيف للقصف على النازحين، تحديدًا في منطقة تل السلطان التي شهدت "مجزرة رفح" أول من أمس، ما دفع السكان إلى النزوح منها.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، اليوم، انضمام لواء جديد إلى الفرقة 162 التي تتوغل في رفح، بذلك يرتفع العدد إلى 6 ألوية.

وقال أدرعي "الفرقة 162 التي انضمت إليها قوات لواء مشاة آخر، تواصل العمل في منطقة رفح، حيث قامت القوات بالعمل الليلة الماضية على محور فيلادلفيا في مواجهة بنى وأهداف إرهابية وذلك استنادًا إلى معلومات استخبارية وبشكل دقيق".

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين مصر وإسرائيل، حيث أعلنت مصر أمس مقتل مجند تأمين على الحدود، فيما أفاد مصدر مصري لقناة القاهرة الإخبارية، بأن التحقيقات الأولية تشير إلى إطلاق النيران بين عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي وأخرى من المقاومة الفلسطينية في عدة اتجاهات وقيام "عنصر التأمين" المصري باتخاذ إجراءات الحماية والتعامل مع مصدر النيران.

ورصد صحفيون، مساء الاثنين، تقدم آلية عسكرية غرب محور فيلادلفيا وعلى الحدود الجنوبية لرفح مع مصر، حيث تقدمت الآلية التي لم يظهر عليها جنود، باتجاه جنوب غرب المحور، وعلى بعد أقل من 3 كيلومترات من النقطة الأخيرة للحدود غربًا.

ويمتد محور فيلادلفيا بطول 14 كيلومترًا بين مصر وقطاع غزة، ويعد وفقًا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منطقة عازلة. وتطور وجود مصر فيه عام 2005، بعد أن وقعت مع إسرائيل بروتوكولًا سمح بنشر 750 جنديًا مصريًا على طول الحدود مع غزة لمكافحة الإرهاب والتسلل، لكن في 7 مايو/أيار الجاري، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في المحور وصولًا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني ورفع علمه عليه.

واجتاز جيش الاحتلال خلال تقدمه على محور فيلادلفيا مخيم يبنا وحي الشعوت وتل زعرب، ومناطق قريبة من تل السلطان الذي استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي مُكثف وعنيف منذ مساء الاثنين وحتى فجر الثلاثاء، ما أجبر السكان على النزوح تحت النيران.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف خيامًا للنازحين في منطقة تل السلطان مساء الأحد، ما أسفر عن مقتل 45 شخصًا، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن حسب وزارة الصحة الفلسطينية، وسط إدانات دولية واسعة.

وطال القصف العنيف ليل أمس في تل السلطان عشرات المباني السكنية والمنازل المأهولة بالمدنيين والمساجد والمستشفيات الميدانية دون سابق إنذار، حيث سقطت قذائف مدفعية على سطح المستشفى الإندونيسي الميداني وبجوار مستشفى تل السلطان الميداني حسب وزارة الصحة عبرّ حسابها على واتساب.

وقالت شاهدة عيان من حي تل السلطان لـ المنصة إنه وبعد منتصف الليل، بدأت أصوات الانفجارات تُسمع من كل مكان واتجاه في الحي، حيث كان السكان في منازلهم آمنين، وقرابة الثالثة فجرًا، سقطت واحدة من القذائف على الطابق الثالث للبناية السكنية التي توجد بداخلها.

وأضافت "مش عارفين إيش نعمل، طلعنا نجري بالشارع، الدخان كان عامي على بصرنا، وبعدين ما في مكان نروح اكتشفنا استهداف الشقة بالطابق الثالث وكان فيها عيلة ساكنة"، مشيرةً إلى مقتل كل من كان داخل الشقة من الأب والأم وأبنائهم، بعدما وجدوا جثامينهم ملقاة على الأرض في الشارع إثر تفريغ الشقة من كل ما فيها بجدرانها بسبب القصف المدفعي.

وتابعت "استهدفوا كتير بيوت حولينا، ولا شايفين سيارات إسعاف ولا دفاع مدني"، وتستعد وعائلتها لإخلاء منزلهم لشعورهم بتهديد طال حياتهم بشكل مباشر ودون سابق إنذار، حسب قولها.

وقال شاهد عيان ثانٍ إنه ومع وقوع قصف قريب من منزله فجرًا، خرج مع الجيران لمساعدة سكان المنزل المستهدف، وآنذاك سقطت قذيفةٌ على منزله "طلعت أجري على البيت، ولادي أشلاء لقيتهم، قتلوهم بدون سبب ولا تحذير".

ولم يجد المواطنون بتل السلطان وسائل نقل تقلهم إلى مناطق النزوح في خانيونس ودير البلح، وفق ما أكده زميل صحفي موجود في تل السلطان لمراسل المنصة، مشيرًا إلى أنّ السكان هناك يحاولون البحث عن سيارات أو شاحنات أو عربات تجرها الحيوانات لنقل أسرهم وأمتعتهم بعد ليلة القصف المدفعي الكثيف التي شهدوها داخل حيهم، إلا أنه لا توجد وسائل مواصلات متوفرة لديهم حتى اللحظة.

كما تعرضت طواقم الدفاع المدني الموجودة على تل زعرب جنوب غرب رفح، والقريبة من الحدود مع مصر، إلى قصف مدفعي إسرائيلي حسب ما قال لـ المنصة، الناطق باسم الدفاع المدني برفح محمد المغيّر.