تصاعدت حدة الاحتجاجات الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في الجامعات الأمريكية.
وداهمت شرطة نيويورك، مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، حرم جامعة كولومبيا، للمرة الثانية، وأخلت مبنى هاملتون هول، الذي تحصن فيه منذ مساء الاثنين طلاب مؤيدون للفلسطينيين.
وألقت قوات شرطة نيويورك، التي قدَّر موقع الجارديان حجمها بالمئات، القبض على عشرات الطلاب، وقال "شوهدت شاحنة للشرطة مزودة بسلم تقترب من مبنى هاملتون هول، ووقفت أمام إحدى نوافذ المبنى، ليدخل من هذه النافذة عناصر شرطة مكافحة الشغب الواحد تلو الآخر".
"لم يمضِ وقت طويل حتى خرج الشرطيون يقودون المتظاهرين مكبلي الأيدي بأربطة إلى صف من حافلات الشرطة المنتظرة خارج بوابات الحرم الجامعي"، وفق الجارديان الذي نقل عن المتحدث باسم شرطة نيويورك، كارلوس نيفيس، إنه ليست لديه تقارير فورية عن وقوع إصابات.
وقال أحد المتظاهرين في كولومبيا للموقع البريطاني إن الشرطة حاصرت الطلاب داخل المبني قبل اعتقالهم، وأضاف "لن ننسى ذلك، لم تعد هذه قضية إسرائيلية فلسطينية، بل أصبحت قضية حرية تعبير، وقضية طلابية".
الجامعة أعلنت في بيان، الثلاثاء، إنها طلبت من الشرطة اقتحام الحرم الجامعي "لاستعادة الأمن والنظام في مجتمعنا"، على حد وصفها، وأنها بعدما علمت أن "هاملتون هول تم احتلاله وتخريبه، لم يكن أمامنا أي خيار، أُجبر موظفو السلامة العامة في كولومبيا على الخروج من المبنى، وتعرض أحد أعضاء فريق المَرافِق للتهديد. لن نخاطر بسلامة مجتمعنا أو باحتمال حدوث المزيد من التصعيد".
وأضافت أن ما وصفته بـ"الاضطرابات" في الحرم الجامعي "خلق بيئة مهدِّدة للعديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود"، و"تسبب في "ضوضاء مشتتة بما يتعارض مع التدريس والتعلُّم والتحضير للامتحانات النهائية".
وفي البيان، أكدت الجامعة أن المجموعة التي "اقتحمت المبنى واحتلته" كان يقودها أفراد "لا ينتمون إلى الجامعة"، موضحة أن "قرار التواصل مع شرطة نيويورك جاء ردًا على تصرفات المتظاهرين، وليست القضية التي يناصرونها"، إلا أن عضو الكونجرس عن نيويورك جمال بومان وصف اقتحام الشرطة بـ"عسكرة الحرم الجامعي".
وقال إن "اعتقال مئات الطلاب يتعارض مع دور التعليم باعتباره حجر الزاوية في ديمقراطيتنا"، مطالبًا إدارة كولومبيا بوقف "التصعيد الخطير قبل أن يؤدي إلى مزيد من الضرر، والسماح لأعضاء هيئة التدريس بالعودة إلى الحرم الجامعي"، وفق الجارديان.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها الشرطة الأمريكية جامعة كولومبيا، إذ اعتقلت الشهر الماضي 108 طلاب، بعدما استدعت رئيسة الجامعة نعمت شفيق، وهي من أصل مصري، الشرطة لفض الاعتصام، وفاء لتعهدها أمام الكونجرس بعقاب المتظاهرين الداعمين لغزة دون تصريح.
وفي جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وقعت صدامات، اليوم، خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وأفاد موقع العربية أن الصدامات بدأت فجرًا بين مجموعات مؤيدة للفلسطينيين ومحتجين مؤيدين لإسرائيل.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية متظاهرين متعارضين يشتبكون بالعصي ويحطمون حواجز معدنية، فيما آخرون يتراشقون بالمفرقعات.
كما ألقت الشرطة الأمريكية القبض على 25 شخصًا على الأقل، في حرم "جامعة سيتي كوليدج أوف نيويورك"، عندما واجهت الشرطة متظاهرين في وقت مبكر صباح اليوم الأربعاء، وذكر مسؤولو الجامعة أنهم طلبوا من إدارة شرطة نيويورك المساعدة، لإجلاء المتظاهرين، من بينهم "حشد ضخم" من الأشخاص، الذين نظموا مسيرات من جامعة كولومبيا إلى جامعة سيتي كوليدج.
والأسبوع الماضي، ألقت الشرطة القبض على 47 طالبًا في جامعة ييل، إضافة إلى اعتقال 41 طالبًا في جامعة براون.
وامتدت كذلك موجة المظاهرات الطلابية إلى فرنسا، حيث نظم طلاب في جامعة السوربون بباريس مظاهرات، ونصبوا خيامًا أمس لدعمها، قبل أن تتدخل الشرطة لفضها.