تصوير سالم الريس لـ المنصة
آثار المجزرة الإسرائيلية في منطقة البركسات شمال غرب رفح بحق النازحين الغزيين، الاثنين 27 مايو 2024

ارتفاع أعداد ضحايا "مجزرة رفح" إلى 45 نصفهم نساء وأطفال وكبار سن

سالم الريس قسم الأخبار
منشور الاثنين 27 مايو 2024 - آخر تحديث الاثنين 27 مايو 2024

ارتفعت أعداد ضحايا قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح مساء أمس إلى 45 قتيلًا، بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، وفق إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع اليوم، وسط إدانات عربية واسعة للهجوم، في وقت واصل النازحون حتى صباح اليوم البحث عن ذويهم بين أنقاض القصف. 

وكان جيش الاحتلال قصف خيام النازحين الغزيين في منطقة البركسات غرب مدينة رفح، وهي مجاورة إلى مخازن ومستودعات تابعة للأمم المتحدة، بثمانية صواريخ ثقيلة، وفق الصحة الفلسطينية، فيما قال شاهد عيان لـ المنصة، في تغطية سابقة للهجوم، إن عشرات من المدنيين أصيبوا بحروق بالغة نتيجة اشتعال النيران في المكان لحظة القصف الإسرائيلي، مضيفًا "العشرات كانت أجسادهم ملقاة على الأرض، وبعض الجثامين مفصولة الرأس".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانها اليوم إن هجوم رفح أسفر أيضًا عن إصابة 249 جريحًا. 

واستمر النازحون في منطقة البركسات شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حتى ساعات صباح الاثنين، في البحث عن أبنائهم وذويهم المفقودين بين النيران التي تسبب في حرق خيامهم نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدد من الصواريخ خيام النازحين.

حسين النجار 37 عامًا، واحد من الناجين من الاستهداف الإسرائيلي يقول لـ المنصة، اليوم الاثنين، إنه وعائلته وأثناء التحضير للنوم، تفاجأوا بانفجارات قوية متتالية، واشتعال النيران في الخيام المصنوعة من صفيح الزينجو.

وأضاف "إحنا هنا نازحين مدنيين، حكولنا هادي منطقة آمنة ونزحنا إلها من قبل شهور، كلنا قاعدين مع عائلتنا من نساء وأطفال، وفجأة بنلاقي حالنا وسط مجزرة".

يتذكر النجار المشهد، قائلًا بأسى إنهم خلال الانفجارات شاهدوا النيران المشتعلة في أجساد بعض الأطفال والنساء من النازحين في اللحظات الأولى للقصف، فيما انتشلوا أجسادًا أخرى مقطوعة الأطراف أو الرأس.

وتابع "يعني أنا وولادي كان ممكن تكون أجسادنا محروقة أو مقطوعة أشلاء لولا إن الخيمة بعيدة، وقدرنا نخرج منها قبل ما توصلنا النيران"، وكان من بين القتلى بعض من أقارب النجار الأطفال، فيما أصيب عدد آخر من أقاربه بحروق في مواضع متفرقة من أجسادهم.

وفيما كان النجار يبحث بين الأنقاض، كان جمعة العشى 57 عامًا، يودع حفيده الرضيع الذي لم يتجاوز عمره السنة، حيث لقي حتفه في الحريق الذي وصل خيمة ولده. يقول لـ المنصة "والله يا عمي إحنا ملناش حد، إحنا ناس بسيطة وهي حفيدي شهيد وابني وباقي عيلته ربنا يلطف فيهم وبإصابتهم".

ويوضح العشي وهو نازح من مدينة غزة أنهم موجودون في المكان منذ قرابة 5 أشهر، هو وأبناؤه يمكثون في عدة خيام استطاعوا الهرب منها مع صوت الانفجارات الأولى وقبل أن تصلهم النيران.

ولا يزال عدد من النازحين ممن فقدوا أبناءهم أو بعضًا من أفراد أسرهم في الحريق نتيجة القصف الإسرائيلي، يبحثون عن مفقودين بين حطام الخيام والمواد المشتعلة، أو في ثلاجات الموتى حيث توجد أكثر من 10 جثامين متفحمة وغير واضحة المعالم، مجهولة الهوية ولم يتعرف عليها أحد.

ولم تكن "مجزرة رفح" الوحيدة التي ارتكبها جيش الاحتلال، أمس، إذ أشارت الإحصائية اليومية لوزارة الصحة إلى ارتكابه 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 66 قتيلًا و383 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية. 

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 36 ألفًا و50 قتيلًا و81 ألفًا و26 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية المصرية "قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، الأمر الذي أسفر عن سقوط المئات من القتلى والمصابين بين صفوف الفلسطينيين النازحين العزل، في انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب"، وفق بيان اليوم.

كما أعربت قطر عن قلقها "أن يعقّد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعوق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين"، وفق بيان للخارجية. كما أدانت كل من الأردن والسعودية والكويت الهجوم.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عبر إكس، "للأسف يستمر مسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم النازحين التابع للأونروا في منطقة رفح مساء أمس. نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتى يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعليًا للعدالة الدولية". 

وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الأونروا، جولييت توما، إنه ليس لدى الوكالة معلومات عما إذا كانت الغارة الإسرائيلية على رفح وقعت بالقرب من أي من مباني الوكالة في المنطقة، وما إذا كان أي من موظفيها قد قُتل.

وقالت توما "إن خط الاتصال غير مكتمل للغاية، لذا فنحن غير قادرين على التأكد من أن جميع موظفي الأونروا قد تم التعرف عليهم"، في تصريحات لموقع CNN الأمريكي.

وأشارت المتحدثة إلى أن لدى الوكالة 13 ألف موظف يعملون في غزة، وأغلبهم هم أنفسهم من النازحين ويحتمون في عدة مواقع، بما في ذلك المناطق المفتوحة، معلقة "لا يوجد مكان آمن في غزة ولا أحد آمن في غزة، بمن في ذلك عمال الإغاثة".