نددت 3 منظمات حقوقية، أمس، بالتحقيق مع الطالبين زياد البسيوني ومازن دراز، وحبسهما 15 يومًا بتهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، على خلفية ارتباطهما بحركة طلاب من أجل فلسطين، مطالبة بسرعة إخلاء سبيل كل المقبوض عليهم تعسفيًا بسبب دعمهم لفلسطين وإسقاط كافة التهم عنهم.
وظهر الطالبان، مساء أمس، بنيابة أمن الدولة العليا بعد أسبوع من القبض عليهما واختفائهما قسريًا، حيث أدرجتهما النيابة في القضية رقم 1941 لسنة 2024، وهي واحدة من ثماني قضايا أصدرت فيها نيابة أمن الدولة العليا قرارات بحبس 93 شخصًا بينهم 3 أطفال على الأقل، بتهم الإرهاب على خلفية إعلان دعمهم لفلسطين، حسب بيان للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
واعتبرت المبادرة أن التحقيق مع الطالبين على خلفية دعم فلسطين في اليوم التالي لإعلان الخارجية المصرية "التدخل دعمًا لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية"، يعطي إشارات غير متسقة.
فيما استنكرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات توسع السلطات الأمنية في القبض على المواطنين بسبب دعمهم السلمي للقضية الفلسطينية في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي كان آخره القبض على اثنين من الطلاب بسبب تدشين صفحة "طلاب من أجل فلسطين" على وسائل التواصل الاجتماعي، وحبسهما بقرارات من نيابة أمن الدولة.
أما مؤسسة حرية الفكر والتعبير، فأدانت القبض على الطالبين، مؤكدة أن قمع حق الطلاب في التعبير عن مواقفهم وتنظيم أنفسهم وحرية ممارسة أنشطتهم يأتي في إطار الهجمة الأمنية التي تعرض لها طلاب الجامعات في مصر منذ عام 2013، وأدت إلى وقوع آلاف الطلاب تحت طائلة السجن والفصل من الجامعات والعقوبات التأديبية، وفرض حصار مستمر على النشاط الطلابي.
وكانت أسرة زياد البسيوني، الطالب بأكاديمية الفنون، أعلنت، أول أمس، القبض عليه من محيط منزله فجر الخميس الماضي بعد اقتحام قوة أمنية تضم 10 أفراد لمنزل والدته الناقدة السينمائية وعضو نقابة الصحفيين فايزة الهندواي، حيث أكد شقيقه خالد في بوست على فيسبوك "تم تكسير باب المنزل وتصويب الأسلحة الآلية في وجهنا دون علمنا بما يحدث، وبعد تفتيش محتويات المنزل بشكل كامل وتكسير ما تم تكسيره".
أما مازن دراز الطالب بكلية طب المنصورة، فألقي القبض عليه يوم الأربعاء 8 مايو/أيار الجاري، من الشارع بمدينة المنصورة، وفقًا للمبادرة.
ويقتصر نشاط حركة "طلاب من أجل فلسطين" التي يتهم الأمن الطالبين بتدشينها، على دعم القضية الفلسطينية، ومطالبة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التعليم العالي وإدارات الجامعات بحظر المنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، ودعم الطلبة الفلسطينيين الموجودين بمصر وإعفائهم من المصروفات الدراسية.
وأدان حزب الكرامة، في بيان له، الأحد، القبض على الطالبين وإخفائهما قسريًا، مطالبًا بسرعة الإفراج عنهما، محملًا الأجهزة الأمنية مسؤولية سلامتهما، منددًا في الوقت نفسه بممارسات الأجهزة الأمنية في ملاحقة وتعقب وإلقاء القبض على كل من يعبِّر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية ورفض حرب الإبادة على الشعب الفلسطينية، ومنهم زياد ومازن.
وصعَّدت الحكومة المصرية من استهدافها لتحركات دعم فلسطين، بين القبض على عشرات المواطنين منذ أكتوبر 2023 على خلفية مظاهرات سلمية خرجت للتضامن مع قطاع غزة، إلى جانب استهداف ناشطات وصحفيات ومحاميات والقبض عليهن أثناء تقديم خطاب للجنة الأمم المتحدة للمرأة، قبل أن يخلى سبيلهن لاحقًا، حسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات.